رئيسي

الملف اليمني على طاولة مجلس الامن: تفجيرات القاعدة، وحراك الحديدة يحاصران التقدم الحوثي

بالتزامن مع قرار مجلس الامن الدولي عقد جلسة خاصة اليوم الاثنين لبحث تطورات الملف اليمني، توقف المتابعون عند كم من التطورات اللافتة، التي تندرج ضمن اطار محاصرة الحوثيين والحد من قدرتهم على التمدد في العديد من المواقع. ففي الوقت الذي يتطلع التيار الحوثي الى بسط سيطرته على مواقع عديدة، ومنها منطقة الحديدة، التي من شان السيطرة عليها تسهيل مهمة الوصول الى البحر الاحمر، واقامة ميناء خاص بهم هناك، لخدمة شريط حدودي يؤسس لدولة شيعية. الجديد في هذا الملف، توافق غير معلن بين تيار شعبي، وتنظيم القاعدة من اجل حصار الحوثيين.

ففي التفاصيل، قرر مجلس الأمن الدولي عقد جلسة استثنائية اليوم الاثنين بشأن اليمن للاطلاع على آخر التطورات. وأعلن في نيويورك حيث مقر مجلس الأمن أن المجلس سيطلع في جلسة استثنائية مغلقة بشأن اليمن على تقرير من مساعد الأمين العام ومبعوثه الخاص إلى اليمن جمال بن عمر حول آخر التطورات المتعلقة بالوضع الأمني والصعوبات التي تقف أمام تنفيذ ما تبقى من مراحل عملية الانتقال السياسي.
في الاثناء، أعلن تنظيم أنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية مسؤوليته عن التفجير الانتحاري الذي استهدفت تجمعاً للحوثيين في ميدان التحرير بوسط العاصمة اليمنية صنعاء الخميس الماضي.

تفجير دموي
وذكر موقع سايت الأميركي المتخصص في متابعة المواقع الإسلامية، أن حساباً على تويتر تحت مسمى «أخبار أنصار الشريعة» تبنى الهجوم الذي وقع في ميدان التحرير. وجاء في التغريدة أن منفذ الهجوم يدعى أبو معاوية الصنعاني. وارتفع عدد ضحايا التفجير إلى 51 قتيلاً و140 جريحاً، بينهم 24 في حالة خطرة، حسب ما أعلنته جماعة الحوثي.
وكان شخص قد فجر نفسه في مظاهرة دعا إليها الحوثيون احتجاجاً على قرار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تكليف مدير مكتبه أحمد عوض بن مبارك برئاسة الحكومة.
وأمر هادي بتشكيل لجنتين للتحقيق في حادث التفجير الذي استهدف تجمعاً للحوثيين في صنعاء، وآخر استهدف نقطة عسكرية في حضرموت.
وكان مجلس الامن قد ندد بالهجومين اللذين وقعا في اليمن الخميس الماضي، ودعا لمحاسبة المسؤولين عن وقوعهما، حيث استهدف الهجوم الأول تجمعاً للحوثيين خلف 51 قتيلاً، واستهدف الآخر عناصر للجيش في محافظة حضرموت جنوبي البلاد خلف 19 قتيلاً عسكرياً.
وشدد المجلس في بيان صحفي على ضرورة المضي قدماً في العملية السياسية الانتقالية وتنفيذ بنود اتفاق السلم والشراكة الوطنية.
الى ذلك، قال مسؤول محلي في اليمن إن انفجاراً وقع قرب نقطة تفتيش تابعة للجيش في منطقة حضرموت بجنوب شرق البلاد وأسفر عن مقتل جنديين وإصابة أربعة خرين في إطار موجة هجمات في البلاد. وأضاف المسؤول أن الانفجار وقع في شارع بمدينة شبام بحضرموت وأنه يعتقد في مسؤولية تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أو جماعة أنصار الشريعة التابعة له عن الهجوم.

رفض شعبي
الى ذلك، اصطدم التيار الحوثي بالرفض الشعبي الذي تحول الى تيار رافض لهيمنتهم على مناطق غرب البلاد. وبينما يواصل الحوثيون محاولاتهم السيطرة على مواقع استراتيجية هناك سواء بالقوة او بالسياسة، فقد نجح تيار رافض لوجودهم في طردهم من مواقع استراتيجية مهمة.
فقد حاول الحوثيون السيطرة على محافظة الحديدة والوصول الى مضيق باب المندب حيث تمر سفن النفط، الا ان الرفض الشعبي والثأر العشائري كانا لهم بالمرصاد. ويستبعد نشطاء سقوط ميناء الحديدة بيد الحوثيين ما لم تحدث مؤامرة «على غرار ما حصل بصنعاء».
فقد واجه الحوثيون في أول محاولة لبسط نفوذهم على محافظة الحديدة غربي اليمن تحركٌا شعبيا أجبرهم على الانسحاب من إحدى القلاع التاريخية بعد سيطرتهم عليها لساعات.
فقد حاصر مسلحون حوثيون قلعة الكورنيش التاريخية الواقعة على الشريط الساحلي لمدينة الحديدة. واحاط المسلحون الذين كانوا يستقلون سياراتهم بالقلعة قبل الصعود اليها والسيطرة عليها لمدة ناهزت الثلاث ساعات. وبرر الحوثيون انتشارهم في القلعة برغبتهم في حمايتها، ومنع «الحراك التهامي» من استخدام باحتها لنشاطاتهم الاحتجاجية. غير ان مسلحي الحراك التهامي ردوا عليهم بانهم هم من يتولون مسؤولية حماية المنطقة. وتعاونوا مع فعاليات شعبية من اجل طرد الحوثيين.
وبحسب تقارير ميدانية تم إجبار المسلحين الحوثيين على الخروج من القلعة، ورفض العروض التي تقدم بها الحوثيون من اجل الشراكة في حماية وادارة المنطقة.
واستبق الحوثيون تلك الخطوة بالسيطرة على منزل مستشار الرئيس اليمني لشؤون الدفاع والأمن اللواء علي محسن الأحمر في عملية شهدت اشتباكات محدودة مع حراسه.
يشار إلى أن الحوثيين لم يسيطروا على منزل الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح رغم أنه لا يبعد سوى أمتار عن منزل اللواء علي محسن في تكرار لسيناريو صنعاء.

موقع القلعة
وتقع القلعة التاريخية على تلة مرتفعة قبالة البحر على بعد كيلومتر واحد إلى الجنوب من ميناء المدينة القديم، ويعود بناؤها لعام 1538 للميلاد في فترة الوجود العثماني الأول في اليمن.
وكانت القلعة تستخدم لأغراض دفاعية، كما استخدمت سجناً من قبل العثمانيين ومن بعدهم ملوك اليمن الشمالي.
ويوجد في القلعة متحف مفتوح يستقبل الزوار من مختلف مناطق المحافظة وتخضع حالياً لحراسة من قبل مسلحي الحراك التهامي الذي تأسس قبل فترة على خلفية مطالب حقوقية.
ومنذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء أواخر أيلول (سبتمبر) الماضي, يحاول الحوثيون الاستيلاء على ميناء الحديدة من أجل الوصول إلى مضيق باب المندب الذي تمر منه سفن النفط العالمية.
وبحسب روايات لمتابعين، بدا الحوثيون منذ قرابة نصف شهر بالانتشار والحضور المكثف في مدينة الحديدة وهم يتجولون داخلها بسيارات لا تحمل أرقاماً في الغالب. وكثف الحوثيون تواصلهم مع قيادات عسكرية ومدنية في الدولة من بينها مدير الميناء وقادة ألوية عسكرية، في محاولة لإقناعهم بعدم مواجهتهم وتسليم المدينة لهم. الا ان رغبتهم قوبلت بالرفض من قبل الأوساط الشعبية والثورية بمختلف توجهاتها. ومن ابرز العقبات التي واجهت التيار الحوثي، ثأر قديم لقبائل الزرانيق – وهي من أشهر قبائل المحافظة – مع الحوثيين على خلفية قيام حاكم اليمن الشمالي الإمام يحيى حميد الدين بسجن أكثر من سبعمائة شخص من أبنائها حتى الموت. وحميد الدين هو أحد الأئمة الذين حكموا اليمن الشمالي وانتهى حكمهم عام 1962.

صنعاء – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق