أبرز الأخباردوليات

16 قتيلاً بينهم لبناني في هجوم مسلح لـ «القاعدة» على منتجع سياحي في ساحل العاج

بعد بوركينا فاسو ومالي، هجوم إرهابي جديد ضرب ساحل العاج، حيث استهدف مسلحون مدججون بالسلاح منتجعاً سياحياً على شاطىء في ساحل العاج في شرق ابيدجان، ما أسفر عن مقتل 14 مدنياً، بينهم لبناني، وعسكريين في هجوم سارع تنظيم «القاعدة» الى تبنّيه.

قتل 14 مدنياً وعسكريان على الأقل بنيران مهاجمين مدججين بالسلاح على شاطىء منتجع «غران بسام» في ساحل العاج، على مسافة 40 كيلومتراً شرق ابيدجان.
وأعلن الرئيس العاجي الحسن وتارا الذي توجه الى مكان الهجوم أن «الحصيلة كبيرة، لقد نجح الارهابيون في قتل 14 مدنياً وخسرنا عنصرين في القوات الخاصة»، مضيفاً ان ستة مهاجمين قتلوا ايضاً.
الى ذلك، أوضح وزير الداخلية العاجي حامد باكايوكو ان الهجوم نفذه «ستة ارهابيين» على الاقل «قتلوا» بعدما استهدفوا ثلاثة فنادق. وقال في بيان تلي عبر التلفزيون: «شن مسلحون هجوماً على ثلاثة فنادق» في هذه المنطقة السياحية التي يقصدها غربيون وسكان محليون. وأضاف: «تدخلت قوات امن ساحل العاج فوراً وتمكنت من القضاء على ستة ارهابيين»، مشيراً إلى ان «الحصيلة المفصلة ستنشر في الساعات المقبلة».
وأفاد مصور لـ «وكالة الصحافة الفرنسية» انه شاهد سبع جثث على الشاطىء وجثة ثامنة في فندق «ليتوال دو سود»، احد المواقع التي تعرضت للهجوم.
وروى شاهد آخر للوكالة انه سمع أحد المهاجمين يهتف «الله أكبر».
وكان شاهد قال بعيد الهجوم إن المهاجمين «المدججين بالسلاح والملثمين اطلقوا النار على نزلاء فندق ليتوال دو سود، وهو فندق كبير يرتاده الاجانب في هذا الوقت من السنة».
وقال الشاهد برامان كيندا عارضاً صور سبع جثث بينها امرأة على الأقل: «كنا على الشاطئ وسمعنا اطلاق نار وشاهدنا أناساً يفرون. أدركنا انه هجوم». وأضاف ان المهاجمين كانوا أربعة و«كانوا يجوبون الشاطىء وهم يطلقون النار».
وقال اللبناني عباس الرز الذي ينزل في «ليتوال دو سود» إن أحد المهاجمين كان يحمل بندقية «كلاشنيكوف» ويرتدي حزاماً بقنابل يدوية.
ونقلت رويترز عن شاهد عيان أن ما لا يقل عن أربعة مسلحين نفذوا الهجوم في منتجع غران باسام.
من جهتها، أشارت وكالة الأنباء اللبنانية إلى أن هجوماً إرهابياً استهدف سلسلة مطاعم يتواجد فيها أجانب ولبنانيون.
وقالت الوكالة اللبنانية إن الهجوم نفذه أكثر من 13 مسلحاً وصلوا إلى المنطقة المستهدفة عن طريق البحر، مضيفة أنهم أطلقوا النيران عشوائياً على رواد المطاعم، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا.
هذا وأكدت مصادر إعلامية لبنانية أن من بين ضحايا الهجوم المسلح فرنسيين، مشيرة إلى أن السفارة اللبنانية في ساحل العاج، طلبت من المواطنين اللبنانيين عدم الخروج من منازلهم.
وبلدة «غران بسام» التي يسكنها نحو 80 الف شخص مدرجة على قائمة منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «الأونيسكو» للمواقع التراثية.
وقتل العشرات في هجمات تعرضت لها أخيراً فنادق فخمة في مالي وبوركينا فاسو.

قتيل و5 جرحى لبنانيين ضحايا الهجوم
وأعلنت وزارة الخارجية والمغتربين، في بيان، أنها تبلغت من القائم بأعمال سفارة لبنان في ساحل العاج وسام كلاكش، أن «اللبناني توفيق حايك (54 عاماً من النبطية ومواليد ساحل العاج) قد قتل أثناء الهجوم المسلح الذي استهدف منطقة «غران بسام» حيث أصيب برصاصة قاتلة بينما كان يسبح في المياه. ونقلت جثة حايك الى المشرحة المركزية في أبيدجان».
وأعلنت الوزارة في بيان سابق انها تتابع «وضع اللبنانيين الجرحى الذين أصيبوا في الهجوم المسلح الذي استهدف منطقة غران بسام».
وقالت إن القائم بأعمال السفارة اللبنانية في ساحل العاج وسام كلاكش أفاد أن “هناك خمسة جرحى لبنانيين نقلتهم السلطات الى المستشفى اللبناني في أبيدجان، ويشرف عليهم أطباء لبنانيون، وهم: حسن مرتضى وإصابته خطيرة، لكن الطبيب المعالج طمأن الى أن حاله مستقرة ويتلقى العلاج اللازم، ومحمد مرتضى ونجيبة صبرا وولداها وجميعهم بخير».
وأفادت أن كلاكش عاد الجرحى في المستشفى للإطلاع على أوضاعهم.
وأظهرت لقطات مصوّرة نشرها موقع «ابيدجان دوت نت» قيام مسعفين بنقل جرحى لبنانيين أصيبوا في الهجوم، بينهم طفلان على الأقل.

القاعدة تتبنى
وأعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مسؤوليته عن الهجوم، وأكد التنظيم أن ثلاثة من عناصر التنظم نفذوا الهجوم، مؤكدا أن تفاصيل العملية ستنشر لاحقاً.
وأوضح مصدر في تنظيم القاعدة، في تصريحات لـ «الجزيرة نت»، أن الهجوم الذي نفذ الاحد في المنتجع السياحي كان من تنفيذ مشترك بين جماعة «المرابطون» بقيادة المختار بلمختار، وإمارة الصحراء الكبرى بقيادة يحيى أبو الهمام، وهما جماعتان تتبعان تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وتنشطان في شمال مالي.
غير أن المصدر لم يوضح دوافع الهجوم ولا الحصيلة الأولية له حتى الآن، متعهداً بإصدار بيان رسمي بشأن الموضوع في وقت لاحق.
ونشرت حسابات «جهادية» عبر مواقع التواصل الاجتماعي تغريدات تؤكد وقوف تنظيم «المرابطون» بزعامة مختار بلمختار وراء هجوم غران بسام.
ونشأ تنظيم «المرابطون» بعد اندماج جماعة متشددة تعرف باسم «حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا»، وهي إحدى المجموعات «الجهادية» التي سيطرت على شمال مالي في نهاية العام 2012، وجماعة متشددة أخرى في المغرب العربي تعرف باسم «الموقعون بالدم»، وكان يتزعمها بلمختار، وهو جزائري يلقب بـ «الأعور»، وسبق أن قاتل في أفغانستان، وتبنى عملية احتجاز الرهائن في منشأة عين اميناس في الجزائر في العام 2013.
وفي أيار (مايو) من العام الماضي، انتشر خبر يفيد أن «المرابطون» بايعت تنظيم «الدولة الإسلامية»، إلا أن بلمختار نفى ذلك، مجدداً البيعة لزعيم «القاعدة» أيمن الظواهري، فيما قال مراقبون مختصون في شؤون الحركات الجهادية حينها إن جناحاً من «المرابطون» هو من بايع ابو بكر البغدادي.
وكان تنظيم «المرابطون» قد تبنى في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي الهجوم الارهابي على فندق «راديسون» في باماكو، عاصمة مالي، والذي أدى الى مقتل نحو 30 شخصاً.

وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق