حواررئيسي

نديم الجميل: لا للمس بأي حرف من الطائف والا فنحن متجهون الى طرح آخر كلياً

تمنى عضو كتلة الكتائب اللبنانية النائب نديم الجميّل «أن يحسم الجيش اللبناني بسرعة أي تجمّع أو تظاهرة لميليشيا حزب الله الطالبية على غرار ما حصل امام الجامعة اليسوعية كي لا تحدث تطورات في المرة المقبلة». وأكد تعليقاً على بيان قيادة الجيش «أن الاخلال بالأمن ليس متعلقاً فقط بضربة كف بل باقفال الجامعة وبالتصرف الاستفزازي». ولفت الى أن «الأمين العام لحزب الله يسعى الى بسط سلطته على كامل الاراضي اللبنانية غير آبه بأي فريق»، مؤكداً «أن الوطن الذي نريده هو لبنان الـ 6000 سنة حضارة وديمقراطية، لا لبنان الذي يريده محمد رعد، لبنان الممانعة والمقاطعة». وفي ما يلي وقائع الحوار الذي أجرته مجلة «الاسبوع العربي» مع النائب نديم الجميّل.

 بعد فوزكم كقوى الرابع عشر من آذار في انتخابات الجامعة اليسوعية حصل اشكال مع مناصري حزب الله كيف قرأتم هذه المسألة؟
الانتصارات التي حققناها في الجامعة اليسوعية «جامعة بشير» أو الانتصار الذي حققناه في نقابة المحامين أتت لنثبت من خلالها الانتصارات السابقة والتي نؤكدها اليوم، وهذه الانتصارات هي دليل على ان الجيل الصاعد يسير على المبادىء الاساسية التي تحملها الكتائب و14 اذار. الفوز في نقابة المحامين والفوز في الجامعة اليسوعية هما نوع من تكريس ودعم من الشعب اللبناني لخياراتنا، خصوصاً ان الفريق الآخر هتف بأن اليسوعية ليست للخونة، ولكن نؤكد لهم أن الرسالة وصلت وهنا نوجه اللوم الى الفريق المسيحي، الذي يكرّس وجود حزب الله وخصوصاً التيار الوطني الحر الذي يقف الى جانب الحزب ولا يتنبه الى ما يمكن ان تؤدي هذه الخيارات بلبنان.
وجّهتم اللوم الى قيادة الجيش لعدم التدخل بسرعة ولكن القيادة أوضحت أنه لم يحصل إخلال بالأمن وأنها تتدخل بطلب من الادارة فما هو ردّك؟
أولاً الاخلال بالأمن ليس متعلقاً فقط بضربة كف أو بسيلان الدم من أنف أحدهم، فالاخلال بالأمن حصل من خلال اقفال الجامعة ومنع الطلاب من الخروج وحرية التنقّل من مكان الى آخر. وأعتقد بأن التصرف الاستفزازي هو بحد ذاته إخلال بالأمن.
الى أي حد كان يمكن أن تتطوّر الامور في الجامعة اليسوعية وحُكي عن تجمّع شبان من الكتائب والقوات لفك الحصار؟
في رأيي كان يمكن أن يتطوّر الاشكال بطريقة سريعة في وقت لم يفضّ الجيش تجمّع حزب الله إلا بعدما شعر بأن هناك تجمعاً أكبر يتم التحضير له للنزول الى الجامعة. وعليه نتمنى أن يحسم الجيش بسرعة أي تجمّع أو تظاهرة بالشكل الذي حصل كي لا تحدث تطورات في المرة المقبلة.
أقمتم ككتائب احتفالاً ناجحاً في البيال فبماذا يعد هذا الاحتفال وهل عادت الكتائب قوية كما كانت؟
الكتائب اساساً قوية وليست بحاجة الى احتفال كي تبرهن قوتها، واليوم ليس هذا المهرجان الاول ولا الاخير،  وأعتقد أن كل مهرجانات الحزب كانت ناجحة وتؤشر الى صورة حديثة وشبابية للحزب. وكان هذا الاحتفال جيداً من ناحية الحضور وجمع الروح الشبابية وهذه أفضل عبرة نأخذها منه.

الكتائب والاستقلال
لبنان احتفل بالعيد الـ 70 للاستقلال في حين ان حزب الكتائب يحتفل بالعيد الـ 77 له، أي ارتباط بين حزب الكتائب والاستقلال في لبنان؟

هناك ارتباط كبير بين حزب الكتائب والاستقلال في لبنان، فحزب الكتائب تأسس قبل الاستقلال ونشأ على مبدأين اساسيين هما: الحرية والسيادة، والشيخ بيار الجميل، مؤسس حزب الكتائب، ناضل وصارع من أجل هذين المبدأين وتمكن مع رجال الاستقلال من تحقيق الانتصارات الكبيرة للبلاد.
واليوم في ذكرى الاستقلال لا يمكننا أن نفتخر ونفرح به، فعلى الرغم من أننا حققنا الاستقلال ولكننا تعرضنا لانتكاسات عدة أدت الى عدم الشعور بالاستقلال الحقيقي، أكان عبر الثورات العربية آنذاك، او السوريين أو الفلسطينيين الذين سعوا الى بسط سيادتهم على هذا البلد، واليوم نعيش النهج نفسه مع المرشدين الايرانيين الذين يسعون الى ارشادنا في الثورة الايرانية والنهج الديمقراطي الذي يتبعونه، كل هذه الأمور تجعلنا نشعر بأن استقلالنا ناقص، لأن قيادة الدولة «فاشلة»، ولا أحد يريد وضع النقاط على الحروف ومواجهة الواقع الذي نعيشه. حدودنا تقصف، سيادتنا تنتهك ولا أحد يتحرك، إضافة الى من يهوّل ويهدد بامكانيات غيرها على حساب اللبنانيين وهذا ما يؤكد أننا لسنا في وضع الاستقلال.
رئيس الجمهورية ميشال سليمان طرح في كلمته لمناسبة عيد الاستقلال عدداً من الاسئلة حول حقيقة الاستقلال، كيف قرأتم هذا الخطاب؟
خطاب الرئيس سليمان كان ممتازاً وجريئاً ويكمّل كل الخطابات التي ألقاها في السابق والمبنية على السيادة والاستقلال، وهو خطاب يمثل النهج الحقيقي للبنان. رئيس الجمهورية يضع النقاط على الحروف في خطاباته ويرسم صورة الدولة التي يجب أن نعيش فيها، ومن ينتقده اليوم لا يريد بناء دولة حقيقية وهم مبنيون على الشواذ ولا يستطيعون أن يعيشوا في الصح، وهم في السابق قتلوا بشير الجميل ورينيه معوض ورفيق الحريري لأنهم رفضوا العيش في «الصح» وضمن منطق تقبل الرأي الآخر، ويرفضون لبنان الـ 6000 سنة حضارة وديمقراطية، وهذا هو لبنان الذي نريده، لا لبنان الذي يريده محمد رعد، لبنان الممانعة والمقاطعة. ولكن يجب الا ننسى الاستقلال الثاني الذي عايشناه ضد الوجود السوري في لبنان وهذا هو الاستقلال الاساسي، وهنا أيضاً كان هناك دور اساسي لحزب الكتائب في هذا الاستقلال الحقيقي الذي لم نكرّسه ولم يُعط حقه الفعلي، وهنا يجب أن يكون يوم 26 نيسان (ابريل) يوم انسحاب الجيش السوري من لبنان.

 تحييد لبنان
الرئيس ميشال سليمان طرح اعلان بعبدا كما ان حزب الكتائب طرح مشروعه لتحييد لبنان، هل يمكن تطبيق هذه الفكرة؟
الحياد هو لحماية الاستقلال والاستقرار والسلم الداخلي في لبنان وهو نقطة اساسية للعلاقة الكاملة بين لبنان وجواره، واذا اردنا فعلاً الحياد للبنان وتطوير النظام اللبناني والعيش بسلام في المنطقة يجب أن تكون الدول حولنا تتمتع بالاستقرار والسلام ومن هنا رهاننا الكبير على الثورات العربية لأن الانظمة الديكتاتورية الحاكمة كانت تمنع نشوء اي دولة ديمقراطية في المنطقة. فحزب البعث الذي حكم سوريا منع انشاء اي نوع من الحرية او الديمقراطية في الداخل اللبناني، لكي يستطيع ابقاء سيطرته، واليوم حان الوقت، ورهاننا كبير. اننا بحاجة الى الحياد لبناء مستقبل راق ديمقراطي لاولادنا وأولاد أولادنا. فالشعب اليوم بعد الانفتاح الحاصل في العالم بحاجة الى حريته ونحن لم نعد في ثقافة شمولية ما يمنع النظام السوري من الاستمرار بالطريقة التي كان يتعامل فيها مع شعبه، وهذا الاسلوب يستعمله حزب الله في لبنان.
وأنا ادعو كل فرد شيعي الى العودة الى معنى الصراع الايراني – السوري – وحزب الله في وجه العالم، وصراعه وكرامته تجاه كل العالم، فاذا كانت كرامته مصانة فهو ليس بحاجة الى صراع مع اسرائيل أو دعم ايراني أو صراع في سوريا.
هل ترى أن حزب الله يحتفط بسلاحه للحصول على مكاسب في السلطة؟
هذا الكلام دقيق مئة في المئة وأكثر من ذلك، هو يريد سيطرة كاملة وشاملة على الاراضي اللبنانية بغض النظر عن النظام. فالأمين العام لحزب الله يسعى الى بسط سلطته على كامل الاراضي اللبنانية غير آبه بأي فريق ويريد أن يجعل الجميع تحت رحمته يتصرف كما يشاء، خصوصاً انه اليوم مرتاح للوضع في البلاد في ظل عدم وجود حكومة، وخوف من فراغ رئاسي، لأنه يستطيع التصرف في سوريا كما يريد، كما أنه يمكنه نقل المتفجرات الى الداخل اللبناني من دون حسيب أو رقيب.
ضبطت في الاسبوع الماضي سيارة كانت تحمل كميات من المتفجرات الى لبنان الى اين برأيك كانت وجهة هذه السيارة؟
اي استعمال لسيارة من هذا النوع هو لخراب الاستقرار الداخلي اللبناني، واخشى أن تكون هذه السيارة مجهزة لاستهداف احدى الشخصيات التي كانت ستشارك في عيد الاستقلال، او كانت تحضر لاستهداف احدى الشخصيات السياسية في وقت آخر، خصوصاً ان الوضع الأمني مضطرب في البلاد.
يحكى عن ان شخصيات من قوى 8 آذار باتت مهددة اليوم بالاغتيال اضافة الى قائد الجيش؟
نظراً لأن الوضع الأمني في البلاد فالت، ونظراً لعدم وجود قرار سياسي وحكومة تضبط الوضع، بات الكل في لبنان مهدداً، ولم يعد الخوف يقتصر فقط على قوى 14 آذار. فرع المعلومات يعمل جاهداً على كشف عدد من الخيوط المهمة في الكثي
ر من التفجيرات التي وقعت، ونأمل الا نعود الى هذا النوع من التعبير الارهابي وارسال السيارات المفخخة، لأن المواطن اللبناني تعب ولم يعد يحتمل أي اعمال مماثلة.

 اسباب التفجيرات
يحكى ان التفجير الذي طاول السفارة الايرانية هو عمل استخباراتي اسرائيلي في مواجهة ايران ما تعليقك؟
هذا الكلام ليس دقيقاً، فمن نفذ هذه العملية هو ارهابي ومجرم بحق الوطن وبحق نفسه وطائفته، ولكن لا يمكن أن نختبىء وراء اصبعنا والا نسأل السؤال البديهي: لماذا تستهدف هذه المنطقة؟ أحد الاسباب الاساسية لهذه الانفجارات هو تدخل حزب الله في الشأن السوري، والأهم في هذا التفجير أنهم ذهبوا الى الاصيل ولم يعتمدوا الوكيل وهذا التفجير رسالة واضحة الى ايران. ومهما حاولوا التخفيف من وطأة هذا التفجير وتحميل مسؤوليته لاسرائيل لاعادة شد العصب المقاوم ضدها، الا أن الصراع ليس على الحدود الجنوبية إنما مع نصف الشعب اللبناني الرافض لتدخل حزب الله في الداخل السوري، ومن هنا على حزب الله تحمل مسؤولية تدخله في الشأن السوري.
ونحن سعينا دوماً الى توجيه النصائح الى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وحذّرناه من مغبة تورطه في الأزمة السورية خصوصاً انه اليوم بات يحمّل الشعب اللبناني مسؤولية انضوائه تحت الكنف السوري – الايراني، ونحن اليوم ندعوه الى الخروج من سوريا ومن تحالفه وارتباطه بايران، فالشعب اللبناني هو الحامي له.
في الشأن الحكومي نصحكم الأمين العام لحزب الله بالقبول بصيغة 9-9-6 قبل فوات الأوان وإلا لن تُتاح لكم الفرصة لاحقاً؟
أنا أنصح السيد حسن نصرالله بالخروج من سوريا قبل فوات الأوان في هذا الموضوع، لأنه كلما تجذّر نشاطه في سوريا كلما سيضعف وسيصبح الخروج من سوريا أصعب وسيخسر من وجوده.
ولكن السيد حسن نصرالله أكد أن ذهابه الى سوريا هو لمنع عرقنة لبنان أليس كذلك؟
لماذا لا يوجّه نصرالله سهامه الى اسرائيل اذا كان يريد القيام باعمال استباقية ووقائية، فهو ينتظر شن حرب من اسرائيل للدفاع عن نفسه، ولكنه يذهب الى سوريا ويقاتل هناك لأمور لا نفهمها، وما هو دور اسرائيل في كل ما يجري في سوريا. وهنا يجب أن نشير الى ان تأخر الدول الغربية في التدخل في الشأن السوري هو استجابة للوبي اليهودي في العالم
المتخوف من خَلَف النظام الحالي في سوريا، والتصريحات الاسرائيلية واضحة في هذا الاتجاه.
كيف قرأت التحريض ضد السفارة السعودية في اعقاب الاعتداء على السفارة الايرانية وطلب السفير السعودي من المواطنين السعوديين في لبنان مغادرته؟
التحريض ضد السفارة السعودية تحريض سخيف، فمن الواضح أن استهداف السفارة الايرانية لم يكن عملاً اسرائيلياً بل هو ناتج عن عمل خلايا ارهابية ترفض وجود حزب الله في سوريا.

 المهم ان تبقى جمهورية
هل سنشهد انتخابات رئاسة الجمهورية أم نحن أمام تسوية كاملة؟
من المبكر الحديث عن انتخابات رئاسة الجمهورية، ولكن المطلوب اليوم الحفاظ على هذا الوطن وعلى وجود الجمهورية لأنه كما تظهر الصورة فهناك تخوف من عدم بقاء جمهورية لانتخاب رئيس جديد لها.
هل ستكون هناك سلة متكاملة ضمن مبادرة خارجية كما قال الرئيس نبيه بري؟
يجب الا نفكر بهذا الطرح و يجب الا نصل اليه فمن يفكر بهذا الطرح يسعى الى ايصال البلاد الى الفراغ كي نذهب الى مؤتمر جديد لتسوية الأزمة كمؤتمر الدوحة. انتخابات رئاسة الجمهورية يجب أن تحصل في موعدها، ممنوع الوصول الى الفراغ، وممنوع الوصول الى طاولة للتفاوض على المرحلة المقبلة على قاعدة أن فريقاً يحمل السلاح ويمكن أن يفرض وجهة نظره على الآخرين، ونحن سنرفض فرض اتفاق طائف جديد علينا، كما انه ممنوع على اي احد المسّ ولو بحرف من اتفاق الطائف او بالنظام الداخلي اللبناني، وإلا فنحن متجهون الى طرح آخر كلياً وهذا لن يكون لمصلحة أحد خصوصاً اننا لن نقبل بالعيش تحت ظل السلاح.
في الشأن الخارجي حصل تطور مهم تمثّل بالاتفاق النووي الايراني الذي وصفه الرئيس نبيه بري بصفقة العصر هل توافقه الرأي؟
في الشكل هذا الاتفاق مهم جداً وصفقة مهمة، ولكن لا أعرف إذا كان صفقة العصر ونحن لا نريد اليوم أن نعطي اهمية أكثر مما يستأهل هذا الاتفاق. والأكيد اليوم أن أميركا بالنسبة الى ايران وحزب الله لم تعد «الشيطان الأكبر» بل ربما باتت «الحبيب الأكبر» ولن نسمع السيد حسن بعد اليوم يهدّد ويرفع الأصابع في وجه الاميركيين. وانني في الواقع استغرب كيف أن الادارة الاميركية تفاوض فقط على الداخل الايراني حول النووي الموجود لديه والعقوبات المفروضة عليه من دون التطرق الى موضوع سلاح حزب الله أو دعمه للنظام السوري. فطريقة تصرف الادارة الأميركية في هذا الملف طريقة خاطئة والرأي العام الأميركي رافض لتصرفات الادارة في هذا العمل.
هل ترى ان الرئيس الأميركي باراك أوباما أخطأ في مواقفه الاخيرة في الشرق الاوسط؟
لقد أخطأت ادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما كثيراً في مواقفها، لا سيما حيال الضربة على سوريا، فهناك شريحة كبيرة من الشعب السوري كانت ترتكز على هذه الضربة لتحقيق بعض الانجازات الميدانية ولكن هذا الأمر لم يحدث.

حاوره: سعد الياس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق