دولياترئيسي

مؤتمر باريس: معركة «عالمية» لمواجهة «داعش»

وجه الرئيسان الفرنسي فرانسوا هولاند والعراقي فؤاد معصوم نداء ملحاً من اجل تعبئة دولية للقضاء على تنظيم الدولة الاسلامية، وشدد هولاند على ان «لا وقت نهدره» لدى افتتاحه اليوم الاثنين في العاصمة الفرنسية باريس مؤتمراً دولياً لمناقشة الاستراتيجية التي ينبغي اتباعها لمحاربة تنظيم «الدولة الاسلامية».

وقال هولاند امام المؤتمر الذي يجمع حوالى ثلاثين دولة عربية وغربية «ان معركة العراقيين ضد الارهاب هي معركتنا ايضاً. علينا الالتزام بوضوح وصدق وقوة» الى جانب الحكومة العراقية.
واضاف «لا وقت نضيعه»، مشدداً على «التهديد الارهابي الكبير» الذي يمثله التنظيم ازاء «العراق والمنطقة والعالم».
ويشارك في المؤتمر خصوصاً ممثلو الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي و10 من الدول العربية التي انضمت الى التحالف الدولي لمحاربة ما يسمى «بالدولة الاسلامية» في العراق وسوريا.

والدول العربية المشاركة هي: مصر، العراق، الأردن، لبنان، البحرين، الكويت، سلطنة عمان، قطر، السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة.
ولم يحضر المؤتمر أي ممثل عن كل من سوريا وإيران التي وصفت المحادثات بأنها «للشهرة» في إشارة لانزعاجها من عدم وجودها في القائمة الرئيسية للمدعوين. أما سوريا فقد هاجمت التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قائلة إن «خطط أوباما ستفشل إذا لم تشارك فيها جارة العراق».
وينعقد مؤتمر باريس بعد اعلان «الدولة الاسلامية» السبت قطع رأس الرهينة البريطاني ديفيد هينز. واعدام هينز هو الثالث لرهينة غربي خلال شهر بعد الصحافيين الاميركيين جيمس فولي وستيفن ستولوف اللذين خطفا ايضاً في سوريا.
وذكر هولاند بان تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على 40% تقريباً من شمال العراق و25% من سوريا يتعرض ايضاً «للضعفاء والنساء والاطفال والاقليات الدينية». وقال انه يطرح «تهديداً عالمياً يتطلب رداً عالمياً».
ودعا هولاند في كلمته الافتتاحية الى توفير الدعم الكامل لمن وصفهم «بالمعارضين المعتدلين» في سوريا، مضيفاً ان «الفوضى تعزز موقف الارهابيين».
وقال «لذلك علينا توفير الدعم لاولئك الذين يمكنهم التفاوض والتوصل الى حلول وسط من اجل ضمان مستقبل سوريا، وبالنسبة الى فرنسا يمثل هؤلاء قوى المعارضة الديمقراطية»، داعياً الى «دعمها بكل السبل».
من جهته، اعلن معصوم ان تنظيم الدولة الاسلامية «مارس جرائم ابادة جماعية وتطهيراً عرقياً ودينياً ضد الالاف من المواطنين».
وكان معصوم دعا في مقابلة قبيل افتتاح المؤتمر الى تدخل جوي عاجل في العراق.
ويهدف مؤتمر باريس الى تحديد الادوار العسكرية والمالية والاستخباراتية لكل دولة من الائتلاف.
وذكر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان اهداف المؤتمر سياسية (دعم الحكومة العراقية) وامنية وانسانية، مشيراً الى ان الازمة ادت الى نزوح 1،8 ملايين شخص.
واعلنت فرنسا انها ستنفذ الطلعات الاسكتشافية الاولى في العراق اعتباراً من الاثنين.
واكد وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان في قاعدة الظفرة في الامارات «اعتباراً من صباح اليوم، سنقوم باولى الطلعات الاستكشافية بموافقة السلطات العراقية والسلطات الاماراتية».
واعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري لشبكة «سي بي اس» ان «هناك دولة او اكثر عرضت تولي كل من جوانب استراتيجية الرئيس (باراك اوباما) وما يجب القيام به لتحقيق هدفنا، وبالتالي تمت تغطية كل الجوانب».
وبعد اعدام البريطاني العامل في الحقل الانساني ديفيد هينز، اعاد الرئيس الاميركي تاكيد عزمه العمل مع «ائتلاف كبير من الدول» من اجل «القضاء على التهديد» الذي يشكله تنظيم الدولة الاسلامية.
واعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بعد بث شريط الفيديو الذي يظهر اعدام هينز «سنطارد المسؤولين ونحيلهم امام القضاء مهما تطلب ذلك من وقت».
الا ان كاميرون ابقى على الغموض في ما يخص مشاركة بلاده المحتملة في الضربات الجوية الاميركية فوق العراق وسوريا.
والشق السوري يعتبر احدى المسائل الحساسة في الاستراتيجية الدولية.
وكان اوباما اعلن الاربعاء توسيع نطاق الضربات الجوية الاميركية ابعد من العراق حيث سيتم نشر 1600 عسكري اميركي لدعم القوات العراقية لجهة العتاد والتدريب والاستخبارات، الا ان فرنسا وبريطانيا ابدتا ترددا اذ تخشيان تعزيز موقف الرئيس السوري بشار الاسد.
من جهتها، اعتبرت ايران التي استبعدت من المؤتمر بسبب دعمها للنظام السوري ان السبيل الافضل لمكافحة الارهاب هو من خلال «دعم حكومتي العراق وسوريا» بمواجهة الدولة الاسلامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق