سينما

«النادي اللبناني للصواريخ» في الصالات!

هل كنتم تعرفون أو حتى تتخيلون أن يكون لبنان سبّاقاً ورائداً بين دول العالم العربي والكثير من دول الغرب في صناعة الصواريخ وفي التفكير الجدي بغزو الفضاء؟ اذا كنتم تشكّون، تابعوا اليوم في الصالات اللبنانية شريط «النادي اللبناني للصواريخ».

لسنا بصدد الكلام عن فيلم علمي خيالي بل عن شريط لبناني وثائقي وحقيقي يثبت بالصور والوثائق ان لبنان كان أول بلد في الشرق الأوسط يقوم في بداية ستينيات القرن الماضي  بإطلاق مجموعة صواريخ حملت اسم «ارز»، بلغ مداها أكثر من 600 كيلومتر ولامست جزيرة قبرص. نحن بصدد الفيلم الوثائقي الطويل «النادي اللبناني للصواريخ» من اخراج واعداد الزوجين خليل جريج وجوانا حاجي توما اللذين فاجآنا بحقيقة كان معظمنا يجهلها وهي تجربة أستاذ الرياضيات في جامعة هايكازيان مانوك مانوكيان الذي قام بتجارب ناجحة لإطلاق صواريخ علمية في بداية عام 1960، خطط كذلك الامر لإرسال قمر اصطناعي وفأر إلى الفضاء الخارجي.

مغامرة لم تكتمل
يروي الفيلم تلك المغامرة التي لم تكتمل للاسف والتي انطلقت مع الاستاذ وتلاميذه الارمن من جامعة هايكازيان كمشروع علمي وتربوي اولاً يهدف إلى تشجيع الطلاب على الاهتمام بالعلوم والرياضيات والهندسة والطب ودراستها قبل أن يدخل الجيش اللبناني على الخط ناقلاً المشروع من خانة العلمي الى خانة الوطني.
صحيح ان المشروع لم يكتمل وتوقف لاسباب سياسية وامنية حالت دونه في ذلك الزمن، ولكن الفيلم استطاع اكمال رسالته بعدما نجح الثنائي خليل جريج وجوانا حاجي توما في ايجاد الاستاذ مانوك مانوكيان المقيم في الولايات المتحدة منذ حوالي خمسين عاماً، والذي فوجىء عندما تلقى اتصالاً منهما لانه لم يكن يعرفهما ولم يخطر بباله يوماً أن يكون ثمة فيلم عن هذا الموضوع.

من ارشيف مانوكيان
وهكذا فتح مانوكيان امامهما ارشيفه الخاص وصور المشروع والتسجيلات الفريدة التي يحتفظ بها ومعلومات كافية ووافية اتاحت لهما تقديم شريط قوي ومؤثر، فيه تاريخ وحنين وفخر وغصة وحقائق تبعده عن الخيال والاوهام، رغم انه يلامس العلم الخيالي في قسمه الاخير المعد برسوم انيمايشن من ابتكار الفنان غسان حلواني. وبمناسبة اطلاق الفيلم في لبنان خلال الاسبوع الماضي، زار الاستاذ مانوك مانوكيان بيروت بعد غياب طويل وتحدث عن تجربته وأمل في أن يكون الفيلم حافزاً للأجيال المقبلة والباحثين على خوض مجال الاختراع. وقال: «أنجزت هذا الاختراع وانا في العشرينيات من عمري. هذا الفيلم أهم من أي وسام تكريمي، لأنه  يطاول جمهوراً واسعاً خصوصاً شباب الجيل الجديد، ويحمسهم على تحقيق إنجازات مماثلة.

م. م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق