رئيسي

معارك دامية بين «داعش والبشمركة»، و«الدولة الاسلامية» تسطو على حقول نفطية في الموصل

يتوقف المتابعون عند اصرار تنظيم داعش،على توسيع رقعة «دولة الخلافة»، وعن كم من العناصر الداعمة لهذه الرغبة، وصولاً الى السيطرة على مناطق عديدة من العراق والشام.

ففي العراق، اجتاح مقاتلون من تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ «داعش»، وجماعات مسلحة أخرى مناطق متفرقة ذات غالبية سنية منذ التاسع من حزيران (يونيو) في شمال غرب العراق. وأمام إصرارهم على توسيع رقعة سيطرتهم، فإنهم يواجهون على الأرض قوات حكومية وبشمركة ومقاتلين شيعة وعشائر سنية ومتطوعين.
في هذا السياق توقفت تقارير عند عدد من المناطق التي تشهد مواجهات شرسة حتى اللحظة. فمن جهة هناك قوات تحارب من اجل السيطرة عليها. وفي المقابل هناك قوة تستميت في الدفاع عنها.

سيطرة على حقول النفط
وفي الاثناء، سيطر مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، على حقلين لإنتاج النفط في ناحية زمار، شمال مدينة الموصل، بعد انسحاب قوات البشمركة الكردية منها.
وقال مصدر بارز في شركة نفط الشمال إن تنظيم داعش سيطر على حقلي عين زاله وبطمه بعد سيطرته على ناحية زمار. وأكد غياث سورجي أحد مسؤولي حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في نينوى، في تصريحات صحفية «أن زمار والمناطق التابعة لها أصبحت تحت سيطرة داعش بعد انسحاب قوات البشمركة منها».
وحقلا عين زاله وبطمه هما جزء من المنطقة النفطية في زمار المؤلفة من ثلاثة حقول، وتنتج حاليا حوالى 20 ألف برميل يومياً.
وشهدت ناحية زمار اشتباكات شرسة منذ يوم الجمعة الفائت بين قوات البشمركة الكردية وتنظيم داعش، قتل خلالها 14 عنصراً من القوات الكردية. بدورها تمكنت القوات الكردية من قتل مئة من المسلحين، وفقاً لمصادر حزبية وأمنية.
وذكر المصدر النفطي أن مسلحي داعش كانوا قد سيطروا منذ العاشر من حزيران (يونيو) الماضي، على حقلي عجيل والقيارة، الواقعين إلى الجنوب من مدينة الموصل (350 كلم شمال بغداد).
وكانت «الدولة الاسلامية» قد سيطرت مطلع تموز (يوليو) الماضي، على أحد أكبر حقول النفط في سوريا في محافظة دير الزور (شرق) بعد انسحاب «جبهة النصرة» منه، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويمثل النفط مورداًِ مالياً مهماً لدعم نشاط الدولة الإسلامية التي باتت تسيطر على مناطق واسعة في سورية والعراق.
وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية بعد موجة هجمات شرسة انطلقت في التاسع من الشهر الماضي، على مناطق واسعة في محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك، شمال بغداد، وديالى الواقعة شمال شرق، إضافة إلى مناطق أخرى في الأنبار، غربي البلاد.

اشتباكات مع البشمركة
واستولى تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» لاحقاً، على بلدتين خاضعتين لسيطرة قوات البشمركة الكردية جنوب قضاء سنجار الواقع قرب الحدود العراقية – السورية، ما دفع سكانهما الازيديين الى الفرار الى الجبال والهضاب.
وهاجم مسلحو التنظيم هذه المناطق الواقعة قرب الحدود العراقية السورية، واشتبكوا مع قوات البشمركة الكردية التي تركت مواقعها وانسحبت الى داخل قضاء سنجار.
وقال غياس سوجي مسؤول تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في الموصل للصحافيين ان «قوات البشمركة انسحبت بالكامل من ناحيتي كرتازرك وملا خضر جنوب سنجار بعد ان هاجم مسلحو داعش مواقعهم».
واضاف ان «اهالي الناحيتين نزحوا الى القرى والجبال والهضاب القريبة، فيما تمكن قسم منهم من الوصول الى قضاء سنجار، حيث ما زالت قوات البشمركة تفرض سيطرتها».
وهذه ثاني حادثة انسحاب لقوات البشمركة من المدن التي فرضت سيطرتها عليها، خلال يومين بعد انسحابها من منطقة زمار الغنية بالنفط.
ويقطن سنجار والقرى المحيطة به وكذلك قضاء زمار، اقلية ازيدية ناطقة باللغة الكردية.
ويبلغ عدد الايزيديين نحو 300 الف نسمة في العراق يعيش معظم افرادها في الشمال، لكنهم يشكلون 70 بالمئة من سكان قضاء سنجار البالغ عددهم 24 الف نسمة.
والايزيدية مزيج من ديانات عدة مثل اليهودية والمسيحية والاسلام والمانوية والصابئة ولدى اتباعها طقوس خاصة بهم ويشتهرون بصناعة الكحول والحلويات المنزلية.
وما زال سنجار، المنطقة الجبلية التي تبعد 400 كلم شمال غرب بغداد بالقرب من الحدود مع سوريا، يستضيف عشرات الاف من النازحين التركمان الشيعة الذين فروا من قضاء تلعفر المجاور.
في الاثناء، تشير التقارير الواردة من العراق ان مناطق خمساً تشهد مواجهات شرسة بين تنظيم الدولة الاسلامية والجيوش النظامية التابعة للجمهورية العراقية والاقليم الكردي.
والمناطق هي:

مصفى بيجي
الموقع: على بعد 200 كلم شمال بغداد.
المقاتلون: قوات عراقية خاصة معروفة باسم «سوات».
يعد مصفى بيجي احد اكبر مصافي البلاد وكان لفترات طويلة يزود البلاد بثلاثين بالمائة من احتياجاتها من الوقود. يحاصره مسلحو الدولة الاسلامية منذ اسابيع فيما تواصل القوات الخاصة الدفاع عن الموقع الذي يعد مورداً اقتصادياً مهماً لمسلحي «الدولة الاسلامية». وتبدو هذه القوات العراقية معزولة في قتالها المسلحين المتطرفين.
وادت الاشتباكات التي تقع بشكل متكرر هناك، الخميس الى حريق كبير لكن محاولات المسلحين لم تنقطع بهدف السيطرة على الموقع، وبالمقابل لم تفقد القوات الحكومية السيطرة على الموقع.

امرلي
الموقع: على بعد 160 كلم شمال بغداد.
المقاتلون: العشائر التركمانية وقوات حكومية.
يفرض مسلحو تنظيم الدولة الاسلامية حصاراً من جميع الجهات على ناحية امرلي منذ اكثر من خمسين يوماً على الاف المدنيين الذي قرروا حمل السلاح للدفاع عن بلدتهم.
وسقط عدد كبير من اهالي البلدة خلال الاشتباكات للدفاع عن الناحية التي يواصل اهلها الوقوف ضد الهجمات رغم الامدادات المحدودة وتواصل انقطاع التيار الكهربائي.
والتحق متطوعون شيعة للقتال الى جانب قوات الجيش التي تحاول كسر الحصار المفروض على الناحية.
ويطالب اهالي البلدة الحكومة بتحرك سريع لتفادي كارثة انسانية وحمام الدم الذي يهدد الاهالي.

جلولاء
الموقع: على بعد 130 كلم شمال شرق بغداد.
المقاتلون: قوات البشمركة الكردية.
تعد جلولاء احدى المناطق المتنازع عليها بين الحكومة المركزية وحكومة اقليم كردستان. تولت قوات البشمركة مسؤولية الدفاع عنها بعد انسحاب الجيش العراقي من المواجهات التي اندلعت في مناطق متفرقة بداية حزيران (يونيو) الماضي.
وتقع الى الجنوب من اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي، وتشهد مواجهات يومية فقد خلالها البشمركة العشرات من المقاتلين.
ولم تستطع قوات البشمركة رغم سيطرتها على الموقع من فرض سيطرة كاملة على جلولاء والمناطق المحيطة بها بسبب نقص العتاد والتمويل.

الضلوعية
الموقع: على بعد 90 كيلومتراً شمال بغداد.
المقاتلون: قوات الشرطة والعشائر السنية والصحوات.
تعرضت الضلوعية الى هجمات متكررة من قبل مقاتلي الدولة الاسلامية لكن عشيرة الجبور كانت الوحيدة في التصدي لهم ووقف هجماتهم التي يحاولون من خلالها التقدم نحو بغداد.
وشهدت الناحية اشتباكات شرسة خصوصاً بعد انهيار احد الجسور الرئيسية الذي منع اي محاولة للهرب كما ان اي تفكير بالاستسلام قد يقود الى عمليات اعدام جماعية لابناء القبائل السنية التي وقفت سابقا مع الجيش الاميركي والان الى جانب النظام الذي تقوده غالبية شيعية.

جرف الصخر
الموقع: على بعد خمسين كيلومترا جنوب غرب بغداد.
المقاتلون: القوات الحكومية وميليشيا شيعية.
طبيعية المكان: مدينة صغيرة على ضفاف نهر الفرات.
لمدينة جرف الصخر الصغيرة اهمية استراتيجية لوجودها على طريق تصل بين معاقل «الدولة الاسلامية» في الغرب والمدن الشيعية المقدسة جنوب بغداد.
تشهد المدينة مواجهات شرسة منذ بدء المواجهات ضد تنظيم الدولة الاسلامية، وقتل 17 عسكرياً في اخر المواجهات التي وقعت يوم الجمعة.
ويستغل مسلحو تنظيم الدولة الاسلامية مدينة الفلوجة التي يسيطرون عليها منذ كانون الثاني (يناير) الماضي، كقاعدة خلفية، لمقاتلة القوات الحكومية بهدف تطويق بغداد والسيطرة على الطريق المؤدي الى مدينة كربلاء المقدسة، جنوباً.
وفي حال نجاحهم سيتمكنون من تشديد الطوق على العاصمة وقطع الطريق الرئيسية باتجاه الجنوب.

ا. ح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق