رئيسيسياسة عربية

اليمن: اتفاق يمني على الفيدرالية وخلاف حول عدد الاقاليم

بخلاف كل الرسائل السابقة التي يتم تسريبها حول تفاصيل الحوار اليمني، جاءت الرسالة الاخيرة التي سربتها مصادر رسمية اكثر وضوحاً من غيرها، حيث اشارت الى اتفاق بين اطراف الحوار على اعتماد الفدرالية اسلوب حكم.

بحسب وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي، الذي كان يتحدث على هامش مؤتمر متخصص بمحاربة القرصنة البحرية استضافته حكومة دبي، ما زال الخلاف مستمراً حول عدد الاقاليم التي تتشكل منها الدولة.
في تلك الاثناء، تواصلت المواجهات بين الجيش اليمني والقوات الاميركية من جهة، وتنظيم القاعدة من جهة اخرى، ما ادى الى سقوط قتلى. وبالتزامن تم الاعلان عن محاولة سابقة لاغتيال الرئيس اليمني، وعن قرار قضائي بسجن منفذي المحاولة الفاشلة.
ففي الوقت الذي تشير المعلومات المتسربة من اروقة الحوار الى صعوبات واضحة تهدد بنسفه من اساسه، اكد وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي ان المشاركين في الحوار الوطني اليمني متفقون على اعتماد الفدرالية كنظام للدولة، الا ان الخلاف مستمر حول عدد الاقاليم. وقال القربي في تصريحات صحافية، على هامش مؤتمر حول القرصنة البحرية في دبي: «هناك توافق – في الحوار – حول موضوع الفدرالية، وهناك ايضاً شبه توافق على ان يتألف اليمن من اقاليم عدة». الا ان القربي اكد ان موضوع عدد الاقاليم ما زال موضوعاً خلافياً. وكشف عن تمسك الجنوبيين بصيغة الاقليمين، تستعيد في الشكل حدود دولتي اليمن الشمالي والجنوبي السابقتين، بينما يرفض الشماليون هذا الطرح.
وبحسب مصادر مقربة من الحوار، يميل الشماليون الى صيغة تنص على عدد اكبر من الاقاليم. بينما يؤكد القربي ان بعض الجنوبيين يرفضون صيغة الاقليمين.
ويحاول المسؤولون اليمنيون تخطي المأزق الذي يمر به الحوار لجهة التوقيت، حيث يفترض ان ينتهي الحوار الوطني في 18 ايلول (سبتمبر) الجاري وتكون الوثيقة الاساسية للدستور جاهزة، وذلك بحسب الجدول الزمني للمرحلة الانتقالية. بينما الواقع يؤشر الى ان الشوط الذي قطعه المتحاورون لا يزال بسيطاً قياساً الى ما هو مطلوب انجازه.

عودة الى الحوار
الى ذلك، اكد القربي ان اي تمديد لاعمال مؤتمر الحوار لن يتعدى الاسبوع فقط.
وكان ممثلو التيار المعتدل في الحراك الجنوبي عادوا الى الحوار الاسبوع الفائت، بعدما انسحبوا منه في الشهر الماضي. وتشير معلومات متسربة الى ان عودتهم جاءت بعد ان حصلوا على وعد بتلبية مطالبهم، ومن ابرزها تشكيل صندوق بتمويل داخلي وخارجي لتعويض حوالي 70 الف شخص من العسكريين والموظفين الجنوبيين المفصولين بعد حرب 1994.
وكشف القربي عن اتفاق على تأسيس صندوقين، الاول لإعادة الإعمار والتعويضات في الجنوب وفي صعدة التي تعتبر معقل المتمردين الحوثيين والشيعة. والآخر اتفق على تخصيصه لـ «العدالة الانتقالية»، في اشارة الى تعويض ضحايا العنف، الذي رافق الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح. ويفترض ان يخلص الحوار الى وثيقة، تكون اساساً لصياغة دستور جديد، ثم ينظم استفتاء على الدستور وانتخابات تشريعية في شباط (فبراير) 2014.
في هذه الاثناء، قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إن بلاده تمر بمنعطف تاريخي مهم، وانها في محك الاختبار. واضاف ان البلاد أمام خيارين: فاما ان تخرج من ازمتها بنجاح الحوار نجاحاً كاملاً او ان تذهب الى متاهات لا تحمد عقباها.
وأكد هادي لدى لقائه مجموعة من رؤساء القبائل والأعيان ان بلاده عانت في العقد الاول من القرن الحالي منذ العام 2000 وحتى 2011 جملة من التقاطعات والصدامات والتي كان أكبرها تأثيراً حروب صعدة الست والحراك الجنوبي الذي بدأ مطلبياً في العام 2007 وانتهى بعض فصائله الى حراك غير سلمي بفعل تدخلات خارجية وإقليمية خصوصاً المرتبطة بإيران. واستعرض القضايا والموضوعات التي اوصلت اليمن الى الأزمة وما خلفته من مآس وكوارث على مختلف المستويات الامنية والسياسية والاقتصادية.
وتناول هادي الخطوات والإجراءات التي تمت منذ التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، واكد انها مثلت مخرجاً مشرفاً جنب اليمن الإنزلاق إلى متاهات الحرب والصراعات. الى ذلك، حكمت محكمة البداية الجزائية المتخصصة في قضايا الارهاب بالسجن ما بين سنة وسبع سنوات على أربعة عناصر مفترضين من تنظيم القاعدة بتهمة التخطيط لاغتيال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
ودان الحكم المتهمين الاربعة باعداد سيارة مفخخة كان يفترض ان يقودها انتحاري لمهاجمة موكب الرئيس هادي في شارع الزبيري وسط صنعاء. وبحسب المحكمة، فان اسناد مهمة أخرى الى الانتحاري من قبل قيادي في القاعدة أوقف هذه العملية.
والانتحاري هو الذي فجر نفسه وسط مجموعة من جنود الأمن المركزي أثناء تمرين على عرض عسكري في ميدان السبعين في ايار (مايو) 2012، ما اودى بحياة نحو مئة عسكري. وأثبت الحكم على المدانين الأربعة قيامهم بتعقب ورصد السفير الأميركي في صنعاء جيرالدفاير ستن «تمهيداً لاغتياله».

مقتل قائد ارهابي
وفي سياق مواز، أكد الفرع اليمني لتنظيم القاعدة مقتل أحد قادته العسكريين في غارة لطائرة أميركية بدون طيار في محافظة البيضاء بوسط اليمن الاسبوع الفائت.
وقال تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» في بيان تعزية بمقتل «القائد بن أحمد بن ناصر الذهب»، الذي قتل مع شخص آخر إثر غارة أميركية وصفها البيان بـ «الغادرة» على منطقة المناسح بمنطقة «رداع» في محافظة البيضاء. وبحسب مسؤول محلي يمني، فإن الذهب «كان أهم قائد عسكري ميداني للقاعدة في محافظة البيضاء» بعد شقيقه طارق الذهب، الذي سيطر لفترة وجيزة في كانون الثاني (يناير) 2012 على منطقة «رداع»، قبل أن تطيحه القبائل المناهضة للتنظيم المتشدد. والذي قتل لاحقاً في هجوم مسلح.
ويذكر ان «طارق الذهب» كان صهر الإمام الأميركي –  اليمني أنور العولقي، الذي قتل في أيلول (سبتمبر) 2011، في غارة أميركية أيضاً. كما قتل جنديان يمنيان وجرح ثمانية اخرون في هجومين نفذهما مسلحون في محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن.
في تلك الاثناء، دعت منسقة الاغاثة الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس ومديرة برنامج الغذاء العالمي ايرثارين كازين الى زيادة الدعم لليمن محذرتين من ان الوضع الانساني في هذا البلد الفقير «حرج». وقالت المسؤولتان الدوليتان: «ان اكثر من عشرة ملايين نسمة يعانون من الجوع او مهددون به».

صنعاء – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق