أبرز الأخبارسياسة عربية

الاكراد يعلنون النفير العام، ويحررون محيط جبل سنجار، و«داعش» يطلق حرب التصفيات الداخلية

وسط معلومات تؤشر على ان حكومة كردستان اعلنت النفير العام لمواجهة تنظيم داعش، وانها جندت كل امكاناتها البشرية والمادية من اجل مواجهة التنظيم ودحره، بدا واضحاً ان المواجهات التي يخوضها جيشها البشمركة ومتطوعوها من رجال ونساء من مختلف الاعمار، بدأت تؤتي نتائجهاعلى الارض. وان كفة الصراع بدأت تتحول لصالح الاقليم وحكومته.

يبدو تبعاً لذلك، ان النتائج تمثلت بتحرير بعض المواقع من قبضة تنظيم داعش، الذي انشغل – كما يبدو – بخلافاته الداخلية، وبقضايا الولاء والانتماء، وخصوصاً في ما يتعلق بانتماء المئات من المتطوعين، وحرب التصفيات التي تجري طبقاً لتلك الفرضية.
وفي بعد آخر من المواجهة، بدا واضحاً ان حكومة كردستان لم تترك اي فراغ على الارض، حيث اعلنت ضم بعض المناطق التي نجحت البشمركة والمتطوعون في تحريرها.
ميدانياً، استعاد تنظيم داعش السيطرة على مدينة بيجي شمالي العاصمة العراقية بغداد، في حين بدأت قوات البشمركة تعزيز مواقعها في الجهة الشمالية من مدينة سنجار غربي محافظة نينوى. وبحسب التقارير الواردة من محافظة صلاح الدين ( وسط) فإن تنظيم الدولة تمكّن من السيطرة على كامل مدينة بيجي التي تقع شمال المحافظة بعد اشتباكات عنيفة استمرت ساعات عدة، وانتهت بانسحاب القوات الأمنية العراقية المدعومة بسرايا ما يسمى «الحشد الشعبي».

مدينة بيجي
وكان تنظيم الدولة سيطر على مدينة بيجي أواسط حزيران (يونيو) الماضي، قبل أن تستعيدها القوات العراقية أواسط تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، غير أن سيطرة القوات الحكومية لم تستمر طويلاً على المدينة الإستراتيجية التي تربط بين مدينة تكريت والموصل اللتين تخضعان لسيطرة تنظيم الدولة.
وبيّنت المصادر ذاتها أن مقاتلي التنظيم شنوا هجوماً كبيراً ومن محورين، بعد منتصف الليل، نجم عنه وقوع اشتباكات عنيفة استمرت حتى ساعات الفجر الأولى لليوم التالي، لتنتهي بانسحاب القوات الأمنية من وسط المدينة إلى خارجها.
وقالت أيضاً إن قسماً من القوات الأمنية انسحب إلى شمال المدينة وتمركز في مصفاة المدينة – التي تعد أكبر مصفاة للنفط في العراق – بينما انسحب الجزء الآخر من هذه القوات إلى منطقة المزرعة التي تقع على مسافة كيلومترين جنوب بيجي.
وبيّنت المصادر الأمنية أن مقاتلي تنظيم الدولة تمكنوا من السيطرة على منطقة الفتحة التي لا تبعد عن المصفى سوى ثلاثة كيلومترات.
وكان مقاتلو تنظيم الدولة قد تمكنوا قبل نحو أسبوعين من الدخول إلى المدينة والسيطرة على الجزء الغربي منها.
على صعيد مواز، بدأت قوات البشمركة تعزيز مواقعها بالجهة الشمالية من مدينة سنجار غربي محافظة نينوى، بعد أن فشلت في دخولها بسبب المقاومة العنيفة من مقاتلي تنظيم الدولة. وبدأت هذه القوات في حفر خنادق وإعداد سواتر في المناطق التي سيطرت عليها خلال اليومين الماضيين حول المدينة.
وفي الأثناء، تواصل طائرات التحالف الدولي قصفها مواقع تنظيم الدولة بمدينة سنجار وأطرافها، بينما تشير مواقع مقربة من التنظيم إلى أن مقاتليه المتحصنين داخل المدينة مازالوا يفرضون سيطرتهم عليها بالكامل.
الا ان قوات البشمركة الكردية تواصل عمليتها التي وصفتها بانها «الأكبر» في شمال العراق والتي ادت الى فك حصار داعش لجبل سنجار، بدعم من طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن التي اعلنت مقتل ثلاثة من كبار قادة التنظيم.
وتحاول القوات الكردية تأمين محيط الجبل حيث تتواجد مئات العائلات الايزيدية المحاصرة منذ أشهر من قبل التنظيم الذي تقول الامم المتحدة انه ارتكب «إبادة» بحق هذه الأقلية الدينية خلال الصيف الماضي.
وكانت القوات الكردية التي تشن منذ الاربعاء عملية عسكرية واسعة ضد «داعش» في شمال غرب العراق، اعلنت فك الحصار عن جبل سنجار.

غارات التحالف
وقالت قوة المهام المشتركة في بيان إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفذ 15 ضربة جوية استهدفت تنظيم داعش في العراق وسوريا.
وجاء في البيان أن التحالف نفذ 11 ضربة جوية بالعراق أصابت عدداً من تجمعات مقاتلي التنظيم إضافة إلى سيارات وبناية ضمن أهداف أخرى.
من جهته، قام رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني بزيارة إلى جبل سنجار، الذي نجحت قوات البشمركة في تحريره من سيطرة تنظيم داعش، وتحاول الآن تحرير المدينة. وتفقد تشكيلات هذه القوات المتواجدة في المنطقة، وهنأها بالانتصارات والمكاسب التي حققتها هناك. واثر ذلك، توجهت آلاف العوائل الايزيدية، النازحة من قضاء سنجار إلى محافظات اقليم كردستان، إلى جبل سنجار بعد تحريره من قبضة داعش.
وأعلن البرزاني من على جبل سنجار إن قوات البشمركة سجلت خلال 24 ساعة الماضية اسطورة تاريخية باستعادتها قضاء سنجار من أيدي مسلحي تنظيم داعش.
وأوضح في تصريحات للصحافيين أن البشمركة حررت ثلاثة آلاف كيلومتر مربع من الاراضي خلال 48 ساعة، مهنئاً الايزيديين باستعادة قضاء سنجار. واضاف: «لم يبقَ من الاراضي الكردستانية تحت سيطرة تنظيم داعش الا جزء قليل،  مؤكداً قدرة البشمركة على استعادته».
وحول امكانية مشاركة قوات البشمركة في تحرير مدينة الموصل، اوضح البرزاني قائلاً «عندما تكون لدى الحكومة العراقية خطة لتحرير الموصل فنحن مستعدون لمناقشتها وتقديم المساعدة في تنفيذها».
والتقت هذه العوائل ذويها بعد نزول آلاف المحاصرين من الجبل الذي امضوا فيه قرابة خمسة اشهر هرباً من داعش. كما أن فرق الانقاذ وشاحنات المساعدات الانسانية والاحتياجات الطبية وصلت الجبل لمساعدة العوائل التي قضت أشهراً محاصرة في العراء.

مساعدات طبية
وأكد ضباط أكراد أن معنويات عناصر تنظيم «داعش» في المدينة باتت منهارة، حيث بدأت مجموعات منهم منذ مساء الجمعة بالفرار نحو الشرق باتجاه الموصل والغرب باتجاه الحدود السورية، متوقعاً استمرار سيطرة «البشمركة» على مناطق جديدة في المنطقة.
وعلى الصعيد نفسه، فقد أكد رئيس حكومة اقليم كردستان نيجرفان البرزاني أن ما اسماها بالمناطق «المستقطعة» التي تم تحريرها من قبل قوات البشمركة خلال الساعات الماضية «سيتم التعامل معها بحسب الدستور العراقي»، موضحاً أن رئيس الاقليم مسعود البرزاني اشرف شخصياً على تحرير قضاء سنجار.
وقال البرزاني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الهولندي بارت كوندرس في اربيل عاصمة الاقليم الاحد إن المناطق «المستقطعة» التي تم تحريرها من قبل قوات البشمركة خلال الساعات الماضية «سيتم ضمها للإقليم بحسب الدستور العراقي، الذي سيقرر كيف ومتى ستكون ضمن إقليم كردستان».
وأضاف أن هدف الاقليم الرئيسي كان تحرير تلك المناطق من سيطرة داعش مؤكداً «وجود البيشمركة فيها من مصلحتنا ومصلحة بغداد».
وأشار إلى أن «اغلب المناطق في سنجار باتت تحت سيطرة البيشمركة وهناك بعض الاحياء مازال القتال والمواجهات فيها مستمرة».
في سياق آخر، أفادت مصادر أمنية عراقية  بأن 29 شخصاً أغلبهم من عناصر تنظيم داعش سقطوا – الأحد – في حوادث أمنية متفرقة شهدتها مدينة بعقوبة العراقية.
وأوضحت المصادر أن 14 مسلحاً من داعش بينهم ثلاث قيادات بارزة عربية الجنسية قتلوا في قصف جوي لمواقعهم شمال  شرق بعقوبة، فضلاً عن تدمير عدد من العجلات المحملة بالأسلحة كانت  تستخدم في الأعمال الإرهابية.
كما قتل خمسة مسلحين من داعش وثلاثة من متطوعي الحشد الشعبي في اشتباكات  شمال شرق بعقوبة، واضطر متطوعو الحشد الشعبي إلى ترك مواقعهم والانسحاب  من المناطق التي سبق أن سيطروا عليها في قرى الجزيرة والبازول.
وأفادت المصادر بأن «دراجة نارية مفخخة موضوعة بجانب طريق في الأطراف  الجنوبية لقضاء الخالص ، شمال بعقوبة، انفجرت لدى مرور دورية تابعة  للشرطة الاتحادية ما أسفر عن مقتل أربعة من قوات الشرطة وإصابة أربعة  آخرين بينهم ضابطان احدهما برتبة ملازم والآخر نقيب».
وأضافت أن ثلاثة قذائف هاون سقطت على حيي العسكري وحي بلور في قضاء  المقدادية شمال شرق بعقوبة ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين بينهم امرأة  وإصابة سبعة آخرين، كما لحقت أضرار بثلاثة منازل.

اعدام 100 متطرف
وفي سياق ثان، ذكرت صحيفة فايننشال تايمز ان تنظيم الدولة المتطرف اعدم 100 من مقاتليه الاجانب حاولوا الفرار من مدينة الرقة شمال سوريا، التي تعد معقلا للتنظيم.
ونقلت الصحيفة عن ناشط معارض للتنظيم قوله انه تحقق من مائة حالة اعدام لمقاتلين اجانب في تنظيم الدولة حاولوا مغادرة مدينة الرقة هرباً من المعارك.
وذكر مقاتلون في الرقة ان التنظيم شكل شرطة عسكرية لمراقبة المقاتلين الاجانب الذين يتخلفون عن واجباتهم، وجرى اقتحام عشرات المنازل وتم اعتقال العديد من العناصر، بحسب الصحيفة.
وذكرت تقارير ان بعض منتسبي التنظيم فاجأهم واقع القتال في سوريا.
وبحسب تقارير صحافية بريطانية في تشرين الاول (اكتوبر) فقد طلب خمسة بريطانيين وثلاثة فرنسيين والمانيان وبلجيكيان العودة الى اوطانهم بعد ان اشتكوا بانهم اصبحوا يقاتلون جماعات متمردة اخرى بدلاً من قتال نظام الاسد. وقالت ان تنظيم الدولة يعتقلهم.

ا. ح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق