أبرز الأخبارالاقتصادمفكرة الأسبوع

ألمانيا: آلاف المزارعين يتظاهرون وسط برلين احتجاجاً على خفض الدعم الحكومي لقطاعهم

بأكثر من خمسة آلاف جرار زراعي أغلق آلاف المزارعين الغاضبين الشوارع هاتفين احتجاجاً على خطط إلغاء مزاياهم الضريبية وداعين إلى استقالة حكومة أولاف شولتز. وأثناء المظاهرة أمام بوابة براندنبورغ، دافع وزير المال الليبرالي كريستيان ليندن بشراسة عن خطط الحكومة، مشدداً على أنها خطط «تهدف إلى التوصل لكيفية خروجنا من وضع صعب معاً». وتأتي الحركة الاحتجاجية للمزارعين في وقت أصبحت نسب التأييد لحكومة أولاف شولتز عند أدنى مستوياتها.
احتجاحاً على خطط إلغاء مزاياهم الضريبية، أغلق آلاف المزارعين الألمان بجراراتهم وسط العاصمة الألمانية برلين الإثنين، داعين إلى استقالة حكومة المستشار أولاف شولتز.
وأفادت ناطقة باسم الشرطة أن أكثر من خمسة آلاف جرار زراعي أغلقت الشوارع وأطلقت أبواقها صباحاً.
وأثناء المظاهرة أمام بوابة براندنبورغ، دافع وزير المال الليبرالي كريستيان ليندن بشراسة عن خطط الحكومة، مشدداً على أنها خطط «تهدف إلى التوصل إلى كيفية خروجنا من وضع صعب معاً».
لكن فور اعتلائه المنصة، قوبل ليندن بصيحات استهجان واتهمه متظاهرون بأنه «كاذب» ودعوا إلى إسقاط الحكومة.
وأفاد بول برتسيتسينسكي (73 عاماً) الذي يعمل في إنتاج الألبان بجنوب شرق برلين «برأيي يجب أن تستقيل الحكومة. لم يعودوا قادرين على قيادتنا».
ويذكر أن المزارعين بدؤوا في الثامن من كانون الثاني (يناير) أسبوعاً من الاحتجاجات على خطط لإلغاء بعض أشكال الدعم لقطاع الزراعة، بعدما أجبر حكم قضائي الحكومة على اقتطاع بعض التكاليف في موازنة العام 2024.
ودفعت المظاهرات بالحكومة إلى التراجع جزئياً عن التخفيضات ووعدت بإعادة الخصم على ضريبة المركبات والإلغاء التدريجي لدعم الديزل على مدى سنوات عدة بدلاً من الإلغاء الفوري.

«المستقبل»

غير أن المزارعين المحتجين يرون أن هذه الخطوات غير كافية، داعين برلين إلى قلب الخطط رأساً على عقب.
ويقول المزارع هندريك بفيردمنجس (45 عاماً) المتحدر من مدينة هانوفر «لا يقتصر الأمر فقط على الخفض الذي أقروه مؤخراً وكان ذلك القشة التي قصمت ظهر البعير».
ويضيف «خسرنا الكثير من أشكال الدعم في السنوات الأخيرة، وهناك الكثير من القوانين والبيروقراطية لدرجة أننا سنصل إلى مرحلة لن نتمكن فيها من التأقلم».
من جانبها، تقول الفلاحة هنريكي بورستلينغ (26 عاماً) المتحدرة من ولاية ساكسونيا السفلى «إذا أردت اختصار سبب مجيئي إلى هنا بكلمة واحدة، ستكون هذه الكلمة: المستقبل».
وتضيف «أريد أن يتمكن أطفالي من أن يصبحوا مزارعين في يوم من الأيام. أريد أن أتمكن من تولي المزرعة بعد والدي. أريد أن أتمكن من إدارتها بشكل صحيح والاستمرار في عملي».
وتأتي الحركة الاحتجاجية للمزارعين في وقت أصبحت نسب التأييد لحكومة أولاف شولتز عند أدنى مستوياتها.
ووفق استطلاع نشرته مؤخراً صحيفة «بيلد ديلي» اليومية، يقول 64% من الألمان إنهم يرغبون في رؤية تغيير حكومي.
في الأسابيع الأخيرة، نظم عمال من مختلف القطاعات من التعدين والنقل إلى التعليم، مظاهرات على خلفية تعثر النمو الاقتصادي وارتفاع الأسعار.

أعمال شغب يمينية متطرفة

وتسببت إضرابات موظفي سكك الحديد الأسبوع الماضي في شلل في حركة النقل في ألمانيا، وذلك بعدما نظم عمال المعادن وموظفو القطاع العام إضرابات في كانون الأول (ديسمبر).
وأظهرت بيانات رسمية نُشرت الاثنين أن الاقتصاد الألماني انكمش بنسبة 0،3% في العام 2023 بسبب تأثير التكاليف الباهظة للطاقة وأسعار الفائدة المرتفعة وتباطؤ الطلب الأجنبي.
واجتذبت مسيرات المزارعين أيضاً متظاهرين من اليمين المتطرف ما أثار مخاوف من أن يسعى متطرفون إلى استغلال الحركة الاحتجاجية. وأفادت تقارير بأن يمينين متطرفين نفذوا أعمالاً مثيرة للجدل مثل نصب مشانق على جوانب طرق سريعة ومنع وزير الاقتصاد روبرت هابيك من النزول من عبارة.
ويلحظ حزب «البديل من أجل ألمانيا» زيادة في شعبيته وسجل ما بين 21 و23 بالمئة على المستوى الوطني من حيث نوايا التصويت وأكثر من 30% في بعض أنحاء ألمانيا الشرقية السابقة.
ويقول بفيردمنجس إن المتظاهرين اليمينيين المتطرفين يشكلون «عدداً صغيراً جداً» من المشاركين في احتجاجات المزارعين.
ويضيف «لسنا متطرفين يمينيين بأي شكل من الأشكال. إنه مجرد ترويج للخوف يمارسه السياسيون».
وأعلنت برلين عن خطط لخفض الدعم والإعفاءات الضريبية على مركبات الديزل والمركبات الزراعية بعدما أحدث حكم قضائي في تشرين الثاني (نوفمبر) فجوة بمليارات اليورو في ميزانية الحكومة، ما أجبر ائتلاف شولتس الحكومي على البحث عن سبل للادخار.

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق