سياسة لبنانيةلبنانيات

مجزرة الـ 500 قتيل في غزة تهز العالم والتوتر يتصاعد على الحدود الجنوبية اللبنانية

المجزرة التي ارتكبها العدو الاسرائيلي الغاصب ضد سكان غزة المدنيين وذهب ضحيتها اكثر من 500 قتيل طغت على كل ما عداها من الاحداث. هذه الجريمة الوحشية اللاانسانية لقيت استنكار العالم كله. ولكن ما الفائدة وهل يعوض هذا الاستنكار عن التأييد الاعمى لمجازر اسرائيل الذي لولاه لما تجرأت على ارتكاب جرائمها التي توصف بحرب ابادة وجريمة حرب. وهل يسارع مجلس الامن الذي تتنازعه الخلافات والمصالح الخاصة، فيتخذ قراراً حاسماً بردع العدو عن ارتكاباته المجرمة؟ هذا وقد الغى الرئيس الاميركي زيارته الى عمان والغى القمة الرباعية التي كانت مقررة بين الملك عبدالله والرؤساء السيسي وعباس وبايدن.
بالنسبة الى الحدود الجنوبية اللبنانية فهناك سباق بين الاتصالات المكثفة والنصائح التي تشدد على تحييد لبنان عن هذه الحرب المدمرة، وتوتير لا يعرف متى ينزلق الى المعركة، وهو عاجز عن تحمل تداعيات اي اشتباك ولو صغير. فهل تسود لغة العقل؟ لقد شهدت الحدود الجنوبية يوم امس توتراً شديداً جرى خلاله قصف متبادل عنيف بين المقاومة الاسلامية والجيش الاسرائيلي، سقط بنتيجته خمسة عناصر من حزب الله واصيب عدد من المنازل بالقنابل التي انهارت على القرى والبلدات الحدودية بغزارة والحقت بها اضراراً جسيمة. وامتد القصف على طول الخط الازرق. فصباح امس استهدفت المقاومة آلية للجيش الاسرائيلي في موقع المطلة، وحققت فيه اصابات مباشرة. ورداً على القصف المعادي الواسع استهدفت المقاومة دبابة اسرائيلية في ثكنة راميم واوقعت فيها اصابات مباشرة. كما استهدفت بالاسلحة المباشرة مواقع زرعيت، الصدح، جل الدير المالكية وبركة ريشا. كذلك اصابت نقطة عسكرية لجنود الاحتلال في قاعدة راميا ومجموعة جنود اسرائيليين في موقع بياض بليدا واوقعت في صفوف العدو عدداً من الاصابات المؤكدة بين قتيل وجريح. وقد استمر التوتر والمواجهات طوال النهار وحتى ساعات الليل. استخدم فيها العدو مئات القذائف الفوسفورية المحرمة دولياً واشعل حرائق في القرى الحدودية التي استهدفها، واصاب المنازل.
سياسياً ترأس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اجتماعاً لهيئة ادارة الكوارث، وجدد القول انه يواصل اتصالاته الخارجية والداخلية بهدف العمل على ابعاد لبنان قدر المستطاع عن تداعيات الحرب الدائرة في غزة، بالتوازي مع تكثيف الاجتماعات الحكومية لاتخاذ خطوات وقائية لمواجهة اي طارىء قد يحصل. وقال انه اراد من خلال اجتماع هيئة ادارة الكوارث ليس اثارة الرعب بين الناس، بل اتخاذ كل ما هو مطلوب من تدابير واجراءات، من باب الحيطة. واضاف ان موجة الاتصالات الخارجية والداخلية التي اجراها اظهرت حرصاً على لبنان والاستقرار فيه، وابعاده قدر المستطاع عن النيران المشتعلة من حوله، وانه يواصل اتصالاته لاعادة الاستقرار الى الجنوب. هذا وسيعقد مجلس الوزراء جلسة يوم الخميس المقبل.
بدوره وزير الخارجية عبدالله بوحبيب استقبل 26 سفيراً وسفراء الدول المشاركة في اليونيفيل، وكان له لقاء مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الذي افتتح مبنى في وسط بيروت، تبرعت بلاده لترميمه بعد انفجار المرفأ، وتم اتخاذه مقراً لوزارة الخارجية. وعقد الوزيران اللبناني والتركي اجتماعاً موسعاً، تلاه مؤتمر صحافي مشترك. قال بوحبيب نحن لسنا دعاة حرب، بل نرغب في الحفاظ على الهدوء والاستقرار، وذلك عبر وقف الاستفزازات والاعتداءات الاسرائيلية المتزايدة على الحدود، ووضع حد لاستمرار التصعيد في غزة، وذلك عبر فك الحصار وايصال فوري للمساعدات والغذاء والماء والدواء والكهرباء الى غزة.
اما الوزير التركي فقال تناولت مع الوزير بوحبيب العلاقات الثنائية والتطورات الاقليمية، خصوصاً الازمة الاخيرة في غزة ومنع توسعها وانتشارها في المنطقة، وتستمر اتصالاتنا لمنع تمدد الحرب الى الدول الاخرى، لا سيما لبنان، ونحن ندعمه ونرفض زعزعة استقرار هذا البلد، ونركز على ايجاد الحلول، لان هذه الحرب قد تؤدي الى حرب كبيرة جداً ومدمرة. وجاء الوقت ليقوم المجتمع الدولي بخطوة نحو اقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس.
المجلس النيابي الذي لم تهزه الاحداث الخطيرة الجارية في غزة وعلى الحدود الجنوبية، ولم يتحرك لانتخاب رئيس للجمهورية، فقد عمد الى انتخاب هيئة مكتبه ولجانه. بالنسبة الى هيئة المجلس فاز بالتزكية امينا السر النائبان آلان عون وهادي ابو الحسن. كذلك فاز المفوضون الثلاثة بالتزكية وهم ميشال موسى، عبد الكريم كباره واغوب بقرادونيان. وخلال الجلسة اقترح النائب مارك ضو، وايده سامي الجميل وندبم الجميل، اتخاد توصية عن المجلس بخصوص ما يجري في الجنوب، ولكن الرئيس بري رفض، وقال ان الجلسة مخصصة لانتخاب اللجان. فانسحب بعض نواب المعارضة من الجلسة. اما اللجان فقد بقي القديم على قدمه مع بعض التعديلات الطفيفة. والسؤال ماذا يؤثر هذا الانتخاب في نشاط المجلس، طالما انه عاطل عن القيام بواجباته وقد مضى على انتخابه اكثر من سنة ونصف السنة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق