تقنية-الغد

روبوت يستكشف الكواكب ويحدد المهم منها

الروبوتات الحديثة المصممة لاغراض الاستكشاف مثل عربة وكالة الفضاء الاميركية هي ادوات مذهلة، انها آلات قوية قادرة على التجوال والحفر وجرف الاتربة وحتى الرمي والتسديد بأشعة اللايزر في العوالم الاخرى. لكن الجيل المقبل من هذه العربات التي تتجول بين الكواكب ستكون اكثر ذكاء بنظم كومبيوترية وكاميرات متطورة، تتيح لها التعرف على الاماكن الجديدة غير المألوفة او التي تثير الفضول بغية تسجيل اكتشافات علمية مأثورة.

منح الروبوتات الاستقلالية الذاتية كان ولا يزال المسرح الكبير الخاص بالابحاث، فعربة وكالة الفضاء الاميركية مثلاً تتمتع بالقدرة على التجول بمفردها في كوكب المريخ، اذ يقوم مهندس في مركز السيطرة والتحكم بابلاغها الى اين تتوجه لتقوم هي بايجاد افضل السبل لتفادي العقبات والعراقيل للوصول الى هدفها.
بيد ان جميع التفاصيل الخاصة بالاجندة العلمية لا تزال تحضر بدقة بالغة من قبل البشر على الارض ومع ذلك تعمل فرق ابحاث كثيرة جاهدة لتغيير ذلك.
نحن راغبون في روبوت يدرك المرغوب في مراقبته بغية التدرج من آلة تدار عن بعد الى مساعد فعلي في العمليات الميدانية كما يقول عالم الكومبيوتر والجيولوجي الذي يعمل في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة الفضاء الاميركية، وهو جزء من فريق يؤسس للخوارزميات التي تجيز للروبوتات في العوالم البعيدة التعرف على الاشياء التي تستقطب الاهتمام علمياً لتلتقط لها المزيد من الصور وارسالها الى مركز السيطرة والتحكم على الارض.

 نظام دقيق
قام الفريق بتشييد نظام يدعى Texture Cam يلتقط صوراً ثلاثية الابعاد للتضاريس الارضية، وبالتالي يقوم باعداد تخمينات علمية حول اي الصخور التي تثير اهتمام الجيولوجيين.
وهذا من شأنه توفير الكثير من الوقت نظراً لان القيود المفروضة على النطاق العريض تحصر بث البيانات والمعلومات بعملية واحدة يومياً.
وبدلاً من ارسال صور عدة وانتظار العلماء لكي يحللوها وبالتالي ارسال المزيد من التعليمات اليها، فان الروبوت المستقبلي المجهز بالنظام الجديد يمكنه ان يقطع الطريق على الشخص المتوسط، وبالتالي معرفة وتبيان ما هو مهم ولافت للنظر بذاته.
فالأمر يشبه كاميرا ذكية تلتقط سيلاً من الصور السريعة ثم تختار ما تعتقده افضلها.
ويقوم حالياً احد علماء الكواكب من جامعة برلين في المانيا مع فريق آخر بتطوير كاميرا ذكية خاصة بالروبوتات العاملة بين الكواكب.
ومثل هذا الامر يؤدي مهمته فعلاً، اذ يستخدم العالم الالماني ورفاقه كاميرا لهاتف  جوال ولابتوب يشغلان ثلاث نسخ مختلفة من خوارزميات المشاهد والصور الكومبيوترية لتحديد المميزات غير العادية في الصور.

كاميرا ذكية
وخلال التجارب التي اجريت في منجم سابق للفحم في ولاية فيرجينيا بأميركا، تمكنت كاميرتهم من التقاط مواضع نمت فيها الطحالب الصفراء فوق الصخور ومناجم الفحم من دون الالتفات الى الاماكن الاخرى الطبيعية المتجانسة.
وبلغت دقتها نسبة 91 في المئة ودعا العالم الالماني نظامه هذا باسم «الروبوت السيرناتيكي الفضائي البيولوجي» املاً في ان يساعد مستقبلاً في التعرف  على ما اذا كانت المياه موجودة سابقاً في الكوكب الاحمر او حول وجود دلائل للحياة هناك.
ومن شأن الخوارزميات هذه التي يجري تطويرها في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة الفضاء الاميركية ان تستخدم ايضاً لاغراض متعددة اخرى، منها التعرف  على الوجوه وتقلبات الطقس.
ويركز علماء المختبر ومهندسوه حالياً على المريخ، لكن في حساباتهم المستقبلية هناك ابعد من ذلك مثل المشتري واقماره، حيث الاتصالات تستغرق ساعات مما يتطلب روبوتات تقوم باعمالها بعيداً عن مساعدة الاشخاص بقدر الامكان بغية الاستفادة الى اقصى الحدود من العائدات العلمية.

طنوس داغر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق