رئيسيسياسة عربية

القاهرة: مواجهات سيناء تتواصل، ودائرة الاحتجاج الطلابية تتسع، والقضاء في قفص الاتهام

بينما يواصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي زياراته الى العديد من الدول، وضمن ما يطلق عليه تسمية «جولات العلاقات العامة»، والتي شملت الاردن وبعض دول الخليج العربي، وفرنسا، وروسيا، يتوقف المتابعون عند التصعيد المبرمج في الداخل ضد حكومته.

يبدو ان هذا التصعيد اتخذ شكلاً آخر عقب صدور قرار الحكم ببراءة الرئيس مبارك وفريقه واسرته من كل التهم الموجهة اليهم، الامر الذي ادخل القضاء ضمن دائرة الاتهام. وعمق المواجهة بين الجيش والامن من جهة، والمعارضة التي يعتقد محللون ان دائرتها قد اتسعت بعض الشيء.
في هذا السياق، يتوقف المتابعون عند تطورات الموقف في سيناء، حيث تتواصل المواجهات وتؤدي الى سقوط المزيد من القتلى. وبالتزامن تتسع دائرة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات لتتحول الى منهج يخشى رسميون من ان يتحول الى الديمومة.
ففي منطقة سيناء، سجلت الاجهزة الرسمية الاسبوع الفائت اكثر من حادثة، اسقطت عشرات القتلى والجرحى. من بينها ما اعلنه الجيش المصري بشأن  مقتل 15 مسلحاً والقاء القبض على آخرين خلال عمليات مداهمات على مدى يومين لمواقع يتحصنون فيها بمحافظة شمال سيناء الواقعة شمال شرقي البلاد.

مداهمات
وبحسب المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية العميد محمد سمير اسفرت عمليات المداهمة عن مقتل ارهابيين اثنين والقبض على ثلاثة اخرين بمدينة العريش وقتل ثلاثة آخرين والقبض على شخص آخر بمدينة الشيخ زويد.
وأوضح سمير أن قوات الجيش احبطت محاولة ارهابية لاستهداف أحد الكمائن بمدينة العريش بسيارة مفخخة حيث تم التعامل معها عن بعد ما اسفر عن تدمير ما تحمله من مواد متفجرة ومقتل شخصين كانا بداخلها.
وقال ان القوات تمكنت أيضاً من قتل مسلحين اثنين اثناء قيامهما بمراقبة نقطة تفتيش امنية مستقلين دراجات نارية.
وذكر المتحدث أن عناصر الجيش داهمت احد المنازل بمنطقة (التومة) اثناء تجمع عدد من العناصر المسلحة بداخله ما اسفر عن مقتل ستة من العناصر و«تدمير المنزل بما يحتويه من مواد متفجرة».
كما قتل شرطي واصيب اخر صباح الاحد في هجوم استهدفهما بالقرب من قسم للشرطة في مدينة العريش بشمال سيناء معقل تنظيم انصار بيت المقدس الجهادي، التابع لتنظيم القاعدة. وبحسب مصادر امنية اطلق مسلحون مجهولون كانوا يستقلون سيارة النيران على الشرطيين بالقرب من قسم الشرطة اثناء ذهابهما الى مقر عملهما ثم لاذوا بالفرار.
واكدت مصادر طبية ان الشرطي قتل برصاصات في الصدر بينما اصيب الاخر بالرصاص في الجانب الايمن. وتضاعفت الاعتداءات بقنابل والهجمات على الجيش والشرطة في معظم انحاء مصر ولكن خصوصا في شمال سيناء منذ اطاحة الرئيس الاسلامي محمد مرسي في الثالث من تموز (يوليو) 2013.

حملة عسكرية واسعة
وشن الجيش حملة واسعة خلال الشهور الاخيرة على جماعة انصار بيت المقدس التي اعلنت مسؤوليتها عن اكثر الاعتداءات دموية ضد الجيش والشرطة مؤكدة انها ترد بذلك على قمع الاسلاميين.
في الاثناء، احالت النيابة المصرية السبت الى القضاء العسكري مجموعة جديدة من 438 من مناصري الرئيس الاسلامي المخلوع محمد مرسي بتهمة القيام باعمال عنف دامية عام 2013 كما افادت مصادر قضائية.
ومن بينهم 139 سيحاكمون بتهمة قتل ثلاثة شرطيين في هجوم على مركز شرطة في محافظة المنيا (جنوب) كما قال مسؤول في مكتب النائب العام.
والـ 299 الباقون ملاحقون في قضية مقتل خمسة مدنيين في مواجهات بين متظاهرين اسلاميين وقوات الامن وحريق في مقر محافظة البحيرة شمال القاهرة كما قال مصدر قضائي محلي.
ووقعت اعمال العنف هذه في 14 اب (اغسطس) 2013 رداً على فض قوات الامن في اليوم نفسه اعتصامين نظمهما في القاهرة انصار مرسي. وقتل اكثر من 700 شخص خلال فض الاعتصامين.
ومنذ اطاحة مرسي من قبل الجيش، تعرض انصاره لحملة اوقعت 1400 قتيل على الاقل وادت الى توقيف اكثر من 15 الفاً في حين صدرت احكام بالاعدام على مئات اخرين الا انها غير نهائية ولن تصبح قابلة للتنفيذ الا اذا اقرتها محكمة النقض، اعلى هيئة في القضاء الجنائي المصري.
وفي نهاية تشرين الاول (اكتوبر) اصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قانوناً يسمح باجراء محاكمات عسكرية للمدنيين المتهمين بمهاجمة منشآت الدولة الحيوية، في اعقاب سلسلة من الهجمات الدامية ضد الجيش. وقبل ذلك كان من سلطة الجيش اجراء محاكمات عسكرية للمدنيين المتهمين بمهاجمة المنشآت والقوات العسكرية، لكن القانون الجديد يوسع من سلطاتها اذ يعتبر المنشات الحيوية للدولة بمثابة «منشآت عسكرية».

اشتباكات وقتلى
الى ذلك، قتل شخص واصيب ثلاثة اخرون في اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين اسلاميين في محافظة كفر الشيخ شمال البلاد، حسب ما افاد مسؤول امني ووزارة الصحة.
ويشهد يوم الجمعة باستمرار تظاهرات اسبوعية لانصار الرئيس الاسلامي السابق محمد مرسي في عدد من المدن، لكن تلك التظاهرات لم تعد تحظى بمشاركة او زخم كبيرين خصوصاً مع قمع الامن المتواصل لها.
وقال المسؤول ان «اشتباكات وقعت بين عشرات من الإخوان المسلمين قطعوا الطريق الدولي الساحلي في بلطيم وقوات الامن التي تدخلت لفضهم بالغاز المسيل للدموع». اضاف ان «الاشتباكات اسفرت عن مقتل شخص من الاخوان المسلمين واصابة اخر بطلقات الخرطوش» في المحافظة الواقعة في دلتا النيل على بعد 150 كم شمال القاهرة.
وقالت وزارة الصحة المصرية في بيان ان اشتباكات كفر الشيخ اسفرت عن «مقتل شخص واصابة 3 اخرين». ولم توضح الوزارة اسباب مقتل هذا الشخص. وفي القاهرة، اوقفت الشرطة «13 شخصاً من أعضاء جماعة الاخوان الارهابية أثناء قيامهم بتنظيم مسيرات محدودة في مناطق المطرية والسلام» في شمال القاهرة، حسب ما نقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية عن وزارة الداخلية المصرية.
ومنذ اطاحة مرسي في الثالث من تموز (يوليو) 2013، تشهد البلاد مواجهات بين الشرطة وانصار الرئيس المخلوع. وخلفت المواجهات نحو 1400 قتيل واكثر من 15 الف معتقل، على راسهم قيادات الصف الاول في جماعة الاخوان المسلمين الذين يحاكمون في تهم مختلفة. وصنفت الحكومة المصرية الاخوان «تنظيماً ارهابياً». كما امر القضاء المصري بحل جماعة الاخوان المسلمين وذراعه السياسي حزب الحرية والعدالة.
في الموضوع الطلابي، ورغم استعانة الحكومة المصرية بشركات أمن خاصة، بالإضافة إلى قوات الشرطة، إلا أن تلك القوات لم تتمكن من منع الإحتجاجات الطلابية في الجامعات من الإستمرار، حيث ارتفعت الإحتجاجات في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، مقارنة بشهر تشرين الاول (اكتوبر).

قلة مخربة
وبينما يقول الطلاب المحتجون في مصر إن لديهم مطالب عدة مشروعة، منها الإفراج عن زملائهم المعتقلين، يؤكد نائب رئيس جامعة الأزهر إبرهيم هدد ان هناك قلة من الطلاب يريدون تخريب الجامعات وتعطيل الدراسة.
ووفقاً لتقرير صادر عن مؤشر الحراك الطلابي في مصر، فإن شهر  تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي شهد 226 احتجاجاً، مسجلاً ارتفاعاً عن احتجاجات أكتوبر الماضي، والذى شهد 209 احتجاجات طلابية، وبذلك تكون المؤسسات التعليمية المصرية، قد شهدت 435 احتجاجا خلال شهري تشرين الول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) 2014 بمتوسط 7 احتجاجات يومية.
وأضاف التقرير أن طلاب الجامعات الحكومية والخاصة نفذوا خلال تشرين الثاني (نوفمبر) 202 احتجاج بالاضافة لـ 6 احتجاجات قام بها طلاب المعاهد العليا، وخرج طلاب المدارس فى 14 احتجاجاً واحتجاجين لطلاب المعاهد الأزهرية واحتجاج واحد لطلاب معاهد التمريض، وطلاب الاخوان.
وتصدرت جامعة الأزهر بفروعها بمختلف المحافظات المشهد الاحتجاجي بعدما شهدت 52 احتجاجاً، تلتها جامعة الاسكندرية بـ 33 احتجاجاً، وتساوت كل من جامعة القاهرة وجامعة حلوان واحتلتا المركز الثالث بـ 26 احتجاجاً لكل منهما، ووقع 16 احتجاجاً في جامعة عين شمس، وشهدت جامعتا الزقازيق وبنى سويف 6 احتجاجات لكل منهما.
ووصف التقرير الإحتجاجات الطلابية بأنها «سلمية تحول بعضها إلى العنف»، وقال: «نظم الطلاب 78 مسيرة، 59 تظاهرة، 39 وقفة احتجاجية، 12 حالة قطع طريق، 7 سلاسل بشرية، 5 حالات اضراب عن الدراسة، 4 حالات تجمهر، حالتي اقتحام أو حصار لمكتب العميد، وسجل التقرير حالة واحدة اضراب عن الطعام وحالة اعتصام، وحالة حصار سيارة عميد ومنعه من الخروج».

احتقان
وحول مطالب الطلاب الإحتجاجية، ذكر التقرير أن الاحتجاجات المطالبة بالإفراج عن الطلاب المحبوسين والمطالبة بعودة المفصولين للجامعات، تصدرت المشهد الاحتجاجى بـ 148 احتجاجاً، وتسبب الحكم الصادر ببراءة مبارك وأعوانه فى حالة احتقان بين الطلاب الذين خرجوا في 27 احتجاجاً للتنديد بالحكم، كما خرج الطلاب احياء لذكرى أحداث محمد محمود والمطالبة بالقصاص فى 15 احتجاجاً، 5 احتجاجات ضد حادثتي تصادم سوهاج والبحيرة، 5 احتجاجات اعتراضا على العنف الذي تشهده الجامعات ومنددين بالارهاب.
وبحسب التقرير فإن شهر تشرين الثاني (نوفمبر) شهد 70 حالة عنف تصدرها قيام قوات الأمن بفض تظاهرات الطلاب فى 34 حالة، 18 حالة اشتباك بين قوات الأمن والطلاب، 7 حالات اشتباك بين طلاب الاخوان والمستقلين، 3 حالات تحطيم أو إشعال النيران بمقر الأمن الإداري، وحالتي اعتداء على الصحفيين من قبل الأمن الاداري أو أفراد شركة فالكون، وحالة واحدة اشتباكات بين الطلاب والأهالى، وفض معرض فني للطلاب، حرق سيارة أحد أعضاء هيئة التدريس، اعتداء مجهولين بالالعاب النارية والشماريخ على أفراد فالكون، إشعال النيران فى عدد من الصوب الزراعية بجامعة الأزهر، انفجار قنبلة بدائية الصنع داخل جامعة الأزهر.

القاهرة – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق