رئيسيسياسة عربية

معارك ضارية في السودان ومجموعة السبع تحض على وقف «الاعمال العدائية فوراً»

موكب دبلوماسي اميركي يتعرض لاطلاق نار… وبلينكن يتصل بالبرهان وحميدتي

حض وزراء خارجية دول مجموعة السبع على إنهاء الأزمة في السودان ووقف «الأعمال العدائية فوراً» بين طرفي النزاع، الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي. فيما ذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن وزيرها أنطوني بلينكن أجرى اتصالات من اليابان صباح الثلاثاء مع البرهان ودقلو «مشدداً على الوقف الفوري لإطلاق النار» لا سيما بعد تعرض موكب دبلوماسي أميركي لهجوم «طائش» وبعدما حصدت الاشتباكات المستمرة منذ ثلاثة أيام حياة ما لا يقل عن 200 شخص. بينما أعلن الاتّحاد الأوروبي أنّ سفيره في الخرطوم «تعرّض لاعتداء» في منزله.
«وقف الأعمال العدائية فوراً» والعودة إلى طاولة المفاوضات، بهذه التوصيات خرج بيان وزراء خارجية دول مجموعة السبع الثلاثاء في اليابان حاضًا طرفي النزاع في السودان بعد اشتباكات أودت بحياة نحو 200 شخص في ثلاثة أيام.
ودفع تصاعد العنف في السودان القضية إلى جدول أعمال مجموعة السبع التي التقى وزراء خارجيتها في منتجع كارويزاوا الياباني. وقال الوزراء في بيان بعد يومين من المحادثات: «نحض طرفي النزاع على وقف الأعمال العدائية فوراً دون شروط مسبقة»، محذرين من أن القتال «يهدد أمن وسلامة المدنيين السودانيين ويقوض جهود استعادة الانتقال الديمقراطي في السودان». ودعوا في البيان «إلى نبذ العنف والعودة إلى المفاوضات واتخاذ خطوات فعالة لخفض التوترات وضمان سلامة جميع المدنيين والدبلوماسيين والعاملين في المجال الإنساني». وتستمر المعارك عنيفة بجميع انواع الاسلحة الثقيلة وقد تدخل الطيران لقصف مواقع الدعم السريع في الخرطوم.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل الثلاثاء بأن وزير الخارجية أنطوني بلينكن تحادث في وقت مبكر الثلاثاء من اليابان مع البرهان ودقلو، حيث «شدد على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار»، وفق ما أفادت الوزارة.
وقال باتيل إن بلينكن الموجود في اليابان لحضور اجتماعات وزراء خارجية مجموعة السبع أجرى محادثتين منفصلتين مع الجنرالين أعرب فيهما عن «قلقه البالغ حيال مقتل وجرح العديد من المدنيين السودانيين جراء القتال المستمر والعشوائي».
وأدت الاشتباكات الدامية منذ ثلاثة ايام بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى سقوط أكثر من 200 قتيل و1800 جريح. وأضاف باتيل أن بلينكن في حديثه «شدد على مسؤولية الجنرالين في ضمان أمن وسلامة المدنيين والدبلوماسيين والعاملين في المجال الإنساني».
وأكد بلينكن بأن وقف إطلاق النار «يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من القتال ولمّ شمل العائلات السودانية والسماح للمجتمع الدولي في الخرطوم بالتأكد من أن وجوده آمن».

تعرض موكب دبلوماسي أميركي لهجوم

وقال بلينكن أيضاً إن موكباً دبلوماسياً أميركياً تعرض لإطلاق نار الإثنين في السودان في ما يبدو أنه هجوم شنته عناصر مرتبطة بقوات الدعم السريع شبه العسكرية، في حادثة وصفها بلينكن بأنها «طائشة» و«غير مسؤولة».
واستدعت تلك الحادثة تحذيراً مباشراً من بلينكن الذي أجرى اتصالين هاتفيين في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء مع كل من قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو ليبلغهما بأن أي خطر على الدبلوماسيين الأميركيين هو أمر غير مقبول.
وقال بلينكن في مؤتمر صحافي في منتجع كارويزاوا الياباني حيث شارك في اجتماع لوزراء خارجية دول مجموعة السبع «أستطيع أن أؤكد أن موكباً دبلوماسياً أميركياً تعرض لإطلاق نار أمس». وأضاف: «أوضحت بما لا يدع مجالاً للشك أن أي تهديدات بشن هجمات على دبلوماسيينا أو تعريضهم للخطر غير مقبول على الإطلاق». ومضى يقول إن أفراد الموكب الدبلوماسي بخير. وأضاف: «لدينا مخاوف عميقة بالطبع بشأن الوضع الأمني ككل إذ يؤثر على المدنيين والدبلوماسيين وموظفي الإغاثة».
وعجزت «الممرّات الإنسانية» التي أعلنها الطرفان المتحاربان لمدة ثلاث ساعات بعد ظهر الأحد عن تغيير الوضع، فاستمرّ سماع إطلاق النار ودويّ انفجارات في الخرطوم. وإضافة إلى الطلقات النارية العشوائية التي أسفرت خصوصاً عن مقتل ثلاثة من موظفي برنامج الأغذية العالمي في دارفور، صار يتعيّن على العاملين في المجال الإنساني التعامل مع عمليات النهب في الإقليم، وفق ما أكّدت منظمة «أنقذوا الأطفال».
وليل الإثنين أعلن الاتّحاد الأوروبي أنّ سفيره في الخرطوم «تعرّض لاعتداء» في منزله. وكان التوتّر كامناً منذ أسابيع بين البرهان ودقلو المعروف بحميدتي اللذين أطاحا معاً المدنيين من السلطة خلال انقلاب في تشرين الأول (أكتوبر) 2021، قبل أن يتحوّل خلافهما السياسي على السلطة خصوصاً، إلى مواجهات السبت.

فرانس24/ أ ف ب/ رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق