دولياتعالم

استئناف محادثات السلام لاعادة توحيد قبرص

يلتقي القادة القبارصة اليونانيون والقبارصة الاتراك اليوم لاستئناف المفاوضات بين الطرفين المتوقفة منذ حوالي عامين والهادفة لاعادة توحيد قبرص في محاولة جديدة لانهاء واحد من اطول الصراعات في اوروبا والذي يمثل عقبة منذ عشرات السنين امام محاولة تركيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي، وسط تفاؤل بان الاستغلال المقبل لاحتياطي الطاقة قبالة سواحل الجزيرة قد يكون دافعاً لاحراز تقدم.
ويجتمع الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس والزعيم القبرصي التركي درويش اروغلو اعتباراً من الساعة 11،30 (9،30 ت.غ) في نيقوسيا عند الخط الاخضر، المنطقة الخاضعة لسيطرة الامم المتحدة والفاصلة بين شطري الجزيرة المقسومة منذ حوالي اربعين عاماً.
وبعد اشهر من المحادثات الصعبة، اتفق الرجلان الجمعة على خريطة طريق اعدتها الامم المتحدة وتحدد اطار المحادثات.
لكن فيما تعارض احزاب قبرصية يونانية عدة استئناف المحادثات، اكد اناستاسيادس الجمعة ان هذا الاتفاق على خريطة الطريق التي ستنشر اليوم ليس سوى خطوة اولى من مرحلة صعبة.
وقال: «الامور الاصعب مقبلة، والبيان المشترك لا يشكل الحل للقضية القبرصية وانما يحدد الاطر التي يفترض ان تتبعها المجموعتان، وايضاً تركيا، للمضي قدماً من اجل ايجاد حل مقبول للقبارصة اليونانيين بدون تجاهل حقوق القبارصة الاتراك».
وبحسب تسريبات صحافية فان البيان المشترك ينص على اجراء استفتاء في كل الجزيرة في حال التوصل الى اتفاق نهائي.
وقبرص مقسومة الى شطرين منذ الاجتياح التركي عام 1974 رداً على انقلاب قام به قوميون قبارصة يونانيون بهدف الحاق الجزيرة باليونان.
وانضمت قبرص الى الاتحاد الاوروبي عام 2004 بعد فشل خطة اولى لاعادة توحيد الجزيرة وافق عليها القبارصة الاتراك بكثافة خلال استفتاء فيما رفضها القبارصة اليونانيون في الشطر الجنوبي.
والمحادثات بين الطرفين التي كانت بطيئة بعد فشل خطة عام 2004، علقها القبارصة الاتراك في صيف 2012 حين تولت الحكومة القبرصية اليونانية الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي. ثم حالت الازمة المالية في جمهورية قبرص دون استئناف المحادثات.
لكن اكتشاف حقول طاقة قبالة الجزيرة وكذلك قرب السواحل الاسرائيلية ادى في الاونة الاخيرة الى تغيير المعطيات الاقليمية والدولية، وبعث ببعض التفاؤل حيال احتمال تقدم المفاوضات.
واعتبر هوبير فوستمان استاذ التاريخ والعلوم السياسية في جامعة نيقوسيا ان استئناف المحادثات «يشكل اكبر فرصة للسلام منذ العام 2004 بسبب النفط والغاز».
وقال «واشنطن وضعت ثقلها كثيرا في هذا الجهد الاخير للسلام لان الغاز والنفط يغيران اللعبة في اطار اكثر شمولية (…) انه وضع رابح للجميع».
واسرائيل التي تفكر في تصدير الغاز عبر انبوب غاز يمر في المياه القبرصية ثم الى تركيا، وفي الاستثمار في مصنع للغاز المسال في الجزيرة المتوسطية «لن تسلم غازها لقبرص الا اذا كان هناك حل».
وترغب الولايات المتحدة وكذلك الاتحاد الاوروبي اللذان يمكن ان يستفيدا من هذه الموارد، بنزع فتيل توتر في المنطقة حيث ان تركيا تعارض استغلال نيقوسيا الغاز والنفط باعتبار انهما لكل سكان الجزيرة.
من جانب اخر وفيما اضطرت قبرص التي كانت على وشك الافلاس، لقبول شروط صارمة مقابل خطة انقاذ دولية، فان هذه الموارد تعتبر لدى كثيرين كخشبة خلاص.
واتصل نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الجمعة بالرئيس القبرصي لتذكيره «بدعم الولايات المتحدة غير المشروط لاتفاق عادل ودائم» فيما رحبت فرنسا باستئناف المفاوضات.
واكد رئيس الوزراء اليوناني انتونيس ساماراس من جهته ان المفاوضات تشكل “احدى اولويات السياسة الخارجية اليونانية” وذلك عند استقباله اناستاسيادس.
واناستاسيادس كان في العام 2004 احد السياسيين القلائل في قبرص الذين ايدوا بقوة خطة اعادة توحيد الجزيرة وواجه بسبب ذلك انتقادات شديدة حتى من داخل حزبه. ومنذ ذلك الحين خفف بعض الشيء من موقفه هذا واعاد طرح بعض جوانب الاتفاق، مثل احتمال تحديد عدد للمستوطنين الاتراك الذين سيتمكنون من البقاء في الجزيرة.

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق