أبرز الأخباردوليات

دعوات دولية إلى حل سلمي في النيجر قبل اجتماع عسكري لدول غرب إفريقيا

دعت دول عدة الثلاثاء إلى حل سلمي للأزمة في النيجر، قبل يومين من عقد دول غرب إفريقيا اجتماعاً عسكرياً لبحث تدخل محتمل في النيجر لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى منصبه بعدما أطاحه انقلاب منذ نحو ثلاثة أسابيع.
وقال وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن لصحافيين «لا نزال نركز بشدة على الدبلوماسية لتحقيق النتائج التي نريد، اي عودة الانتظام الدستوري. واعتقد أنه لا يزال هناك مساحة للدبلوماسية لتحقيق هذه النتيجة».
وفي وقت سابق الثلاثاء شدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس المجلس العسكري في مالي الجنرال أسيمي غويتا خلال اتصال هاتفي «على أهمية حلّ الوضع المتعلق بجمهورية النيجر بالوسائل السلمية والسياسية حصراً».
وكانت مالي الدولة المجاورة للنيجر أعربت عن تضامنها مع العسكريين الذين استولوا على السلطة في نيامي، فور تنفيذهم الانقلاب.
إلى ذلك توجه رئيس الوزراء النيجري الجديد المعيّن من الجيش علي محمد الأمين زين الثلاثاء إلى نجامينا حيث استقبله الرئيس الانتقالي لتشاد محمد إدريس ديبي إتنو في «زيارة عمل»، بحسب ما أعلنت السلطات في تشاد الدولة المجاورة للنيجر.
وحمل زين الذي رافقه مسؤولان في النظام العسكري «رسالة» من رجل نيامي الجديد القوي الجنرال عبد الرحمن تياني تعبّر عن «الأخوة» و«تجديد الشعور بحسن الجوار» بين البلدين، مشدّدةً على «استقلال» النيجر.
وكانت تشاد القوة العسكرية الإفريقية المهمة أشارت الأسبوع الماضي إلى أنها لن تشارك في أي تدخل عسكري إلى جانب الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) التي لا تنتمي إليها.
لكن الضغط على العسكريين الذين استولوا على السلطة في نيامي ما زال قوياً.
وكان مقرراً أن يعقد رؤساء أركان جيوش دول «إكواس» اجتماعهم في أكرا في 12 آب (أغسطس)، لكنه أرجئ «لأسباب فنية»، وستستضيفه العاصمة الغانية الخميس والجمعة 17 و18 منه، وفق ما أفاد مصدر عسكري إقليمي ومصدر في «إكواس».
ويعقد الاجتماع بعد أسبوع من قرار التكتل الافريقي نشر «قوة احتياط» لإعادة بازوم إلى منصبه.
وبينما أبدت دول من الجماعة استعدادها لإرسال قوات، أكدت «إكواس» رغبتها في استنفاد المسار «الدبلوماسي» قبل أي إجراء.

استدعاء سفير

وواصل العسكريون الانقلابيون في النيجر من جهتهم التصعيد، وأعلنوا الإثنين استدعاء سفير نيامي في أبيدجان احتجاجاً على تصريحات لرئيس ساحل العاج الحسن وتارا.
وندد العسكريون بـ«حماسة» وتارا «لرؤية هذا العدوان غير القانوني والعبثي ضدّ النيجر يتحقّق»، في إشارة الى الضوء الأخضر الذي أعطاه قادة «إكواس» الخميس الماضي لتدخل محتمل.
ولدى عودته من قمة الجماعة، قال وتارا إنّ رؤساء الدول اتّفقوا على أنّ عمليّة عسكريّة يجب أن «تبدأ في أقرب وقت» لإعادة بازوم إلى منصبه.
وأعلن وتارا أن ساحل العاج ستوفر «كتيبة» تضمّ بين 850 و1100 عنصر للمشاركة في أي عملية.
وأضاف «يمكن للانقلابيين أن يقرروا المغادرة صباح الغد، ولن يكون هناك تدخل عسكري، كل شيء يعتمد عليهم».
واعتبر «المجلس الوطني لحماية الوطن» الذي تولّى السلطة في نيامي أنّ هذا «التسرّع (…) يشهد على التلاعب الذي دبّرته بعض القوى الخارجيّة»، مؤكداً رفضه «التام» لما أدلى به وتارا.
والثلاثاء، أفاد عدد من شهود العيان عن وضع حاوية في عرض الطريق الرابط بين بنين والنيجر في مالانفيل، وهو المعبر البري الوحيد بين البلدين.
وأفادت المصادر أن الحاوية التي تحول بالكامل دون عبور الطريق، وضعها الطرف النيجري للحؤول دون استخدام هذا الممر في أي تدخل عسكري محتمل.
وتتزايد الأصوات المنادية بتجنّب التدخل العسكري من أطراف سياسية ودينية والمجتمع المدني، خشية تعميق الأزمات في منطقة الساحل الإفريقي التي تشهد نشاطاً للجماعات الجهادية.

«استفزاز جديد»

وبعد رفضه وساطات عدة، وافق المجلس العسكري في النيجر على استقبال وفد من رجال الدين المسلمين النيجيريين السبت. وأعلن الوفد بعد لقائه مسؤولين في نيامي، أن النظام العسكري أكد له استعداده لحلّ الأزمة دبلوماسياً.
وفي مقابل مساعي التهدئة، أثار المجلس العسكري استياء إكواس والولايات المتحدة وأطراف خارجية عدة، بعد إعلان عزمه محاكمة بازوم المحتجز منذ الانقلاب، بتهمة «الخيانة العظمى».
واعتبرت إكواس أن هذا التهديد «شكل جديد من الاستفزاز، ويتنافى مع إرادة السلطات العسكرية في جمهورية النيجر إعادة الانتظام الدستوري بسبل سلمية».
وأبدت وزارة الخارجية الأميركية استياءها «بشدة» من هذا الاجراء المحتمل، معتبرة أن «هذه الخطوة لا داعي لها وغير مبرّرة بالكامل، ولن تساهم صراحة في حلّ سلمي لهذه الأزمة».
من جهته، انتقد حزب بازوم (حزب الديموقراطية والاشتراكية في النيجر) «الضخ الإعلامي»، معتبراً في بيان الثلاثاء أن الاتهامات بحقه «هي محض اختراع كاذب… للحؤول دون عودة الحياة الدستورية الى طبيعتها».
في ظل ذلك، تتزايد المخاوف من تأثير الأزمة على سكان النيجر التي تعدّ من أفقر دول العالم على رغم تمتّعها بموارد طبيعية أبرزها اليورانيوم.
ودعا «تحالف الساحل» الذي يقوم بتنسيق المساعدات الدولية لهذه المنطقة الإفريقية، الثلاثاء الى عودة الانتظام الدستوري للنيجر.
ودان «بأشد العبارات» الانقلاب واحتجاز بازوم، وفق بيان لوزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه التي تقود التحالف المُنشأ عام 2017 بمبادرة من برلين وباريس والاتحاد الأوروبي.
واعتبرت شولتسه التي تجول في غرب إفريقيا ان الانقلاب «يعمّق التحديات المعقدة للتنمية في دول الساحل»، مبدية قلق التحالف من تبعاته على «السكان الأكثر ضعفاً والمعلومات المتعلقة بالقيود المتزايدة على حقوق الانسان والمواطن».
وأكدت أهمية «ضمان استمرار المساعدة الانسانية بدون عوائق»، علماً بأن غالبية دول التحالف علّقت مساعداتها للنيجر بعد الانقلاب العسكري.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق