رئيسي

القاهرة: «الاخوان» ينقلون مواجهاتهم مع الحكومة الى الجامعات

بينما اعلنت هيئة المحكمة التي تحاكم المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين محمد بديع ونائبيه بتهمة قتل متظاهرين معارضين للرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي، تنحيها عن النظر في القضية، وذلك للمرة الثانية منذ بدء المحاكمة، يتوقف المتابعون للشأن الاخواني عند كم من القضايا التي باتت تشغل بال الرأي العام المصري، وتحديداً مسألة المواجهة التي تتواصل عناصرها بين النظام والجماعة. ومدى تأثيرها على مجريات الاوضاع بشكل عام.

فسر محللون تنحي المحكمة ورفضها السير في اجراءات المحاكمة بممارسات القيادات الاخوانية  خصوصاً عدم التعاون مع القضاء، اضافة الى ما يمارسونه من «عنجهية» في مجال الرد والتعامل مع اجراءات المحاكمة. غير ان متابعين رأوا في القضية بعداً آخر، تمثل بأن الضغوط التي تمارسها الجماعة اسفرت عن تلك النتائج.
وفي هذا السياق يعتقد محللون ان الضغوطات التي تمارس على الشارع من جهة، وعلى الهيئات الدولية التي تتابع مجريات المحاكمة باتت تحد من قدرة القضاة على القيام باعمالهم بحرية كاملة.
الى ذلك، توقفت وسائل اعلام وجهات متابعة عند ظاهرة انتقال المواجهة بين الاخوان والحكومة الى ساحات الجامعات، وسط تحليلات تؤكد ان الخطوة تنطوي على مشروع تكتيكي اعدته الجماعة وتقوم بتنفيذه بشكل دقيق.
وفي هذا الصدد، ذكرت وسائل إعلام رسمية ومصادر أمنية مصرية أن اشتباكات وقعت بين طلاب من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي ومعارضيه بعضهم يحمل أسلحة نارية وزجاجات مولوتوف مع انتقال أعمال العنف التي أثارها عزل مرسي إلى الجامعات. وقالت التقارير إن ما لا يقل عن 29 شخصاً أصيبوا في اشتباكات بين مؤيدين لمرسي ومعارضين له في ثلاث جامعات على الأقل.

احتشاد داخل الجامعات
بدأ الطلاب المؤيدون لمرسي في الاحتشاد داخل الجامعات. وقالت مصادر أمنية إن بعض أنصار مرسي اشتبكوا مع آخرين معارضين له في جامعة عين شمس مما أسفر عن إصابة 12 شخصاً على الأقل. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن 15 شخصاً أصيبوا في اشتباكات بين طلاب مؤيدين ومعارضين في جامعة الزقازيق بعضهم كان مسلحاً بأسلحة نارية وقنابل حارقة.
وقالت مصادر امنية إن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على طلاب يشاركون في مسيرة، ويرددون شعارات معادية للجيش في مدينة الزقازيق شمال شرقي القاهرة.
في هذه الاثناء، شدد وزير الداخلية المصري محمد إبرهيم، على أن ما تشهده الجامعات من أعمال عنف حالياً، مخطط من قبل أعضاء جماعة الإخوان لإثارة القلق والفوضى، قبل الاستفتاء على الدستور. وأضاف الوزير: ان الجماعة تستخدم الطلاب المغيبين فكرياً في ذلك، مؤكداً ان الوقت الحالي لا يصلح للتعامل بتهاون أو تقصير مع اي طرف في ما يتعلق بهذا الجانب. وأكد أنه لن يوفر لهم فرصة لتنفيذ هذا المخطط.
من جانبه قال أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر: «إن الجامعة لن ترضخ مطلقاً لمحاولات طلاب الإخوان لنشر الفوضى وتعطيل الدراسة في الجامعة».
وأضاف العبد في تصريحات صحافية، أنه «لن يتم تعطيل الدراسة مطلقاً في الجامعة بسبب التظاهرات التي يقوم بها طلاب الإخوان، وأنه لن يتوانى عن معاقبة كل من يثبت تورطه في أعمال العنف».
وأشار الى أن طلاب الإخوان الذين شاركوا في نشر العنف والفوضى بجامعة الأزهر سيحالون إلى مجالس التأديب بالجامعة تمهيداً لفصلهم واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم.
وكان رئيس جامعة الأزهر عقد اجتماعاً، مع قيادات الأمن بالجامعة لبحث تداعيات أعمال العنف التي يقوم بها طلاب «الاخوان» وسبل مواجهتها، بعد وقوع اشتباكات بينهم وبين الأمن في محيط الجامعة.
من جانبه، صرح الدكتور مصطفى العرجاوي، المستشار القانوني لجامعة الازهر، أنه تمت إحالة ٣٠٠ طالب وطالبة بالجامعة إلى مجالس التأديب بسبب تورطهم في أحداث العنف والاشتباكات التي شهدتها الجامعة على مدار الأيام الماضية. وعقد المجلس الأعلى للجامعات اجتماعاً طارئاً، لمناقشة المجلس الأوضاع التعليمية والأمنية والاستعداد للامتحانات في مختلف الجامعات. وأعلن المجلس حرصه الشديد على انتظام العملية التعليمية، وعدم السماح بتعطيل الدراسة بأي كلية من الكليات، على أن تتخذ الجامعات الإجراءات الإدارية والقانونية اللازمة لذلك. وفي المحافظات، شهد بعض الجامعات الإقليمية تظاهرات محدودة، نظمها طلاب جماعة الإخوان المسلمين. الا ان هذه التظاهرات لم تستمر طويلاً بسبب البرد الشديد.

استهداف وزارة الدفاع
في تلك الاثناء، يتوقف محللون عند مشروع مبرمج للمعارضة الاسلامية التي تتشكل من جماعة الاخوان وبعض المتعاطفين، حيث نقل طلاب تابعون الى جماعة الاخوان تنظيمياً، العنف إلى محيط وزارة الدفاع، بعد ان خرجوا من جامعة عين شمس، التي شهدت هدوءاً نسبياً. فقد غادر الطلبة باتجاه وزارة الدفاع بعد قطع الطريق أمام الجامعة، وهاجموا قوات حماية الوزارة، وقذفوها بالحجارة، فيما شهدت جامعة القاهرة هدوءاً وانتظاماً فى الدراسة عدا كلية الهندسة، حيث تراجعت الجامعة عن إيقاف الدراسة بالكليات النظرية، وشهدت جامعة الأزهر هدوءاً، فيما نظم طلاب جامعة حلوان تظاهرات، رد عليها الطلاب المستقلون بتنظيم تظاهرة مضادة.
وأطلقت قوات الجيش المتمركزة بمحيط وزارة الدفاع، قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة على طلاب جامعة عين شمس المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين المتواجدين بمحيط الوزارة، وشهد شارع الخليفة المأمون حالة من الكر والفر بين الطلاب والقوات التي عززت من تواجدها فى محيط الوزارة، ووضعت حواجز حديدية وأسلاكاً شائكة، وشكلوا دروعاً بشرية لمنع تقدم الطلاب باتجاه الوزارة والأمانة العامة، وقاموا برشهم بالمياه من خلال خراطيم بعض سيارات الإطفاء، رداً على قذف الطلاب لهم بالحجارة. وافترش الطلاب الطريق أمام بوابة جامعة عين شمس الرئيسية، ومنعوا مرور السيارات، ما أدى لوقوع اشتباكات بين الطلاب الذين استخدموا العصي الحديدية، وسائقي السيارات.

القاهرة – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق