أبرز الأخبارسياسة عربية

إسرائيل ماضية في التحدي متسلحة بترامب والامم المتحدة تدين

أعلنت إسرائيل عن خطط يوم الثلاثاء لبناء 2500 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة في ثاني إعلان من نوعه منذ تولى الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه ملمحاً إلى أنه سيكون أكثر مرونة من سلفه إزاء مثل هذه المشاريع.
وقال بيان من وزارة الدفاع – التي تدير الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 – إن هذه الخطوة تهدف لتلبية الاحتياج لمساكن جديدة «للحفاظ على الحياة اليومية العادية».
وأضاف البيان أن معظم عمليات البناء ستكون في كتل استيطانية قائمة تعتزم إسرائيل الاحتفاظ بها في أي اتفاق سلام مستقبلي مع الفلسطينيين. لكن مخططا قدمه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أظهر أن جزءاً كبيراً من المنازل المزمع بناؤها ستكون خارج التكتلات القائمة.
وتحدث ترامب هاتفياً إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يوم الأحد. وامتنع المتحدث باسم الرئيس الأميركي الجديد عن التعبير عن موقف من الإعلان عن بناء الوحدات الاستيطانية الجديدة لكنه قال إن نتانياهو وترامب سيناقشان أنشطة البناء الاستيطاني حين يجتمعان في واشنطن الشهر المقبل.
ولدى سؤاله عما إذا كان ترامب يؤيد الإعلان الإسرائيلي الأخير قال المستشار الصحفي للبيت الأبيض شون سبايسر للصحفيين «إسرائيل حليفة كبيرة للولايات المتحدة. وهو يريد التقارب مع إسرائيل». وعند سؤاله مرة أخرى عن الموضوع أجاب «سنتحدث مع رئيس الوزراء».
ويدل رد فعل إدارة ترامب الهادىء على اختلاف واضح عن سلفه باراك أوباما الذي دأب مساعدوه على انتقاد خطط البناء الاستيطاني.
ويعيش نحو 350 ألف مستوطن في الضفة الغربية و200 ألف آخرون في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967. وبالإضافة للتكتلات الكبرى التي يقع معظمها قرب الحدود مع إسرائيل يوجد أكثر من 100 موقع استيطاني متناثرة فوق تلال بالضفة الغربية.
وأدان نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الإعلان الإسرائيلي وقال إنه سيكون له «عواقب».
وأضاف قائلاً «القرار سيعيق أي محاولة لإعادة الأمن والاستقرار وسيعزز التطرف والإرهاب وسيضع العراقيل أمام أي جهد يبذل من أي جهة لخلق مسيرة سلمية تؤدي إلى الأمن والسلام».
ويريد الفلسطينيون الضفة الغربية وقطاع غزة – الذي انسحبت منه القوات الإسرائيلية والمستوطنون في 2005 – لإقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

عقبة أمام السلام
وقال الاتحاد الأوروبي إن الخطط الاستيطانية الإسرائيلية «تقوض على نحو خطير الاحتمالات لحل عملي يقوم على دولتين».
وتعتبر معظم الدول المستوطنات غير شرعية وعقبة أمام السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين إذ أنها تقلص وتشرذم الأرض التي يريد الفلسطينيون إقامة دولة قابلة للحياة عليها.
وترفض إسرائيل هذا مشيرة إلى مصالح أمنية.
وأثناء حملة انتخابات الرئاسة الأميركية أوضح ترامب أنه سيتخلى عن معارضة الرئيس السابق باراك أوباما للبناء الاستيطاني وهو موقف أسعد حكومة رئيس الوزراء اليميني بنيامين نتانياهو.
وأعلنت إسرائيل يوم الأحد – بعد يومين من تنصيب ترامب – خططا لبناء مئات من المساكن الجديدة في القدس الشرقية وأبلغ نتانياهو كبار وزرائه أنه سيرفع القيود على البناء الاستيطاني في جميع المناطق.
ونقل مسؤول عن نتانياهو قوله للوزراء «يمكننا البناء حيث نريد وبقدر ما نريد».
وفي أعقاب إعلان يوم الثلاثاء حدد مكتب رئيس الوزراء بعض المناطق في الضفة الغربية لبناء الوحدات الجديدة لكن ليست جميعها في كتل استيطانية.
وقال نتانياهو على تويتر «اتفقت مع وزير الدفاع على بناء 2500 منزل جديد في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)- نحن نبني وسنواصل البناء». ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان نفسه مستوطن.
وذكر بيان وزارة الدفاع أن 100 من المنازل الجديدة ستكون في بيت إيل وهي مستوطنة تقول وسائل إعلام إسرائيلية إنها حصلت على تمويل من أسرة جاريد كوشنر زوج ابنة ترامب. وكوشنر حالياً مستشار للبيت الأبيض.
وعمل ديفيد فريدمان – وهو مؤيد قوي للمستوطنين الإسرائيليين عينه ترامب سفيرا للولايات المتحدة في إسرائيل – رئيساً لجمعية أصدقاء بيت إيل الأميركيين التي تجمع أموالا للمستوطنة.
ودانت الامم المتحدة الثلاثاء المبادرات الاسرائيلية الاخيرة لتسريع الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة مشيرة الى ان هذه «الاعمال الاحادية» عقبة لحل الدولتين.
وقال المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دوجاريك «يرى الامين العام (انطونيو غوتيريس) ان لا بديل لحل الدولتين».
واضاف «في هذا الصدد اي قرار احادي قد يشكل عقبة لهدف قيام دولتين يقلق الامين العام بشدة».
واكد المتحدث ان موقف الامم المتحدة من بناء مساكن في الضفة الغربية والقدس الشرقية «لم يتغير».
وقال «نعتبر ذلك ضمن فئة الاعمال الاحادية».
وتابع «على الجانبين ان يجريا مفاوضات بنوايا حسنة لتحقيق هدف الدولتين اسرائيل وفلسطين. دولتان لشعبين».
وتعتبر الامم المتحدة الاستيطان غير شرعي ويلحق ضرراً بعملية السلام كما اكد قرار اخير للامم المتحدة لم تعرقل ادارة باراك اوباما تبنيه للمرة الاولى منذ العام 1979.
واعلنت اسرائيل الثلاثاء بناء 2500 مسكن استيطاني في الضفة الغربية المحتلة في اهم اعلان من هذا النوع منذ سنوات.
وبعد تولي الرئيس الاميركي دونالد ترامب مهامه اعطت حكومة بنيامين نتانياهو الضوء الاخضر الاحد لبناء 566 مسكناً في احياء استيطانية في القدس الشرقية.
ويعكس هذا الاعلان نية الحكومة الواضحة في الاستفادة من انتخاب دونالد ترامب رئيساً بعد انتهاء ولايتي اوباما الذي كان يعارض الاستيطان.

رويترز/ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق