فناننجوم ومشاهير

رلى حمادة: التمثيل شغفي وخياري الأول… بكل أسف!

لعبت كل الأدوار، الدراما والكوميديا وصولاً الى الأدوار التي جسدت فيها سيرة حياة قديسين. لكن الممثلة رلى حمادة تصر على أن تحتفظ بهذا «اللوكس» في خياراتها الفنية. كيف لا والتمثيل عندها يساوي السعادة، وكل دور تؤديه عكس ذلك يكون بمثابة خسارة يوم من عمرها. وحده إبنها «زمن» (9 سنوات) حولها الى انسانة مدمنة على الأمومة  وقابلة للتغيير حتى تبقى «المثال» في كل مراحل «زمن» العمرية. اليوم تعود إلى الشاشة مع «جذور»، وفي لقاء مع «الاسبوع العربي» تثبت رلى حماده اكثر فاكثر أن خيارها كممثلة، وإدمانها الأمومة، لهما جذورهما…

لعبت كل الأدوار، لكن إمرأة «العاصفة تهب مرتين» و«نساء في العاصفة» بقيت عالقة أكثر في بال المشاهد، لماذا؟
ربما لأنهما من أطول المسلسلات اللبنانية، في زمن لم يكن يتعدى فيه عدد الحلقات الـ 40. فجاءت «العاصفة تهب مرتين» ومن بعده «نساء في العاصفة» ليكسرا هذا التقليد ويتفوقا حتى على موضة المكسيكي. وهذا ما يفسر تعلق المشاهد بالشخصيات التي لعبت أدواراً رئيسية أو ثانوية إلى درجة متابعتها في باقي المسلسلات.
هل جلست في صف المشاهد عند إعادة عرض «العاصفة تهب مرتين»؟
طبعاً. وعندها فهمت سر هذا الرابط الذي ينشأ بين المشاهد والممثل، ولماذا يُقبل على مشاهدة المسلسل مرتين وثلاث مرات أو اكثر ربما. فالممثل الذي يعيش قرابة 12 ساعة تصوير يومياً يصير جزءاً من هذه العائلة التي وجد فيها بحكم التمثيل. وهذا ما يجعله أقرب إلى المشاهد في تفاصيل حياته اليومية.

في «جذور»
هل تتوقعين أن يطبع مسلسل «جذور» الذي يبدأ عرضه هذا الشهر وتلعبين فيه احد ادوار البطولة علامة على المستوى الجماهيري والدراما اللبنانية؟
لا شك في أن مسلسل «جذور» سيشكل حالة إستثنائية في تاريخ الدراما اللبنانية. فالمسلسل الذي كتبته كلوديا مرشليان ووقعه فيليب أسمر إخراجاً وتنتجه شركة «أم آر سفن» للمنتج مفيد الرفاعي بمشاركة شركة «أنديمول» هو بمثابة جواز سفر للممثل اللبناني لأن الإنتاج مشترك بين لبنان ومصر وسيعرض في الوقت عينه بين البلدين.
المسلسل من 60 حلقة فأي دور تلعبين فيه؟
دوري مميز، وقد يكون الأول الذي أطل فيه على المشاهد اللبناني والعربي. ففي القسم الأول ألعب دور أم وزوجة. لكنه ليس عادياً أو تقليدياً. أما القسم الثاني فسيفاجىء الجمهور من خلال «الكاراكتير» الذي أؤديه للمرة الأولى وهذا ما أراهن عليه، ولن أضيف في الكلام للمحافظة على عنصر الدهشة والمفاجأة.
على اي أساس توقعين على عقد تمثيل خصوصاً أنك كنت غائبة لفترة عن التمثيل؟
صحيح. فكل مرة كان يعرض علي سيناريو ما، أقرأه واقول هذا هو الدور، لكن عندما يبدأ التصوير أتراجع. في المقابل هناك سيناريوهات اشتغلت عليها بهدف تحسينها  لكنها قليلة جداً لأنني لا أوافق إلا على النص الذي يعتمد على بناء درامي متكامل وتطور منطقي للأمور وتصاعدية في المشهدية.

لوكس
هذا العمود الفقري في النصوص لم يعد متوافراً في رأيك؟
قد تكون نظرتي إلى الأمور صعبة على عكس باقي الممثلين. المهم أنني لم أندم لحظة على أي عمل قدمته.
كأنك تريدين أن تؤكدي لنفسك وللرأي العام أن اختياراتك كانت صائبة في مجملها؟
ليست خياراتي إنما قناعاتي بالعمل. وحتى الساعة ما  زلت أملك هذا «اللوكس» سواء في اختيار النص أو الدور حتى لو كان يقتصر على مشهد واحد، وقد حصل ذلك. وهذا ليس صدفة لأن التمثيل هو شغفي. وإذا شعرت يوماً بأنني أفتقد هذا الشعور في أي دور أقدمه أعتبر أنني خسرت يوماً من عمري.
لكن ثمة انطباع بان التمثيل تحول الى مجرد مهنة وهذا ما يفسر تعدد ظهور الممثلين في أكثر من مسلسل؟
هناك نوعان من الممثلين: الذي يعتبر أن التمثيل وظيفة فيقبل بأي دور بغض النظر عن النص، والممثل الذي يشدد على النص والنوعية، وبين الفئتين هناك من يمثل لأنه ملزم في تسديد فاتورة في آخر الشهر. ومعلوم أن أسعار الممثل اللبناني زهيدة جداً ولا خيار أمامه إلا القبول بكل الأدوار.
تتدخلين في النص أو الإخراج؟
إذا كان النص مشبعاً لا أتدخل مطلقاً، قد أبدي رأيي في مشهد ما  في سياق الشخصية. أما إذا كان هناك إلحاح لقبول دور ما، مع الإصرار على عدم التدخل في النص على رغم ضرورة ذلك، أعتذر وأرحل.

التمثيل سعادة
لكنك في ذلك تخلقين عداوات في محيطك؟
ما يهمني هو ماذا أريد وماذا سأقدم من خلال الدور الذي ألعبه؟ فالتمثيل عندي يعني السعادة ولا أريد تشويه الصورة أبداً. وأتمنى الا يصل اليوم الذي أجد فيه نفسي مضطرة للقيام بعمل لا أقتنع به حتى لو كان يرضي الناس. فأنا أمثل إنطلاقاً من قناعاتي والدليل أنني لا أكرر أدواري.
وماذا لو كان هناك تحفظ على الممثل الذي يشاركك البطولة؟
أنسحب، علماً أنني لم اصادف موقفاً مماثلاً بعد. في النهاية المسألة تتوقف على النص. والممثل اللبناني عموماً فيه الخير والبركة.
لكنك من دون شك ترتاحين أكثر لكاتب دون سواه وقد تجلى ذلك في نصوص الكاتب أنيس شكيب فاخوري، والكاتبة والممثلة منى طايع؟
لا يمكن الجزم في هذا الموضوع لأنني لم أعمل مع كل الكتّاب. هناك نصوص تناسبني واخرى لا أجد نفسي فيها. في النهاية أنا مصرة على الا أطبع نفسي في قالب واحد. وأصر على أن أطبع علامة مميزة في العمل الذي أقدمه كما حصل في «فاميليا» لمنى أبي طايع و«فارس الأحلام».
نلاحظ اليوم معايير فنية لاختيار الممثلين مختلفة عما كانت عليه في الماضي؟
ليس الفن بتركيبة دواء. الفن موهبة، وكل إنسان له الحق في إبراز موهبته فإما أن يتقبله الناس أو لا. وهناك الكثير من الممثلين الذين عبروا من دون أن يتركوا أثراً وآخرون تركوا العلامة في قلوب المشاهدين.

الى المسرح مجدداً
لماذا لا تزالين بعيدة عن المسرح علماً بأن تجربتك الأخيرة التي جاءت بعد 11 عاماً من الغياب كانت مع طلاب الجامعة اللبنانية – الأميركية؟
لأن المسرح صار مجرد أعمال للتمارين ولأن جمهور المسرح بات يقتصر على فئة معينة من الشباب. أما تجربتي الأخيرة فتعود أولاً إلى عشقي ومحبتي للمخرجة لينا خوري وكاتب النص «إدوارد ألبي»، إضافة إلى العلاقة التي تربطني بطلاب المسرح في جامعة LAU. وهنا لا بد من الإشارة إلى ضرورة الأخذ بالتطور الفني لدى هؤلاء الطلاب وعدم الحكم عليهم من الإطلالة الأولى على خشبة المسرح. يجب متابعتهم لتلمس الفارق إذ لا يمكن أن تصنع ممثلاً في مدة شهرين ولا يمكن أن نحكم عليه من أول إطلالة.
سافرت إلى كندا وعدت للإستقرار في لبنان؟
أنا أردد دائماً بأن الحضارة لا تليق بي. لكن إبني «زمن» هو الدافع لأنني قررت أن يربى إبني في بيئة تشبهه ويتكلم اللغة العربية ويقرأ الشعر. بالاضافة إلى ذلك انني أحب ناس هذا البلد وأعشق شغفهم بالحياة وكيفية التفاعل بين بعضهم البعض.

زمن غيرني
واضح ان الامومة اثرت في شخصيتك؟
صحيح، وأول درس في الصبر تعلمته من إبني «زمن»، فالولد يقربنا أكثر من إنسانيتنا لأنه يشكل معجزة الحياة، ويتحول إلى قالب نسكب فيه كل ما نريد قبل ان ينطلق إلى الحياة ويكون المستقبل بمثابة علامة استفهام.
إلى هذا الحد أثر فيك «زمن»؟
أكثر مما تتصورين لأنني كنت مهيأة لمجيء «زمن». قد أكون مدمنة أمومة لكن ليس عن عبث. «زمن» يستفزني ويجعلني إنسانة أخرى وأنا مستعدة للتنازل عن أشياء شرط أن أكون القدوة والمثال للإحترام.
شخصيتك الإستفزازية خلقت لك مشاكل، هل ساهم ابنك في التخفيف من هذه الحدية؟
كثيراً. فشخصيتي كانت وراء الكثير من الخلافات التي حصدتها، لكنني بدأت أداوي نفسي واقتنعت مع الأيام  بأن الحياة رمادية وليست إما أبيض أو أسود. كذلك لم أعد اجادل كما كنت أفعل من قبل «لأنو ما بقا إلي جلادة» وهذا أمر صحي.
إلى أي زمن تحنين؟
إلى الزمن الذي لم أعشه بعد.
ما زلت عند قولك بأن التمثيل قصاص؟
نعم، وخصوصاً في هذا البلد. لكن التمثيل هو شغفي وسيبقى خياري الأول والأخير بكل أسف.

ج. ن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق