علوم

جهاز يخفض ضغط الدم ويصون القلب

هناك في العالم عشرات الاجهزة المخصصة لعلاج ارتفاع ضغط الدم علاوة على عدد كبير من العلاجات والوصفات الطبية والشعبية، ووراءها مئات الشركات التي تتسابق لنيل الصدارة في هذا الحقل، وجميعها تطبق طريقة واحدة تقريباً.

اكتشفت شركة اميركية وسيلة لم تكن تخطر على بال تعمل على خداع الدماغ ليتولى بنفسه خفض ضغط الدم.
الوسيلة التي اخترعتها الشركة الاميركية عبارة عن جهاز صغير يشبه منظم ضربات القلب يمكن زراعته في الجسم ليعمل على تحفيز مجسات مراقبة ضغط الدم في الشرايين السباتية وتخدع الدماغ  ليقوم بنفسه بخفض ضغط الدم عند ارتفاعه.
النظام الذي يعمل به هذا الجهاز غير مؤذ الى ابعد الحدود وهو قابل للضبط والاصلاح، والنتائج التي حصل الباحثون عليها من عمل هذا الجهاز كانت مبهرة جداً.
ويقول احد الخبراء انه نظام جميل بالفعل ففي نهاية اليوم لن نكون مضطرين الى اتخاذ قرار حول كيفية خفض ضغط الدم لدينا بل ندع الدماغ يقرر ذلك.
حصل الجهاز على الموافقة لاستخدامه في اوروبا لعلاج ارتفاع ضغط الدم. وتأمل الشركة بأن تفوز بالموافقة لتسويقه في الولايات المتحدة الاميركية كما انها تأمل باقناع ادارة الغذاء والدواء الاميركية بان جهازها «باروستين نيو» آمن وفعال في علاج فشل القلب ايضاً.

طريقة العمل
تعتمد طريقة عمل الجهاز على حقيقة ان الجسم البشري يتمتع بنظام يتحسس التغيرات التي تحصل على مستوى ضغط الدم وعملية تدفق الدم برمتها. وفي حين ان هذا النظام يقع في الدماغ هناك مجسات ضغط اخرى موجودة في جدران الشرايين السباتية والاوعية الدموية في الرقبة التي تجهز الدماغ بالدم.
تسمى هذه المجسات «مستقبلات الضغط» وهي مسؤولة عن قياس تدفق الدم وتقديم تقرير بذلك الى الدماغ الذي يعمل بدوره على القيام بعمليات الضبط بحسب احتياجات الجسم.
على سبيل المثال ان ارتفاع ضغط الدم هو امر جيد لغرض ممارسة التمارين بينما ضغط الدم المنخفض مناسب اثناء النوم او في الفترات التي تقل فيها انشطتنا.
ويحصل الامر نفسه تقريباً لو اننا مثلاً أمسكنا عود ثقاب ووضعناه بالقرب من مقياس الحرارة للفرن داخل المنزل فيبدأ الفرن بتقليل حرارته والجهاز الجديد يحفز «مستقبلات الضغط» على اقناع الدماغ بتخفيض ضغط الدم.

جهاز مثير
الجهاز صغير بحجم منظم ضربات القلب ويمكن زراعته في الجسم، وهناك سلك رفيع يخرج من الجهاز بمحاذاة الشريان السباتي مع قطب كهربائي بحجم رأس الظفر.
ويستخدم الطبيب نظاماً خارجياً لبرمجة وضبط وضعيات العلاج، وغالباً ما تستغرق عملية زرع الجهاز  ساعة الى ساعتين من الزمن ويمكن ان تجري داخل عيادة خارجية على الرغم من ان بعض المرضى يظلون في المستشفى طوال الليل.
ان المرضى الذين شاركوا في الدراسات التي اجريت على الجهاز الجديد كان معدل الضغط الانقباضي لديهم 18، ونجح الجهاز في تخفيض الضغط عند قرابة نصف المرضى الى اقل من 14.
ويقول احد علماءالشركة بأنها خطوة كبيرة الى الامام، فقد شاركت في التجارب مجموعة من المرضى الذين فشلوا تماماً في تخفيض ضغط الدم لديهم بواسطة افضل رعاية طبية ممكنة، ولكنهم مع هذا الجهاز انخفض الضغط لديهم بنحو 10 الى 20 نقطة.

مميزات مبهرة
ومن الميزات التي يتمتع بها هذا الجهاز انه بالامكان ضبطه على درجات تحفيز عدة ولمختلف الاوقات من النهار كما يمكن رفعه عند الضرورة.
ويباع الجهاز المثير حالياً في جميع انحاء اوروبا لعلاج ارتفاع ضغط الدم، ولا تزال الدراسات مستمرة عليه في اميركا كعلاج لارتفاع ضغط الدم المقاوم للادوية، وكذلك لعلاج فشل القلب في كل من اميركا وكندا واوروبا.

طنوس داغر
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق