سينما

Kick-Ass2… مرح كثير وعنف أكثر

سلسلة القصص المصورة Kick Ass التي ابتكرها كل من مارك ميلار وجون روميتا جونيور، والتي تولى بطولتها «بطل خارق» في ركل المؤخرات، تحولت عام 2010 فيلماً طريفاً جداً من اخراج ماثيو فون زوج عارضة الازياء العالمية كلوديا شيفر. نجاح الفيلم المتواضع الميزانية (30 مليون دولار) في «البوكس اوفيس» وتحقيقه ارادات عالية وصلت الى 100 مليون دولار، كانا الحافز الأساسي وراء انتاج جزء ثان بعنوان Kick-Ass2.

 

الفيلم الاول عرّفنا الى المراهق دايف ليزويسكي (ارون بيري جونسون) الضعيف الشخصية والفاشل جداً مع الفتيات والمبهور بأبطال القصص المصوّرة وعالمهم المليء بالمغامرات الخارقة. وهذا ما سيدفعه لتحقيق حلمه بأن يتحوّل بطلاً خارقاً بدوره، رغم أنه لا يملك المؤهلات المطلوبة. وهكذا سيطلق على نفسه اسم «كيك- آس» ويصنع بنفسه لباسه وينطلق لمحاربة الجريمة. «كيك- آس» ليس وحده من يحلم بمحاربة الجريمة، فالراغبون في عيش قدر الأبطال الخارقين كثر ومنهم ابنة الحادية عشرة ماندي (كلويه مورتيز) التي تطلق على نفسها اسم «هيت- غيرل»، ووالدها دايمون (نيكولاس كايج) أو البطل «بيغ دادي»، اضافةً الى «رد ميست» (كريستوفر مينتز- بلايس) ابن زعيم المافيا الشرير فرانك اميكو (مارك سترونغ) الذي يطارد كيك – آس لإعتقاده انه هو من يسرقه ويقتل رجاله.

طرافة وآكشن
الفيلم الأول كان مفاجأة حقيقية، فهو امتلأ بأجواء أكشن عنيف أحياناً ولكنه ممتع ومقدم بطريقة غير مجانية وبكثير من الادرينالين والتشويق اللذين ينافسان اهم أفلام هذه النوعية، اضافةً الى إحتوائه جزءاً شبيهاً بأفلام المراهقين ومشكلاتهم المعتادة في المدرسة وفي الحب. صحيح أنه لم يركز كثيراً على النواحي الدرامية والنفسية ولكنه مزج الطرافة والحركة والمشاهد الدينامية والإيقاعية والمقالب الطريفة والمواقف الغريبة، مع بعض التلميحات لأفلام عديدة مثل  The Matrix وKill.

مغامرة كوميدية ثانية
مخرج الجزء الأول ماثيو فون يعود منتجاً للجزء الثاني الذي قام بإخراجه وكتابة السيناريو له جف وادلو ومن أفلامه Cry Wolf عام 2005 وNever Back Down عام 2008. في الشريط الثاني سنتعرف على مجموعة جديدة من الأبطال الخارقين والمقنعين الذين يرغبون بتحقيق العدالة ومحاربة الجريمة في المدينة. طبعاً بطلنا «كيك-آس» (ارون بيري جونسون) ينتمي الى مجموعة «العدالة الى الأبد» التي يرأسها الكولونيل «ستار اند ستريبز» (جيم كاري) المتديّن. ولكن  الشرير كريس اميكو (كريستوفر مينتز-بلايس) مصمم على قتل عدوّه اللدود «كيك-آس» وعلى تدمير منظمة «العدالة الى الأبد». اميكو سيغيّر اسمه من «ريد ميست» الى «ماذر فاكر» وسيجمع حوله عصابة من الشريرين لتدمير المدينة والأبطال الخارقين. وحدها «هيت – غيرل» (كلويه مورتيز) بإمكانها إحلال العدالة ومقاتلة الشريرين، ولكنها وعدت بأن تظل بعيدة عنهم وأن تعيش حياة طبيعية رغم ما ستواجهه من ازمات سن المراهقة في مدرستها ومع زميلاتها. ومما لا شك فيه أن الجزء الثاني حافظ على أجواء الفيلم الأول القائمة على الكثير من الطرافة العبثية من دون أي ذرة جدّية. قلة الجدّية هذه هي سر سحر السلسلة، خصوصاً مع سلسلة جديدة من الإسكتشات المضحكة والقوية لأنها غير منطقية.

ضحك وعنف
الضحك والترفيه والتسلية هي عنوان هذه المغامرة من دون أدنى شك، ولكن الضحك الكثير يقابله عنف كثير، مما جعل الفيلم ممنوعاً لمن هم دون سن الـ 12عاماً في اميركا والـ 18 في لبنان، خصوصاً أنه يحتوي على مشاهد عنف مجانية واطلاق نار واموات ودماء واطراف تقطع، وهي بطبيعة الحال غير مناسية للأولاد. هذه المبالغة في العنف دفعت بطل  Dumb & Dumber وThe Mask وBatman Forever جيم كاري للإمتناع عن المشاركة في حملات الترويج للفيلم. حتى انه صرّح قائلاً: « لقد صورنا الفيلم قبل شهر من مجزرة مدرسة بلدة ساندي هوك التي جرت في 14 كانون الأول (ديسمبر) 2012 والتي اقدم فيها ادام لانزا على قتل والدته والانتحار بعدما كان قد اطلق النار على 26 شخصاً فقتلهم ومن ضمنهم 20 ولداً». وتابع قائلاً: «لقد شعرت بعد المجزرة بالندم على تصوير الفيلم لأنني لم أعد احتمل هذا المستوى العالي من العنف. انا اقدم اعتذاري لأسرة الفيلم، ولكن الأحداث التي جرت سببت تغييراً كبيراً في قلبي». بدوره مارك ميلار مبتكر القصص المصورة التي منها اقتبست سلسلة افلام Kick Ass والمشارك في انتاج الشريط أعلن قائلاً: «تماماً مثل جيم كاري، انا ايضاً شعرت بالفزع من جراء العنف في الحياة الحقيقية، ولكن فيلم Kick-Ass ليس شريطاً وثائقياً ينقل الواقع. في أية حال جيم كاري يؤدي في الفيلم دور كولونيل متديّن ويرفض استعمال السلاح، وهذا بحدّ ذاته ما جذبه في الأصل وجعله يوافق على المشاركة في الفيلم».

«هيت – غيرل» أميركية – روسية
ايضاً يتميّز الشريط الثاني بعدد كبير وإضافي من الأبطال الخارقين، مما يؤدي حتماً الى عدد كبير من مشاهد الحركة التي تضخ مقداراً كبيراً من الحماسة والطاقة لدى المشاهدين الذين سيلهثون وراء كل تلك الشخصيات التي تتقاتل من خلال معارك تلفت فيها كوريغرافيا الحركات المتنوعة. ابرز هذه الشخصيات هي من دون ادنى شك «هيت – غيرل» التي ظهرت البطلة الفعلية والأكثر أهمية في الشريط. انها ماندي التي ستفجّر الصراع النفسي والجسدي بين طالبة المدرسة المراهقة وبطلة الأكشن «هيت – غيرل». وتؤدي دورها الممثلة الأميركية المليئة بالكاريزما والجاذبية كلويه مورتيز التي سبق لها ان شاركت في افلام مثل Big Momma’s House 2 وDark Shadows وThe Eye.
ايضاً من نجوم الفيلم الممثل البريطاني ارون بيري جونسون بشخصية «كيك – آس» وهو سبق ان شارك في أفلام مثل The Illusionist وShanghai Knights وNowhere Boy الذي ادّى من خلاله دور جون لينون وأحب مخرجته سام تايلور- وود وتزوجها وانجب منها ابنتين، والغريب انه قرر ان يحمل اسمها فأصبح يعرّف عن نفسه بإسم ارون تايلور جونسون. اما بطل الفيلم الثالث فهو كريستوفر مينتز- بلايس الذي عرفناه في الجزء الأول باسم «ريد ميست» والذي تحوّل «ماذر فاكر» في الفيلم الثاني. كريستوفر مينتز- بلايس يتألق بجنونه وغرابة اطواره المحببة رغم انه شرير، ومن اشهر افلامه Pitch Perfect وSuperbad. ايضاً تشارك الممثلة الروسية اولغا كوركولينا في الشريط وتؤدي دور «ماذر راشا» البطلة الخارقة الشريرة المتحالفة مع «ماذر فاكر». وقد تألقت اولغا بلياقتها البدنية وبنيتها الصلبة الشبيهة بالرجال، وقدمت عدداً من مشاهد الأكشن والمعارك القتالية، ابرزها مع «هيت – غيرل» أي ابنة الخامسة عشرة التي اضطرت لمواجهة امرأة روسية طويلة وضخمة وبارزة العضلات مثلها. ولكن كلويه مورتيز أكدت انها لم تخف منها، وتابعت ضاحكة: «اولغا لا تعرف حتى كيف تلكم احداً. صحيح انها عملاقة روسية ولكن قلبها طيب ومن ذهب. كنا نقضي وقتنا بالضحك اثناء الاستراحات قبل ان نعود للتقاتل ما إن يبدأ التصوير».

مايا مخايل

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق