سياسة لبنانيةلبنانيات

الامن المتفلت من عين الحلوة الى عين ابل فالكحالة يحتم الاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية

الامن المضطرب يضع البلاد في وضع خطير جداً، اذ بدأت تلوح من خلاله بوادر فتنة، يعمل الجيش والحكماء على وأدها. بدأ التوتر في مخيم عين الحلوة وترك تداعيات اساءت الى الوضع اللبناني وخصوصاً السياحي، فاقدمت الدول الخليجية وبعض الدول الاوروبية على تحذير رعاياها ونصحتهم بمغادرة لبنان. وما كاد الوضع في المخيم يهدأ ولو انه هدوء هش، اذ ان الحواجز لا تزال قائمة في المخيم، حتى وقعت جريمة عين ابل باغتيال المسؤول السابق في حزب القوات اللبنانية. الياس الحصروني. لقد بدا الحادث وكأنه وفاة ناجمة عن حادث سير، اذ ان القتلة اتقنوا التخطيط للجريمة. وسرعان ما بدأت الشكوك تساور اهل الضحية، وبنتيجة التحقيق ظهرت افلام فيديو اكدت ان المغدور الياس حصروني، تعرض لكمين، خطف على اثره واقتيد بسيارته الى منطقة نائية وهناك تم قتله. وافاد الطبيب الشرعي بانه قتل خنقاً وبضربة على الرأس بمسدس وبتكسير بعض اضلاعه التي اخترقت الرئة. والتحقيقات تتولاها شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي لكشف معالم الجريمة والمجرمين.
وليل امس انقلبت شاحنة لحزب الله كانت محملة بالاسلحة والذخائر على كوع الكحالة وعلى الفور نزل من سيارات رباعية الدفع، كانت ترافق الشاحنة، وتؤمن لها الحماية، عناصر بلباس مدني، واطلقوا النار لمنع الاقتراب من الشاحنة، فسقط احد ابناء الكحالة واصيب اخرون كما تردد، بعد ذلك جرى تبادل لاطلاق النار، وتجمهر اهالي الكحالة في مكان الحادث وحضر الى المكان بعض النواب والسياسيين. وساد غضب شديد وتوتر الى ان وصل الجيش فضرب طوقاً حول المكان، ثم اقدم على نقل صناديق كانت داخل الشاحنة المنقلبة الى شاحنة عسكرية تابعة له، وما لبث المسلحون الذين كانوا يرافقون الشاحنة ان انسحبوا وعمل الجيش على تهدئة الوضع ومنع الفتنة. وحصل تدافع بينه وبين الاهالي ولكن الجيش استطاع ان يهدىء الوضع الذي استمر ساخناً حتى فجر اليوم. وعلى الفور بدأت التحقيقات التي تقوم بها مخابرات الجيش وشعبة المعلومات. كل هذه الاحداث المتنقلة اليست كافية لتدفع المجلس النيابي الى الاجتماع فوراً وانتخاب رئيس للجمهورية يكون منطلقاً للحلول لهذه الازمات المتراكمة؟ وهل يجوز ان من انتخبهم الشعب ليمثلوه ويدافعوا عن قضاياه، ان يتنكروا له ويزيدوا من عذابه والامه؟
على الصعيد السياسي ذكرت معلومات صحافية هذا الصباح ان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، غادر بيروت بعد ظهر امس الى وجهة لم يعلن عنها، ولكن تردد انها قد تكون لندن. الا انه بقي على اتصال مع قائد الجيش العماد جوزف عون فور تبلغه بحادثة الكحالة وقبل ان يغادر انشغل طوال فترة قبل الظهر بتأمين رواتب موظفي القطاع العام. ولهذه الغاية عقد اجتماعاً في السرايا حضره وزير المال يوسف خليل والقائم باعمال حاكم مصرف لبنان وسيم منصوري ادلى في نهايته خليل بتصريح قال فيه ان الرواتب مؤمنة دون اي تغيير. وعلم انه جرى البحث في تفعيل الجباية وتأمين المال لتغطية نفقات الدولة دون المس بالاحتياطي الالزامي في مصرف لبنان. ووصف الاجتماع بانه كان ايجابياً. الا ان كل ذلك يبقى حلولاً ترقيعية ومؤقتة، ويبقي الازمة قائمة ولا حل لها الا باعادة تفعيل كل مؤسسات الدولة من رئاسة الجمهورية الى حكومة كاملة الاوصاف، قادرة على اتخاذ القرارات التي قد تكون موجعة لاصلاح الوضع، الى تحريك المجلس النيابي الذي مضى على انتخابه حوالي السنة والنصف ولم يحقق انجازاً واحداً. وهذا كله لا يمكن ان يتحقق الا اذا توفرت له النوايا الصادقة، وتغليب المصلحة اللبنانية على كل ما عداها، والا فان لبنان الى تفكك وانحلال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق