رئيسيسياسة عربية

قابوس بحث مع خامنئي وروحاني سبل حل الازمة السورية

يجمع المحللون على تفرد سلطنة عمان بكم من الميزات التي دفعتها الى حجز موقعها في مقدمة الدول ذات السياسات الحكيمة، والمتوازنة، ليس على صعيد المنطقة فحسب، وانما ضمن الاطار الاقليمي.

الهدوء الذي تتميز به سياسات السلطنة، والمستند الى حكمة عميقة للسلطان قابوس بن سعيد، جنب البلاد الكثير من الاشكالات، ومكنها من الصمود في وجه بعض الصعاب ودفعها الى توظيف كل الطاقات ضمن اطار من التنوع الاقتصادي المنتج الذي واجه اشكالات التذبذب في الانتاج النفطي، ومكن اقتصاد السلطنة من الحفاظ على قوته ومتانته. ضمن هذا السياق، نجحت السياسة العمانية في الاحتفاظ بخيوط من الود مع  الاطراف كافة، كما نجحت في توظيف كل المعطيات لخدمة البلاد سياسياً واقتصادياً وغير ذلك، بحكم القراءات الدقيقة لكل شيء، والحسابات الصحيحة لكل الامور. ولكن دون اي تهاون في المصالح الوطنية، وضمن اطار من الالتزام بالثوابت والالتزامات التي تعهدت بها السلطنة بحكم انضمامها الى المنظومات الخليجية والعربية والدولية.
وقام السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان بزيارة الى العاصمة الايرانية طهران، والتقى الرئيس الايراني حسن روحاني، والمرشد الاعلى علي خامنئي، وعدداً من كبار الساسة الايرانيين. وهي اول زيارة بهذا المستوى الى العاصمة الايرانية منذ ان تسلم روحاني رئاسة الجمهورية.
الزيارة، التي خصصت للبحث في ملفين رئيسيين هما، العلاقات الثنائية، وتطورات المنطقة، كانت ناجحة بكل المقاييس. فإضافة الى تبادل الرأي في موضوع التطورات الاقليمية، ومنها الملف السوري، وسبل حل الازمة سلمياً، جرى البحث في تطورات الملف النووي والعقوبات المفروضة على ايران.

مساهمة في الحل
وبينما اشار بعض المصادر الى ان السلطان قابوس كان يرغب في القيام بدور الوساطة في الموضوعين النووي والسوري، والعمل على اقناع ايران بتطوير موقفها من هذين الملفين باتجاه الحل، الا ان متابعين استبعدوا ذلك، واكدوا ان المناقشات التي تمت كانت بمستوى مناقشة الحدث والتعامل معه من زاوية الرغبة في الاسهام بالحل، وليس من باب الوساطة.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية: إنّ الرئيس حسن روحاني استقبل السلطان قابوس، في قصر سعد آباد بطهران، وأكد له أنّ التعاون بين طهران ومسقط مؤثر ومهم جداً لعودة السلام والاستقرار إلى المنطقة. وذكرت الوكالة أن السلطان قابوس هو أول زعيم يزور إيران منذ تقلد حسن روحاني منصبه رئيساً للجمهورية.
وكانت تقارير صحافية أشارت إلى مناقشة مقترحات تتعلق بتخفيف العقوبات المالية المفروضة من قبل أوروبا والولايات المتحدة، مقابل إبطاء طهران أنشطة تخصيب اليورانيوم. الى ذلك اشارت التقارير الواردة من العاصمة الايرانية الى ان الجانبين العماني والايراني وقعا مذكرة تفاهم في مجال تصدير الغاز الى السلطنة وذلك استكمالاً لمذكرات التفاهم السابقة بين البلدين. ووقع المذكرة عن الجانب العماني وزير النفط والغاز محمد بن حمد الرمحي وعن الجانب الإيراني وزير النفط بيجن نامدار زنغنه.  واتفق الطرفان وفقاً للمذكرة على بدء عمليات مد خط انابيب نقل الغاز الإيراني الي السلطنة خلال فترة قصيرة جداً. وعقب المحادثات التي اجراها السلطان قابوس مع روحاني، قال الرئيس الايراني إن التعاون بين طهران ومسقط مؤثر ومهم للغاية من اجل عودة السلام والاستقرار الى المنطقة، وان الجمهورية الاسلامية تسعى لمتابعة هذه السياسة مع جهود سائر دول المنطقة، معرباً عن ارتياحه لجهود السلطان قابوس لرفع مستوى العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية. ورحب روحاني بسلطان عمان والوفد المرافق له، وأشار إلى الارضيات الواسعة المتاحة لتنمية العلاقات بين طهران ومسقط، وقال: ان كبار مسؤولي البلدين يبذلون جهودهم لترسيخ العلاقات وتطوير التعاون اكثر من ذي قبل.
كما أشار روحاني إلى المكانة الممتازة لعمان على صعيد التعاون الاقليمي، وقال: ان الجمهورية الايرانية ترغب بتعزيز علاقاتها مع البلد الشقيق والصديق عمان، في شتى المجالات وخصوصاً التجارية والاقتصادية.
ومن جهته، أعرب السلطان قابوس اثناء اللقاء الذي حضره كبار مسؤولي البلدين، عن ارتياحه للترحيب الذي ابدته الحكومة والشعب الايرانيان له وللوفد المرافق، ووصف العلاقات بين البلدين بالجيدة، داعياً الى رفع مستوى التعاون التجاري والاقتصادي بين طهران ومسقط. كما أعلن السلطان قابوس استعداد بلاده للتعاون في زيادة فاعلية ممر الشمال – الجنوب التجاري، الذي تشترك فيه الجمهورية الاسلامية الايرانية وتركمانستان واوزبكستان وسلطنة عمان. وكانت جرت للسلطان قابوس مراسيم استقبال بروتوكولية في قصر «سعد آباد» المقر الرسمي للحكومة في طهران، بينما كان في استقباله حين وصوله الى مطار «مهرآباد» وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف.
ورافق السلطان قابوس في زيارته التي استغرقت ثلاثة  ايام وزراء الخارجية والنفط والداخلية. جرى خلالها البحث مع كبار المسؤولين الايرانيين في سبل تعزيز التعاون الثنائي وتبادل وجهات النظر بشان مختلف القضايا الاقليمية والدولية.

مرحلة جديدة
وكان السفير العماني في طهران يحيى العريمي استبق الزيارة بتصريحات حول المكانة المهمة للبلدين في المنطقة، مؤكداً بان زيارة السلطان قابوس الى طهران ستطلق مرحلة جديدة من العلاقات بينهما. واعتبر السفير العريمي ان العلاقات بين بلاده وايران مبنية على حسن الجوار والقرب الجغرافي والاواصر التاريخية المستلهمة من المبادىء الاسلامية وقال: لقد بدأ البلدان في الاعوام الماضية مسيرة متنامية من التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي، وان الزيارات المتبادلة لكبار مسؤولي البلدين تشير الى عمق العلاقات الثنائية وتوفر الارضية لتطوير العلاقات في جميع المجالات. واشار السفير العماني الى ان زيارة السلطان قابوس  تعتبر ثاني زيارة له الى طهران خلال الاعوام الاربعة الماضية واضاف: ان البلدين بحاجة الى التعاضد والتعاون لايجاد الامن والاستقرار في المنطقة.
وتابع قائلاً، انه بناء على ذلك فان المشاورات والمحادثات في اعلى المستويات السياسية والدبلوماسية تأتي بهدف ارساء الامن والاستقرار في المنطقة وتطوير العلاقات الثنائية.
واكد السفير العماني، ان القضايا الاقليمية والدولية تحظى بأهمية خاصة للبلدين ايران وعمان، لذا فانه سيتم خلال زيارة سلطان عمان الى طهران البحث وتبادل وجهات النظر بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك. ولفت السفير العريمي الى المصالح المشتركة بين البلدين في المنطقة واكد بان العلاقات بينهما ستبقى قوية وراسخة وستنتقل دوماً من مرحلة الى اخرى افضل تطوراً وعمقاً.

مسقط – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق