سياسة لبنانيةلبنانيات

نشاط سياسي خارجي لتأمين انتخاب رئيس للجمهورية يقابله توسيع عدواني للحرب في الجنوب

يواصل العدو الاسرائيلي توسيع اعتداءاته على القرى الجنوبية فشن غارات جوية استهدفت بشكل خاص بلدة حولا، وترافق ذلك مع قصف بالمدفية الثقيلة والصواريخ، ولم يوفر المنازل التي تهدم بعضها بفعل هذه الاعتداءات. وبالطبع رد حزب الله مستهدفاً مراكز عسكرية وتجمعات للجنود الاسرائيليين. وقد دخلت حماس على الخط امس فقصفت الاراضي المحتلة بوابل من الصواريخ، رد عليها العدو بقصف مركز ادى الى مقتل احد عناصر حماس واصابة اخرين. هذه الاجواء العسكرية الشديدة الخطورة اصابت الوساطات الناشطة من كل حدب وصوب لانهاء القتال بالشلل، ودفعت وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن ومستشار الرئيس بايدن لشؤون الطاقة اموس هوكستين يجمدان اي تحرك، بانتظار ان تهدأ الاوضاع.
ففي الجنوب اللبناني وبالرغم من كل التصريحات التي توحي بامكانية تنفيذ القرار الدولي 1701، فان الاتصالات تؤكد وجود صعوبات امام هذا الحل، خصوصاً وان حزب الله يرفض البحث في اي اقتراح قبل توقف الحرب على غزة، كما انه يرفض البحث حالياً في السلاح. ورغم ذلك واصلت السفيرة الاميركية الجديدة ليزا جونسون جولتها على المسؤولين اللبنانيين، وكان لها لقاء امس مع قائد الجيش العماد جوف عون وتناول البحث ضرورة وقف القتال على الحدود الجنوبية اللبنانية، وتجنيب لبنان الانزلاق الى الحرب. كما ابدت اهتمامها بضرورة تنفيذ القرار 1701. كذلك كان سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري ناشطاً في هذا المجال، فاستقبل في مقر اقامته في اليرزة السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو. والتقى ايضاً عضو كتلة الجمهورية القوية النائب زياد الحواط، وجرى خلال اللقاء عرض لمجمل التطورات السياسية الراهنة على الساحتين اللبنانية والاقليمية، لا سيما ملف رئاسة الجمهورية، حيث جرى تشديد على ضرورة انتخاب رئيس في اسرع وقت ممكن، يكون قادراً على مواكبة المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان والمنطقة.
على الصعيد الرسمي واصل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اجتماعاته ولقاءاته الديبلوماسية العربية والدولية، خلال مشاركته في منتدى دافوس الاقتصادي. وقد شدد خلال هذه اللقاءات على اولوية العمل على وقف اطلاق النار في غزة، وادخال المساعدات الانسانية الى القطاع، تمهيداً للعودة الى البحث في حل سلمي، من خلال الاعتراف بالحق الفلسطيني بالعيش في وطن آمن. ودعا الدول الفاعلة الى الضغط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها على جنوب لبنان، وانتهاكاتها المستمرة للسيادة اللبنانية. وجدد تأكيد التزم لبنان بمندرجات القرار الدولي 1701 وسائر القرارات الدولية، منذ اتفاقية الهدنة 1949.
وكان ميقاتي قد اجتمع لهذه الغاية مع الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، ومع رئيس ارمينيا ومع رؤساء وزراء الاردن والعراق وتونس وباكستان وهولندا. كذلك التقى ميقاتي وزير خارجية الولايات المتحدة انتوني بلينكن، ووزير خارجية ايران حسين امير عبد اللهيان ووزراء اسبانيا والنمسا وغيرهما.
وزير الخارجية عبدالله بوحبيب التقى المنسق المقيم للامم المتحدة ومنسق الشؤون الانسانية في لبنان عمران ريزا، واكد خلال اللقاء انه رغم الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان والمنطقة، تبقى معالجة ازمة النزوح السوري من اولويات الحكومة. لذلك فهي تطلب من المجتمع الدولي تكثيف الجهود الدبلوماسية والسياسية، لضمان عودة آمنة وكريمة للنازحين السوريين الى سوريا. لن تنعم منطقة الشرق الاوسط بالامن والاستقرار الا بحل عادل للقضية الفلسطينية. فالسلام الحقيقي والمستدام يكمن في تحقيق السلام في المنطقة.
ان الاجواء كلها ملبدة ومع ذلك هناك نشاط وراء الكواليس يسعى الى تأمين الحد الادنى من الوفاق بين اللبنانيين ليتمكنوا من الاتفاق على شخص حيادي، وقادر في الوقت عينه، ويجمع اللبنانيين ويقود البلد نحو استعادة موقعه وتأمين الاستقرار، ليعود محط انظار الجميع كما كان على مر السنين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق