رئيسيسياسة عربية

مبادرة 14 اذار تحرك الساحة دون حل للرئاسة

نجحت مبادرة 14 آذار في خرق رتابة جلسات انتخاب رئيس للجمهورية والإخفاق المتكرر والمؤجل من جلسة الى أخرى، ولكنها لم تنجح في اختراق جدار الأزمة الرئاسية وإخراجها من الطريق المسدود وحال المراوحة في الحلقة المفرغة. هذه المبادرة التي أحيطت بـ «هالة سياسية» وروّج لها إعلامياً على أنها تنطوي على مرونة وإيجابية واستعداد لتقديم تنازلات لمصلحة إجراء الانتخابات الرئاسية، لم تتأخر قوى 8 آذار ولم تتردد في الرد عليها ووأدها في مهدها وإصدار الحكم السياسي المبرم ضدها باعتبار أنها مناورة وليست مبادرة ولا تحمل جديداً لا في الشكل ولا في المضمون…

فيما اعتبرت مصادر 14 آذار المبادرة «استكمالاً لجولة جنبلاط على الفرقاء السياسيين، وحراكه المشترك مع الرئيس بري، لإحداث ثغرة في جدار الاستحقاق الرئاسي»، لا يرى فيها نواب 8 آذار جديدا إلا ما يتعلق بالكلام عن احترام المهل الدستورية، ولكن من «يريد احترام المهل الدستورية عليه أن يتذكر أن ولاية المجلس النيابي تنتهي في 16 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، ما يستدعي التحرك لعدم الوقوع في الفراغ البرلماني».
مصادر 8 آذار النيابية في تعليقها على هذه المبادرة طرحت التساؤلات الآتية: هل هذه هي حقاً المبادرة التي من المنتظر أن تنقذ البلد؟ هل ثمة في 14 آذار من يعتقد أن فريقه كان متمسكاً بترشيح رئيس «القوات» سمير جعجع؟ وهل حديث هذه القوى عن مرشح تسوية يمكن تسميته بمبادرة؟ نعم، حصل أمس أن كشفت 14 آذار بوضوح أن ترشيح جعجع منذ البداية كان له مهمة واحدة وهي إقصاء العماد ميشال عون. ومنذ اليوم الأول طرحت قوى 14 آذار ترشيح جعجع لضرب ترشيح العماد ميشال عون، وهي بالخلفية كانت تبحث عن مرشح وسطي – ضعيف، أما اليوم فقد كشفت كل أوراقها. ثم، ماذا يعني البند الأخير، هل هو جزء من المبادرة أم انقلاب عليها قبل أن تبدأ؟

اتصالات
استلزم إنتاج هذه المبادرة اتصالات لأيام، شارك فيها رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة والنائب أحمد فتفت، والدكتور فارس سعيد، الذين عملوا على معالجة تحفظ كتائبي أبداه الرئيس أمين الجميل، يتعلق بمرحلة ما بعد فتح الباب أمام التسوية، وبالمرشح الذي ستتبناه 14 آذار، في حال رفض حزب الله البحث في اسم آخر غير عون.
وفي المحصلة تم التفاهم على حق الجميل في الترشح خلال فترة التفاوض كمرشح وفاقي، وعلى أن 14 آذار ستدعم هذا الترشح إن قرره الجميل، خصوصاً أنه سبق للنائب وليد جنبلاط أن أبدى إيجابية في شأن هذا الترشيح، وذلك في الفترة التي سبقت ترشح جعجع، فيما لم يبد الرئيس نبيه بري معارضة واضحة لهذا الترشيح.
وتفيد معلومات مصادر سياسية متابعة لموضوع الاستحقاق الرئاسي أن النائب وليد جنبلاط حمل معه الى السيد حسن نصرالله اقتراحاً قضى بالتفاهم على مرحلة انتقالية لسنة أو سنتين، تتولى ادارة الاستقرار بشقيه الامني والسياسي ريثما يتضح مصير المنطقة، ابانها تجري انتخابات نيابية ثم تذهب البلاد الى انتخابات رئاسية جديدة. في المرحلة الانتقالية، ترسم ملامح الادارة الداخلية على مستوى اعادة بناء المؤسسات بما فيها تعيين قائد جديد للجيش.
ناقش جنبلاط الاقتراح طويلا مع اللواء جميل السيد الذي كان قناة التواصل المباشر مع نصرالله الى حين تحديد الموعد، والتقى الرجلان على ضرورة تشجيع مرحلة رئاسية انتقالية دونما الخوض في ذلك الحين في الاسماء. الا ان مدخلها أوجب استكشاف استعداد الامين العام لحزب الله الطلب من عون الانسحاب من الاستحقاق الرئاسي.
عندما طرح جنبلاط فكرة المرحلة الانتقالية، عقب نصرالله بعدم ممانعة الحزب شرط موافقة عون أولاً. من دونها لا يمكن المضي فيه. كان رد نصرالله: في المرة الماضية (2008) أقنعنا العماد عون بالانسحاب لمصلحة الرئيس سليمان، وكان ديناً كبيراً تحملناه، ولا نزال الى اليوم نسدده. لن نكرر الأمر ما لم يقرر هو ماذا يريد أن يفعل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق