دولياترئيسي

الحرب التجارية بين اوروبا والصين… تأجلت ام ألغيت؟

الحرب التجارية بين الصين والاتحاد الاوروبي، تأجلت. وقد لا تنفجر… هذا هو مغزى التدبير الذي اعلنته اللجنة الاوروبية، بفرض رسم جمركي قدره 11،8 في المئة على لوحات انتاج الطاقة الشمسية وتوابعها المستوردة من الصين، بعد ان كان في خطط الحكومة الاوروبية في بروكسل، فرض رسوم اعلى، وكان جرى الحديث عن مستويات 47 في المئة، وربما اكثر. ولكن مفوض الشؤون التجارية، كارل دو غوخت، فاجأ الاوساط المراقبة، في الاعلان عن ان الرسوم ستكون ادنى بكثير مما كان متوقعاً، على ان تطبق المستويات الحقيقية في بداية شهر آب (اغسطس)، اذا لم يتم التوصل الى اتفاق حتى ذلك الوقت.

جاء نصف التراجع الذي حققته اللجنة الاوروبية. بعد ان اعترضت اكثر من دولة، علناً، وفي طليعتها المانيا، على هكذا تدبير، لانها اعتبرته سابقة خطرة، يمكن ان تطلق حرباً تجارية حقيقية، بين اوروبا والصين. وبلغ عدد الدول الاوروبية المعارضة لهذا التدبير 18 من اصل 27 تشكل الاتحاد الاوروبي، باستثناء فرنسا وايطاليا، بين الدول «الكبرى» في الاتحاد. فالمانيا مثلاً، التي لشركاتها الصناعية والتجارية، مصالح كبيرة في الصين، تدرّ عليها ارباحاً متزايدة، لا تريد ان تتواجه مع شريك في مثل هذه الاهمية.
وتتقاسم الحكومات المتحفظة، هذه المخاوف مع مؤسسات اقتصادية وشركات تجارية وصناعية لا تنتج لوحات شمسية، في شكل مباشر. ولكنها تعمل في مجال الخدمات من الاستيراد الى التوزيع حتى تركيب اللوحات.

بروكسل تسعى وراء اتفاق
واعتبر كارل دو غوخت، ان العرض الذي تقدمه اللجنة الاوروبية، وحيد ولن يكون له تابع. ويشكل دافعاً للتوصل الى توافق، واضحت الطابة اليوم، في ملعب بكين، وكانت الصين اشارت من جهتها الى انها لا تريد التوصل الى اصطدام مفتوح، ولوّحت اكثر من مرة باعتماد تدابير انتقامية مضادة، وفي نهاية الاسبوع الماضي، تكثفت الاتصالات والمشاورات، على مستويات عالية، لتفادي لعبة شد الحبال ويبدو انها حققت نجاحاً اولياً، يفسح في المجال امام الافرقاء للسعي وراء مساومة، ومن الحلول المطروحة رفع اسعار اللوحات الشمسية الصينية المصدرة او تحديد حصص التصدير.
وكانت التحقيقات التي اطلقها الاتحاد الاوروبي، في شأن اللوحات الشمسية الصينية، وهي الاوسع التي يجريها في المجال التجاري، بدأت في ايلول (سبتمبر) من السنة الماضية، بناء لطلب عدد من الشركات الاوروبية، والتهمة الموجهة الى بكين، هي اغراق الاسواق، بمنتوجات تبيعها باسعار ادنى من كلفة الانتاج. وكانت حصة المنتوجات الصينية، في الاسواق الاوروبية من اللوحات الشمسية انتقلت خلال سنوات قليلة من صفر الى 80 في المئة. مما يشكل عملياً نوعاً من مونوبول، توازي قيمته 21 مليار يورو، اي 7 في المئة من الصادرات الصينية الى اسواق دول الاتحاد الاوروبي. وفي الانتظار، عمدت صناعات اوروبية تنتج هذه اللوحات الشمسية الى اغلاق ابوابها، وواجهت صناعات اخرى صعوبات كبيرة. ففي المانيا مثلاً اشترت مجموعة «هانوا» الكورية الجنوبية، المؤسسة الالمانية Q-Cells، بينما تتفاوض الشركة الالمانية الاخرى على اعادة تقسيط ديونها. ويتهم ميلان نيتشه، رئيس جمعية مؤسسات «بروصان، في الاتحاد الاوروبي»: «ان طاقة الصين الانتاجية، تزيد 30 مرة على احتياجات سوقها الداخلية، ومرتين على الطلب العالمي. فسياسة الصين في اغراق الاسواق واضحة. بينما تمنع قوانين منظمة التجارة العالمية هذا الامر.


سابقة اميركية
واما الولايات المتحدة فانها اعتمدت في صورة نهائية، الضرائب التي تفرضها على اللوحات الشمسية الصينية، منذ تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، وتتراوح بين 24 و36 في المئة، مع امكانية الوصول الى قيمة 255 في المئة، وادت هذه التدابير الى التأثير مباشرة على مجريات التبادل التجاري بين البلدين، فانخفض تصدير اللوحات الشمسية الصينية الى الولايات المتحدة وازدادت الكميات التي تصدرها دول آسيوية اخرى. وكانت مؤسسات صينية اعلنت عن رغبتها في نقل مصانعها الى دول اخرى، تهرباً من الرسوم الجمركية الاميركية.
ردة فعل بكين، لم تتأخر، فأعلنت انها اطلقت عملية تحقيق حول النبيذ الاوروبي، الذي تشكك في انه يخضع لعملية اغراق في السوق الصينية، وانه يباع باسعار ادنى من كلفة الانتاج هو الاخر.
بينما اطلقت بروكسل 30 عملية تحقيق، تتناول 18 منها في الصين، اكثريتها في خصوص لوحات الطاقة الشمسية وتوابعها.
وتقول وزارة التجارة الصينية، ان اللجنة الاوروبية، قررت فرض رسوم بالرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها الصين والاستعدادات الطيبة لحل المشكلة بالحوار. واذا كانت الصين لم تشأ اغلاق الباب امام «المصالحة» فان التدبير الذي ردت به، لا يساعد على ذلك.
وتؤكد وزارة التجارة الصينية، انها بدأت تحقق في اصول النبيذ الاوروبي، بناء لطلب من صناعة النبيذ المحلية، التي تقول ان النبيذ الاوروبي يدخل اسواق الصين، بفضل تكتيك تجاري غير عادل، بالنسبة الى كلفة الانتاج وسعر البيع، والمساعدات التي تستفيد منها هذه الصناعة. واشار كذلك الى ازدياد استيراد النبيذ من دول الاتحاد الاوروبي، في السنوات الاخيرة، وانها ستجري تحقيقاتها في اطار القوانين المرعية.
وكان النبيذ، اخترق العادات الصينية المغلقة بفضل ازدياد الطبقة الوسطى، وانتشار عادة شرب النبيذ في صفوفها. واستوردت الصين 450 مليون ليتر في السنة الماضية، ثلثاها من دول الاتحاد الاوروبي، منها 170 مليوناً من فرنسا، تليها اسبانيا.

تحقيقات
وتشمل التحقيقات التي يجريها الاتحاد الاوروبي، تجارة مواد الاتصالات اللاسلكية، فبينما تعنى بكين بشؤن الكيميائيات والانابيب، وتدخل رئيس الحكومة الصينية لي كيبيانغ، في صورة مباشرة في الصراع على اللوحات الشمسية، عندما اتصل تلفونياً في بداية الاسبوع الماضي برئيس اللجنة الاوروبية خوسيه مانويل باروزو، وحذره من ان الصراع على تجهيزات الطاقة الشمسية «يضر كثيراً بالمصالح الاقتصادية الاساسية» الصينية، وقد ينعكس سلباً، على فاتورة العلاقات على نطاق واسع.
ويعتبر الاتحاد الاوروبي الشريك الاهم للصين، بينما تحتل الصين المرتبة الثانية في الشراكة، مع اوروبا بعد الولايات المتحدة، فوصلت الصادرات الصينية الى 27 دولة في الاتحاد الاوروبي الى 290 مليار يورو في سنة 2012، بينما لم تتخط الصادرات الاوروبية الى الصين 144 ملياراً.
ويلاحظ المراقبون، ان هناك مجالاً يحرص الرئيس الصيني شي جيمبينغ على اظهار «كرم» كبير في اطاره، انه مجال الشراكة التجارية (الحالية ام الآتية) الذي هو على استعداد لان يبذل فيه الكثير من الجهد المالي. وهذا ما يحصل حتى مع دول صغيرة في اميركا اللاتينية، مثل ترينيداد وتوباغو وكوستاريكا. واليوم مع المكسيك بينما يسود التقشف سائر المجالات.
وتحرص بكين على ضبط الحسابات حيث لا توجد تحالفات لتغذيتها او اسواق جديدة، يجب افتتاحها. فالرئيس الصيني، يعرف جيداً، ان اقتصاد بلاده يواجه تحديات قاسية، وان شبح نمو ادنى من 7،8 في المئة يهدده في القريب العاجل بينما تواصل العملة الوطنية، اليوان، ارتفاعها، بالرغم عن ارادته، مغذياً اندفاعات تضخمية خطرة، اضافة الى تباطؤ مستمر منذ 7 اشهر والى ارتفاع كلفة الانتاج والصعوبة التي تواجهها المؤسسات التجارية، في اكتشاف الطاقات والمحافظة عليها، بينما تزداد خيبة ملايين المتخرجين الجدد، من عدم وجود فرص عمل في مستوى توقعاتهم وطموحاتهم.

مخاوف
فان كل هذه المخاوف وغيرها، تدفع الصين الى عدم التراجع في اي مجال، وتقديم تنازلات، من الرسوم التي يفرضها الاتحاد الاوروبي على بضائع، لتجنيب اسواقه خطر اغراقها بالمنتوجات الصينية، الى ثمن نقل صلاحيات من السلطة المركزية الى الادارات الاقليمية، الى ذيول الفساد المتفشي في الادارات الحكومية، التي ادت الى انخفاض في الكماليات، ولكن الخبراء يؤكدون ان الامور ستتحسن قبل آخر السنة.
وكانت آخر تدابير اعتمدتها الادارة الصينية، فرض رسوم على التجارة عبر الانترنت التي تتكاثر في الصين، وخرجت من سيطرة مصلحة الضرائب الحكومية. فثمن زجاجة موتاي، التي تشكل الهدية المفضلة من الموظفين الحكوميين، تكلف على الانترنت نصف ثمنها في السوق العادية، مما يفسر ان الكميات التي بيعت منها خلال الستة اشهر الاولى من السنة 2013، توازي تلك التي بيعت خلال سنة 2012 كلها. فكانت النتيجة فرض الرسوم.

جوزف صفير

سياسية جديدة في سلالة كلينتون
امرأة سياسية جديدة في عائلة كلينتون فحماة تشلسيا، ابنة بيل وهيلاري، مارجوري مارغوليس، ستترشح لاحتلال مقعد في الكونغرس الاميركي في انتخابات 2014.
وكانت تشلسيا كلينتون، تزوجت في سنة 2010 من مارك مجفينسكي، ابن النائبة السابقة عن الحزب الديموقراطي الصحافية مارجوري، وفشلت في تجديد ولايتها في سنة 1994، بسبب تصويتها الى جانب قانون اراده بيل كلينتون، لسد العجز في الميزانية.
اما اليوم، فان مارجوري تقود في السبعين من العمر، مجموعة الدفاع عن حقوق المرأة في العالم. وستترشح لانتخابات السنة المقبلة، معتمدة، منذ ايار (مايو) من هذه السنة، على دعم جمعية اسمها: «مارجوري – 2014».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق