أبرز الأخبار

مونترو السويسرية تستضيف المؤتمر الدولي حول سوريا وسط انتظارات متباينة

تستضيف مدينة مونترو السويسرية اليوم مؤتمر جنيف 2 الذي يجمع مباشرة طرفي النزاع في الأزمة السورية تحت رعاية أممية وبمشاركة حوالي 40 دولة. وفي حين ترغب المعارضة السورية من خلال مشاركتها في المؤتمر إسقاط نظام بشار الأسد، يؤكد النظام أن هذا الموضوع خط أحمر وأن مشاركته في جنيف تهدف إلى توحيد الجهود “لمكافحة الإرهاب” الذي يتهم المعارضة بالقيام به خلال النزاع في سوريا.


ينعقد صباح اليوم في مدينة مونترو السويسرية على ضفاف بحيرة ليمان المؤتمر الدولي حول سوريا بهدف البحث عن حل لنزاع عسكري مدمر مستمر منذ ثلاث سنوات، ويجمع للمرة الأولى الطرفين المتقاتلين في حضور حوالى أربعين دولة وبرعاية الأمم المتحدة.
ولن يكون من السهل اطلاق عملية البحث عن السلام بعد حرب تسببت بمقتل 130 ألف شخص وبتهجير الملايين، ويأتي اليها الطرفان الاساسيان المعنيان بالحل بأهداف متناقضة تماما.
ففي وقت تعلن المعارضة أن الهدف الوحيد من مشاركتها في مؤتمر جنيف-2 الذي ينطلق من مونترو، هو إسقاط نظام الرئيس بشار الاسد بكل أركانه، يقول النظام إن هذا الموضوع “خط أحمر”، ويؤكد أن القرار الوحيد المقبول من جنيف-2 هو توحيد الجهود من أجل “مكافحة الارهاب” الذي يتهم المعارضة بارتكابه على أرض سوريا..
ويفتتح المؤتمر الساعة التاسعة صباحا (8,00 ت غ) في حضور وفدي المعارضة والحكومة السوريتين و38 دولة أخرى، برعاية الأمم المتحدة، وحضور جامعة الدول العربية والاتحاد الاوروبي ومنظمة التعاون الاسلامي.
ويعقد المؤتمر في فندق “بوتي باليه” الفخم في شارع “غراند رو” في وسط مونترو.
وسيجلس الامين العام للامم المتحدة بان كي مون على طاولة مستطيلة في أول قاعة الاجتماعات الكبيرة إلى جانبه موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الابراهيمي. ويجلس على طرفي الطاولة وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف.
وسيجلس الوفد السوري الحكومي الى يمين الوفد الروسي ووفد المعارضة الى يمين الوفد الأميركي.
وتتوزع الوفود الاخرى على طاولات مستطيلة في صفين متقابلين ألى جانبي الطاولة الاساسية.
الوفود
وشهدت المدينة الصغيرة الوادعة المشهورة بمهرجان موسيقى الجاز الذي يقام فيها سنويا، طيلة يوم امس توافد الوفود والشخصيات وابرزها وفدا الحكومة والمعارضة السوريتين، ووزراء روسيا وبريطانيا وليام هيغ والسعودية سعود الفيصل وقطر خالد بن محمد العطية وغيرهم، ويفترض أن يكون وزير الخارجية الاميركي جون كيري وصل الى مونترو في وقت متاخر من المساء قادما من جنيف حيث أجرى لقاءات أبرزها مع وفد المعارضة السورية.
والتقى الوفد المعارض ايضا، بحسب صور بثها تلفزيون الامم المتحدة، الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والموفد الدولي الاخضر الابراهيمي.
المعلم : “النظام والرئاسة خط أحمر”
وأكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم قبل وصوله بوقت قصير إلى مطار جنيف بعبارات حازمة أن “النظام والرئاسة خط أحمر”.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن المعلم قوله “ان موضوع الرئيس والنظام خطوط حمراء بالنسبة الينا والى الشعب السوري ولن يمس بها او بمقام الرئاسة”.
وكان الرئيس السوري أكد في مقابلة حصرية مع وكالة الأنباء الفرنسية أن هناك “فرصا كبيرة” بأن يترشح لولاية رئاسية جديدة في 2014,
المعارضة : “ التخلص من الطغيان”
في المقابل، اكد مستشار رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية منذر اقبيق لوكالة فرانس برس ان المعارضة تاتي الى المؤتمر المعروف بجنيف-2 بهدف “التخلص من الطغيان، من اجل الحرية ولننتهي من الدكتاتورية ونبني سوريا الديموقراطية التي ننشدها”.
واضاف “جنيف اليوم بداية النهاية لبشار الاسد، والمسار الانتقالي يعني تغيير السلطة نحو سوريا الجديدة”.
واعتبر ان “الارهاب هو ما يمارسه الاسد تجاه شعبه من تجويع وقتل وتدمير وتعذيب، ولا توجد مؤشرات على قدرة المؤتمر على تحقيق الكثير على صعيد تعبيد طريق الحل السوري”.
وبدت الامال محدودة لدى الجميع بتحقيق تغيير جذري نحو الحل.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية رفض الكشف عن اسمه “لا اعتقد ان ايا من الذين تعاملوا مع المسؤولين السوريين يتوقعون تقدما سريعا”.
وأضاف “على الجميع أن يدرك أن هذه بداية آلية ولن تكون سريعة. هناك حاجة إلى كثير من الصبر والثبات”.

تدابير أمنية مشددة
وينعقد المؤتمر وسط تدابير أمنية مشددة تنفذها الشرطة السويسرية وأجهزة أمنية أخرى.
وقد أقفلت المنطقة المحيطة بمكان المؤتمر والفنادق التي ينزل فيها الضيوف امام حركة السير. كما فرضت منطقة حظر جوي فوق المدينة التي يقطنها 15 الف شخص. وانتشر مئات عناصر الشرطة والأمن في المنطقة ويغطي المؤتمر حوالى ألف صحافي قدموا من كل أنحاء العالم.  وسيلقي كل من رؤساء الوفود كلمة خلال المؤتمر .
وبعد مونترو، ينتقل الوفدان السوريان الى مدينة جنيف حيث يبدآن الجمعة في حضور الابراهيمي، مفاوضات بينهما حول سبل حل الازمة في بلادهما.
وقال مصدر في الوفد الروسي الثلاثاء أن هذه المفاوضات قد تستغرق عشرة ايام.

(أ ف ب)
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق