أبرز الأخبارسياسة عربية

لبنان بين الانتحاريين و… الانتحار السياسي!

عرْقنة ام سوْرنة ام صوْملة ام… ماذا؟ انه السؤال «الكوارثي» الذي اشتعل مع العمل الارهابي غير المسبوق الذي ضرب بيروت من «بوابة» السفارة الايرانية، فاهتز معه كل لبنان المترنح منذ زمن فوق «فوهة» الازمات الاقليمية المتوالية، وآخرها الصراع اللاهب في سوريا.

 مع الانتحاريين اللذين حاولا إقتحام مقر السفارة الايرانية في بيروت لم يعد لبنان في عنق الزجاجة او في عين العاصفة او حديقة خلفية او ساحة رديفة… لقد اصبح «الوطن الهش» في قلب حرب تدور بلا هوادة واحدى ساحاتها المفتوحة على المزيد من المآسي.
فرغم ان تفجيرات حصلت خلال الاشهر الماضية في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي طرابلس عاصمة الشمال، فإن العملية الانتحارية المزدوجة كشفت لبنان على مشهد جديد من السيناريوهات الدموية التي لن يكون من السهل توقع نتائجها الكارثية في السياسة والامن والاقتصاد و… المصير برمته.
ففي اللحظة التي بدا الاقليم يتجه نحو صفقات كبرى ومقايضات تاريخية وتسويات غامضة، يذهب لبنان و«على الحامي» عكس السير وكأنه إختير كساحة لتصفية الحسابات او المكان الذي سترتسم من خلف حرائقه معالم تفاهمات جديدة تقلب الشرق الاوسط رأساً على عقب.
فمن التفاهم الاميركي – الروسي على «الكيماوي» السوري الذي فتح الطريق الى «جنيف – 2» المرتقب قبل نهاية السنة الحالية، الى التفاهم الاميركي – الايراني على الحاجة الى التوصل الى إتفاق بين الـ  «5+1» وطهران حول «النووي» الايراني، ثمة اشياء استراتيجية تتغير في المنطقة.
وفي وسط الطريق نحو هذه الوقائع الجديدة يقع لبنان في «الفخ» من جديد عبر إنكشاف سياسي يضعه في فم الفراغ، وإنكشاف امني مماثل يجعله مجرد «حطب» قابل للإشتعال في لعبة التوازنات وتوزيع مراكز النفوذ وتطويع الساحات وفرض اجندات عابرة للدول والأوطان.
ازاء هذه التحولات الصاخبة اديرت الآذان الطرشاء لمناشدات الرئيس اللبناني ميشال سليمان بضرورة تحييد لبنان عن الصراعات القاتلة في المنطقة، عبر الانصياع الى «إعلان بعبدا»، وجرت عملية إحباط لمساعيه الدولية والاقليمية لحشد الدعم للبنان في مواجهة اسوأ ازمة يواجهها، اي ملف النازحين من سوريا.

 سليمان يقطع زيارته
لم يكن اخمد حريق بئر حسن – الجناح الناجم عن العملية الارهابية المزدوجة حتى اضطر الرئيس سليمان الى إختصار مشاركته في القمة العربية – الافريقية في الكويت، فقال كلمته ومشى الى بيروت من دون ان يتاح له إستكمال مفكرة لقاءاته مع القادة المشاركين، سعياً الى تفعيل الدعم للبنان.
الدعوات التي اطلقها الرئيس سليمان، وبلغت حد «الصراخ» لحض الجميع على الإلتزام بـ «إعلان بعبدا» لم تكن إنعكاساً لـ «نزعة طوباوية» بقدر ما عكست تقديراً لحجم المخاطر التي تحوط بلبنان، خصوصاً بعدما بلغ التو
رط في سوريا حد اقفال كل المخارج الممكنة للمأزق السياسي – الحكومي في لبنان، الذي تحول «دولة معلقة».
هذا المستوى من التأزم غير المسبوق ترجمته المبارزة الكلامية الحامية بين الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله ورئيس الحكومة السابق، زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري، والتي كانت كافية ليدرك الجميع حجم «حرق المراكب» بين اللاعبين المحليين وإستحالة مد الجسور لتحقيق اي إختراق في جدار الازمة السميك.
نصرالله، الذي خرج وعلى غير عادة، على الملأ مرتين متتاليتين بمناسبة احياء ذكرى عاشوراء، قال في «عرض القوة» الذي نظمه «حزب الله» كلاماً مرتفع السقف حيال الوضع في لبنان والحرب في سوريا، مهاجماً وبلا قفازات المملكة العربية السعودية، ومدافعاً عن التفاهم الايراني – الدولي.
وفي المرتين رد الحريري وعلى نحو مباشر وبالسقف المرتفع عينه على نصرالله، معلناً ان تحالف 14 اذار لن يشارك في اي حكومة يكون «حزب الله» شريكاً فيها قبل إنسحابه من سوريا لأنه يرفض منح الحزب شرعية تورطه في قتل الشعب السوري او تغطية قرارات تتخذها «الدويلة» على حساب الدولة.
هذا المناخ المأزوم من التصعيد السياسي أحبط اي رهان على إمكان إحداث كوة من شأنها تمكين لبنان من مواجهة المضاعفات المتزايدة للحرب السورية والتي كانت تقرع ابواب عرسال، على الحدود الشرقية المتاخمة لـ «كرة النار» في القلمون السورية المتدحرجة خطوة – خطوة في اتجاه لبنان.
فالمشهد في عرسال كان مقلقاً ومأسوياً على امتداد اسبوع من «حبس الانفاس»… غارات سورية على جرود هذه المنطقة وفي قلبها، وموجات متتالية من النازحين الذين بلغوا عشرات الآلاف، فاستوطنوا العراء بعدما غصت بهم الأمكنة والخيم والساحات واية زوايا مهجورة.
قبل التفجير الانتحاري المزدوج الذي إستهدف السفارة الايرانية في الجناح على المدخل الجنوبي لبيروت كانت ساعة التوقيت اللبنانية مربوطة بصاعق القلمون السورية التي ازدادت حماوة المعارك فيها وقذفت بحممها الى المقلب اللبناني صواريخ وغارات وموجات نزوح وأعصاباً مشدودة وتوقعات بما هو اسوأ.

 


في قلب الارهاب
ومن خلف «غبار» المخاوف التي كانت تتصاعد إزاء التداعيات المحتملة لـ «معركة القلمون» على الواقع اللبناني انطلاقاً من منطقة عرسال، جاء انفجارا بئر حسن – الجناح ليقرعا «ناقوس الخطر» حيال عبور البلاد بلا اي «دروع واقية» الى قلب «العاصفة» ال
سورية المرشحة لفصول اكثر قتامة في الفترة الفاصلة عن «جنيف – 2».
ما لا يقلّ عن 25 قتيلاً، بينهم المستشار الثقافي في السفارة الايرانية الشيخ ابرهيم الانص
اري (تسلم مسؤولياته في لبنان قبل شهر) ونحو 150 جريحاً سقطوا صبيحة  19 تشرين الثاني (نوفمبر) امام سفارة الجمهورية الاسلامية التي حمل الانفجار المزدوج الذي طاولها الرقم 5 في غضون نحو اربعة اشهر وتحديداً منذ تفجير بئر العبد (في 9 تموز -يوليو) الذي اوقع نحو خمسين جريحاً ثم انفجار الرويس (في 15 آب – اغسطس) الذي ادى الى سقوط 27 قتيلاً وما لا يقل عن 330 جريحاً، ثم الانفجار المزدوج الذي ضرب مسجدي السلام والتقوى في طرابلس في 23 آب (اغسطس) الماضي وأسفر عن مقتل 52 شخصاً وسقوط نحو الف جريح، من دون اغفال إحباط  عملية تفجير كانت ستستهدف الضاحية الجنوبية في 14 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي حين تم ضبط سيارة في محلة المعمورة مفخخة بنحو 70 كيلوغراماً من المواد الشديدة الانفجار.
امام مقر السفارة الايرانية في منطقة بئر حسن – الجناح وفي البقعة التي تضم مباني سكنية ويقيم فيها عدد من الديبلوماسيين الايرانيين وتضم مكاتب لمحطات تلفزيونية عدة مناصرة لحزب الله والنظام السوري، مثل محطة «المنار» التابعة للحزب وتلفزيون «الميادين»، اضافة الى بيوت يقطنها عدد من السياسيين، لم يكن للوهلة الاولى من مكان للأسئلة الكبرى حول الدلالات السياسية لهذه الجريمة الارهابية ومدى ارتباطها بالازمة السورية وانخراط «حزب الله» عسكرياً فيها، ولا بـ «الكباش الاقليمي» حول الملف النووي الايراني. فهناك، في «مسرح الموت» لم يعلُ صوت فوق صوت الألم والمأساة وال
خوف من «الآتي الأعظم».
ففي تلك البقعة التي خطفت أنظار لبنان والعالم، فجّر انتحاري كان يستقل دراجة نارية نفسه امام بوابة السفارة الايرانية بعدما زنّر نفسه بحوالي 5 كيلوغرامات من المتفجرات فاتحاً الباب امام انتحاري ثان كان يقود سيارة مفخخة بأكثر من 55 كيلوغراماً (نوع gmc) وأطلّ في المكان بعد نحو دقيقة محاولاً اختراق الجموع ليعاجله حرس السفارة بطلقات لم تقتله وأطلق معها «الزناد» من دون ان ينجح في اقتحام حرم السفارة، مخلفاً وراءه مشهداً من وحي فواجع سوريا ومآسي العراق تبناه تنظيم «القاعدة» عبر كتائب عبد الله العزام.
وفيما كانت مستشفيات بيروت تستقبل الضحايا والجرحى وبينهم حالات حرجة عدة، خرجت كتائب عبد الله عزام (سبق ان اعلنت مسؤوليتها عن اطلاق صواريخ من جنوب لبنان على شمال اسرائيل) لتعلن تبني التفجير المزدوج في الجناح، وقالت بلس
ان القيادي فيها سراج الدين زريقات ان «كتائب عبد الله عزام سرايا الحسين بن علي تقف خلف غزوة السفارة الايرانية في بيروت»، مؤكداً ان «العمليات ستستمر حتى يتحقق مطلبان: الاول سحب عناصر حزب الله من سوريا والثاني فك أسرانا من سجون الظلم في لبنان».
وبعدما انجلى «غبار» هذا التفجير المزدوج، عادت الأنظار الى المغزى السياسي – الامني لهذه العملية الانتحارية على بوابة السفارة الايرانية، وسط انطباع بان الاجراءات الأمنية الاستثنائية في معقل «حزب الله» في الضاحية الجنوبية، دفعت بالانتحارييْن الى اختيار هدف اكثر سهولة، لكنه لا يقل «رمزية» في توجيه الرسالة التي عكست في جانب آخر احتدام الصراع في سوريا وحولها وارتفاع الخشية من سقوط لبنان بالكامل في «وحولها» عبر عمليات تصفية حساب مع «حزب الله» الذي انخرط بقوة في القتال الى جانب نظام الرئيس بشار الاسد.

  معركة القلمون
استوقف دوائر مراقبة توقيت التفجيرين  في غمرة اشتداد معركة القلمون الاستراتيجية للنظام السوري، وعشية استئناف المفاوضات بين ايران والمجموعة الدولية في اطار «جنيف – 3» النووي كما في عزّ المأزق اللبناني الذي لم يتأخّر في التعبير عن نفسه من «بين سطور» المواقف الجامعة التي نددت «بصوت واحد» بتفجير بئر الحسن قبل ان تفترق في قراءة خلفياته ومسبباته وسط اعتبار 14 آذار له كنتيجة لتدخل «حزب الله» في سوريا وجرّه لبنان الى أتون أزمتها مقابل تصويب «حزب الله» على دول اقليمية حمّلها مسؤولية التفجير.
وجاء هذا التطور الامني الخطير على وقع الارتدادات السياسية الكبيرة للسجال العنيف الذي دار بين الرئيس الحريري والسيد نصرالله على خلفية مواقف الاخير التي قابلها زعيم «تيار المستقبل» بردود عنيفة، وهو ما قضى عملياً على اي آمال كانت في الاساس ضئيلة في كسر المأزق الداخلي الذي بات واضحاً ان آفاقه مفتوحة على واحد من احتمالين: إما صفقة على طريقة «السلة الواحدة» توف
ر اطاراً لتشكيل الحكومة الجديدة واقرار قانون جديد للانتخاب وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، او انزلاق لبنان الى مصاف «الدولة الفاشلة» بحال اكتمل الفراغ بالعجز عن إجراء الاستحقاق الرئاسي في مواعيده مع ما يعنيه ذلك من وضع البلاد امام «ازمة نظام» فمؤتمر تأسيسي يهدد مجمل الصيغة والتركيبة اللبنانية.

 مبارزة بـ «مكبرات الصوت»
وكان لافتاً ان السيد نصرالله وفي يوم التاسع من محرّم وجّه اتهاماً صريحاً الى السعودية بأنها هي التي طلبت من «14 آذار» عرقلة تشكيل الحكومة، معلناً «اذا كان احد ما، في لبنان او المنطقة ينتظر لتشكيل حكومة لبنانية أن ينتصر في سوريا، فأقول له لن تنتصر، اما من يعتقد بأن المفاوضات حول الملف النووي الايراني قد تكون نتيجتها أن موضوع «حزب الله» سينتهي، فهذه أضغاث احلام، واذا حصل تفاهم نووي ايراني – دولي فإن فريقنا سيكون أقوى وأفضل حالاً محلياً وإقليمياً».
ولم يتأخر رد الحريري الذي وصف مواقف نصر الله بأنها «أضغاث احلام»، مكرراً «لن نكون تحت اي ظرف شركاء في اي عملية سياسية، تعطي حزب الله صك براءة لمشاركته في الحرب السورية، وانتهاكه الصارخ لسيادة الدولة وقرارها، حتى لو تمكن مع ايران من اعادة تتويج بشار الأسد رئيساً أبدياً فوق جماجم الشعب السوري».
وفي كلمته في العاشر من محرّم ردّ الامين العام لـ «حزب الله» على ردّ الحريري فأعلن «ان من يتحدث عن انسحاب حزب الله من سوريا كشرط لتشكيل حكومة لبنانية في المرحلة الحالية يطرح شرطاً تعجيزياً، ونقول لهم نحن لا نطلب منكم أصلاً لا غطاء للسلاح ولا للمقاومة، لم نطلب سابقاً ولا حالياً ولا في المستقبل. ولسنا بحاجة إلى غطائكم لوجودنا في سوريا، لا سابقاً ولا حاضراً ولا مستقبلاً».
وردّ الحريري بدوره على الردّ معلناً «ان من مخازي هذا الزمن ان تتحول ذكرى عاشوراء مناسبة لإشهار الوقوف مع نظام ظالم ضد شعب مظلوم»، وقال: «لن نقدّم لحزب الله اي شكل من أشكال الشرعية الوطنية لسياسات رعناء تزج بلبنان في مهب العواصف الإقليمية».

على خط القلمون – عرسال
ومما زاد من القلق الناجم عن انعدام الوزن السياسي في لبنان، تصاعُد المخاوف ذات الطابع الأمني والتي اطلت برأسها مع «يوم الصواريخ» التي انهمرت في مناطق بقاعية عدة متاخمة للحدود اللبنانية مع سوريا شرقاً بينها بعلبك والهرمل وعرسال والقاع، وبدت ايذاناً بتحمية معركة القلمون التي يريد نظام الاسد حسمها لإنهاء اي امكان لإسقاط دمشق وتالياً تهديد النظام بما يتيح له الجلوس على طاولة التفاوض في «جنيف – 2» من موقع القوي و«الباقي».
وما جعل عمليات القصف التي حصلت من الجانب السوري ولا سيما الغارات التي نفذها الطيران الحربي في عرسال تكتسب اهمية خاصة انها ترافقت مع عودة السيناريوهات حيال ما يسمى «معركة القلمون» التي كان يتعاطى معها حلفاء النظام السوري على انها على قاب قوسين من الاندلاع على نطاق واسع، وهو امر تعاطى معه بعض الاوساط الرسمية والسياسية في لبنان على محمل الجدية والتحسب لاحتمال حصوله من منطلق الخطورة التي يرتبها على لبنان لجهة إمكان امتداد المواجهات في حال نشوب هذه المعركة الى مناطق لبنانية محاذية للحدود مع سوريا ولا سيما عرسال ذات الغالبية السنية في محيط شيعي ما ينذر بامتداد «شظايا» مثل هذه المعركة الى مناطق لبنانية اخرى ذات حساسيات سياسية – مذهبية.
ومعلوم ان القلمون التي تمتد على طول السلسلة الجبلية الشرقية المتاخمة للحدود اللبنانية وفيها نحو 30 الفاً من مقاتلي المعارضة السورية يسيطرون على خط بطول 50 كيلومتراً على امتداد الحدود اللبنانية، تُعتبر من جهة تهديداً لكل المدن والبلدات التي تقع في البقاع اللبناني من الهرمل الى بعلبك حتى مشارف شتورة وهي مناطق تُعتبر معاقل لـ «حزب الله» وجمهوره، كما ان هدف النظام السوري و«حزب الله» من السيطرة على القلمون هو إحكام الطوق حول دمشق وتأمين الطريق الدولي بين دمشق وحمص وهو ما يعني اذا حصل انتصاراً ذا دلالة تفوق بكثير معركة القصير.
وما فاقم من التداعيات المحتملة لمعركة القلمون «موجات النزوح» الكثيف التي بدأت وعلى نحو يومي في اتجاه عرسال التي سجّلت في 48 ساعة  وصول 14 الف لاجىء من المعابر الشرعية ودخول نحو 20 الفاً بطرق غير شرعية، وسط ظهور مخيمات عشوائية اقيمت لاستيعاب «مد» النازحين الذي كان يتوقع ان يتحوّل «طوفاناً» مع اشتداد المعارك في القلمون، الامر الذي قابلته وزارة الشؤون الاجتماعية بقرع جرس الإنذار من كارثة انسانية على الابواب.

سليمان في الكويت
وعلى متن هذا الهمّ الوطني، توجّه الرئيس ميشال سليمان الى الكويت حيث شارك في القمة العربية – الأفريقية محاولاً تحصين موقف لبنان الرسمي من الحرب السورية و«إعلان بعبدا» وتوفير «مقويات» تساعده على مواجهة الملف «الكوارثي» المتمثل بالنزوح السوري الى أراضيه.
ورغم ان قمة الكويت لم تتناول الأزمة السورية في شكل مباشر، الا ان هذا الملف لم يغب عن المداولات الجانبية، ولا سيما عن اللقاءات التي عقدها الرئيس اللبناني على هامشها مع عدد من القادة والرؤساء المشاركين، ولا سيما مع امير الكويت الشيخ صباح الاحمد حيث سعى سليمان الى تأمين غطاء عربي – افريقي يلاقي ما وفّرته مجموعة الدعم الدولية للبنان التي أُطلقت من نيويورك اواخر ايلول (سبتمبر) الماضي.
واذا كان الرئيس اللبناني، الذي قطع مشاركته في قمة الكويت ليعود الى بيروت عشية انتهائها لمواكبة تداعيات تفجيري بئر حسن، قد القى كلمته امام القمة وهي تعكس الموقف الرسمي من ارتدادات الأزمة السورية على البلاد، وأهمية «إعلان بعبدا» وحض المعنيين على العمل من أجل تقاسم الأعباء والأعداد في ما خص ملف النازحين السوريين، فان «الخاصرة الرخوة» للبنان بقيت حال الفراغ على مستوى السلطة التنفيذية في ضوء العجز المتمادي عن تشكيل حكومة جديدة وتسجيل الرئيس تمام سلام «رقماً قياسياً» كرئيس مكلف منذ نحو سبعة اشهر ونصف الشهر، وهو الامر الذي يعوق «تسييل» المساعدات العربية والدولية التي أُقرت للبنان لمواجهة ملف النازحين في شكل خاص.

فؤاد اليوسف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق