سينما

Thor: The Dark World… «ثور» يثور للمرة الثانية وينقذ العالم من الظلمات

«ثور» إله الرعد في الميتولوجيا الاسكندنافية، سبق أن تحوّل عام 1962 بطلاً خارقاً من ابطال القصص المصورة مارفل وفي العاب الفيديو والرسوم المتحركة. عام 2011 انتقل للمرة الاولى الى السينما  وتحوّل البطل الأوحد في  فيلم Thor 3D من اخراج كينيث برانا سيد المسرح الشكسبيري، قبل أن ينضم عام 2012 الى شريط Avengers مع سائر زملائه ابطال مارفل مثل «ايرون مان» و«كابتن اميركا» و«هالك» و«هوك آي» و«الارملة السوداء». اليوم يعود «ثور» امير المملكة الاسطورية اسغارد ليطرق بمطرقته باب مغامرة جديدة من بطولته لوحده كما Thor 3D.

محبو الاله «ثور» سبق ان تعرفوا اليه للمرة الاولى سينمائياً  بملامح الممثل الوسيم كريس همسوارث الذي جسّد بشكل ناجح جداً امير اسغارد المحارب الجبار والمتكبر  والمتهوّر جداً بأفعاله، الذي سيخرق معاهدة والده الملك اودين (انطوني هوبكينز) مع اعدائهم في مملكة الجليد. وهكذا سيضطر والده الى طرده من اسغارد  ليعيش على الارض بين البشر من دون مطرقته السحرية التي تجسد كل قوته. على الارض لن يقع «ثور» في المتاعب وحسب، بل ايضاً في غرام  العالمة جاين فوستر (ناتالي بورتمان) التي شكّل معها ثنائياً ناجحاً وطريفاً. ولكن «ثور» سيعود بطلاً الى اسغارد عندما يتآمر شقيقه لوكي (طوم هايدلستون) مع ملك الجليد ضد والده.

المغامرة الثانية
مجدداً يعود كل من «ثور» السينما (كريس همسوارث) مع حبيبته (ناتالي بورتمان) وشقيقه اللدود (طوم هايدلستون) ووالده الملك (انطوني هوبكينز) ووالدته الملكة (رينيه روسو)، لاكمال مغامراتهم المشوقة والطريفة بين عالمين مختلفين تماماً، من خلال جزء ثان بعنوان  Thor: The Dark World تولى اخراجه هذه المرة آلن تايلور. في هذا الجزء الثاني «ثور» مضطر لانقاذ الارض واسغارد والعوالم التسعة المهددة كلها بالزوال بسبب عدو خطير هو ماليكيث (كريستوفر اكليستون) الساعي للانتقام من اسغارد وملكها، والمصمم على نشر عصر الظلمات. عندما سينتقل سلاحه الفتاك الى داخل العالمة جاين فوستر (ناتالي بورتمان)، سيضطر ثور لخوض اكثر حروبه الشخصية خطورة في سبيل انقاذ حبيبته وكوكبها ووطنه اسغارد  اضافة الى العوالم التسعة. لذلك هو مضطر للتحالف مع شقيقه اللدود  والغيور لوكي (طوم هايدلستون) الذي لطالما خانه.

ديكورات مبهرة آكشن وطرافة
تماماً كما الشريط الاول، يقدم لنا  Thor: The Dark World عالمين مختلفين تماماً بالشكل والمضمون،  مع خلطة ناجحة  وترفيهية بامتياز من مقادير الدراما والكوميديا والاكشن. من اراد الاستمتاع بالاكشن سيجد ضالته في الشريط، ومن اراد الترفيه والضحك وقضاء وقت مسل لن يخيب امله كذلك الامر، فالشريط يحتوي قدراً كبيراً من الحركة والمعارك الطاحنة والمشوقة المقدمة بواسطة مؤثرات خاصة متقنة الصنع وملائمة تماماً لاجواء عالم رسومات مارفل، ابتكرت لنا عالماً اسطورياً مليئاً بمركبات فضائية واشعة ليزر وسيوف وحراب وترسانة تكنولوجية متطورة رغم انها تعود الى القرون الوسطى. ايضاً ما يلفت جداً في هذا الجزء الثاني، المشهدية البصرية الحافلة بالديكورات الضخمة. منها الخارجي والطبيعي الذي اختير بعناية وبدا منسجماً تماماً مع مناخ الفيلم، مثل موقع ستونهنج التاريخي وأحد براكين آيسلندا حيث تم تصوير مشهد الرمل الاسود، ومنها الذي تم بناؤه خصيصاً للشريط مثل ديكور مدينة مملكة اسغارد، وهو الديكور الاكبر والاضخم الذي ابتكر حتى اليوم من اجل فيلم من افلام مارفل. وقد استغرق اعداد تلك المدينة بشوارعها ومتاجرها وحاناتها وملاعبها 4 اشهر كاملة. بدورها الطرافة حاضرة بقوة في هذا الجزء لتخفف من حدة  التشويق والاكشن والتوتر. مواقف طريفة جداً قد تنفجر في القاعة كقنبلة من الضحك، حوارات ظريفة إضافة الى محطات موفقة جداً بطرافتها مثل استحضار شخصيات اخرى من عالم مارفل وابطال Avengers بشكل محاكاة ساخرة، وتحديداً في المشهد الذي يحوّل فيه «ثور» شقيقه لوكي الى «كابتن اميركا».

أبطال في الحب والتمثيل
سلسلة افلام «ثور» ليست فقط سلسلة ابطال خارقين واكشن وعلم خيالي فانتيزي. انها ايضاً قصة حب استثنائي وقوي بين «ثور» وجاين فوستر. حب كالذي يعيشه سوبرمان ولويز لاين وسبايدرمان وغوين. الحب بين «ثور» وجاين فوستر عابق بالطرافة والقيم الانسانية التي ستعلمها ابنة البشر للإله الوسيم. مع جاين سيدرك «ثور» ان البشر قادرون ايضاً على ان يكونوا ابطالاً، ولقاؤه بها مجدداً في الجزء الثاني بعدما كانا قد انفصلا في الفيلم الاول، هو دعوة لعودة الامل بعلاقتهما وبفرصتهما لعيش حياة مشتركة قائمة على الثقة والمساعدة. ثور الفيلم هو الممثل  كريس همسوارث الذي يبدو كالعادة مثالياً  في شخصية الإله الشجاع والمنفوخ العضلات، وهو يفرض نفسه بقوة في مشاهد المعارك، ويقنع جداً بمشاعره العاطفية مع الرائعة والمقنعة كعادتها ناتالي بورتمان التي شكلت معه ثنائياً متناغماً تتفاعل الكيمياء بينهما بسهولة، هذا مع العلم ان بورتمان سبق ان شاركت في فيلم  V For Vendetta المستوحى بدوره من القصص المصورة.

 

من كواليس الفيلم
– كادت ناتالي بورتمان ان تنسحب من الفيلم بسبب استبعاد باتي جنكينز عن دفة الاخراج. فعلى ما يبدو بورتمان هي من رشحت مخرجة فيلم Monster لتولي اخراج Thor 2، ولكن سوء تفاهم وقع بين المخرجة وكل من استديوهات مارفل وكتّاب سيناريو الفيلم، أدّى في النهاية الى طردها. بورتمان التي كانت ترغب فعلاً بالعمل تحت ادارة جنكينز، شعرت بالخيبة ورغبت في مساندة المخرجة من خلال ترك الشريط بدورها. ولكنها عادت وتذكرت انها سبق ان وقعت عقداً للمشاركة في اجزاء عدة من السلسلة، وانسحابها قد يكلفها دفع غرامة ضخمة.
– تؤدي الممثلة جايمي الكسندر دور المحاربة الشجاعة سيف صديقة «ثور» في الفيلم، ومعظم مشاهدها تحتوي على حركة جسدية كبيرة. وهذا ما عرضها اثناء تصوير الفيلم في لندن، لحادث كاد أن يصيبها بالشلل. ولكن بعد راحة ايام عدة، استعادت الكسندر عافيتها وطمأنت معجبيها عبر تويتر انها عادت الى البلاتو وهي في كامل لياقتها ومستعدة لركل الوحوش والاعداء من جديد.
– صحيح ان مطرقة «ثور» فريدة من نوعها وليس لها ثان في الكون كله، إلا  ان فريق الاكسسوار ابتكر 30 موديلاً لدواعي التصوير، وكل طراز له خصوصية معينة، مثل الاصلي الثقيل للقطات القريبة، والاخف وزناً لمشاهد المطاردات إلخ… بدوره زي «ثور» لا يتغيّر، فإله الرعد لا يبدل ملابسه ابداً في القصص المصورة، ولكن «ثور» السينما حظي بـ 15 زياً متشابهاً بصرياً، مما سمح له بتبديل لباسه مرات عدة.

مايا مخايل
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق