دولياتعالم

30 طائرة حربية تركية تقصف مواقع حزب العمال الكردي

كثفت السلطات التركية الخميس هجومها على الاكراد عبر فتح تحقيق قضائي بحق زعيمهم السياسي، وذلك بعد هجمات دامية جديدة لحزب العمال الكردستاني تم الرد عليها سريعا بغارات.

وفي وقت تغرق البلاد منذ اكثر من اسبوع في حرب مفتوحة مع المتمردين الاكراد، فتحت السلطات القضائية التركية الخميس تحقيقاً ضد صلاح الدين دمرتاش زعيم حزب الشعوب الديموقراطي، اكبر حزب مؤيد للاكراد بتهمة التسبب «باضطرابات في النظام العام» و«التحريض على العنف».
وتعود وقائع التهمة الموجهة الى دمرتاش الى تشرين الاول (اكتوبر) 2014، لكن فتح التحقيق يأتي في اوج حملة تشنها السلطات الاسلامية المحافظة على المتمردين الاكراد. وقالت وكالة انباء الاناضول انه قد يحكم على دمرتاش بالسجن حتى 24 عاماً اذا تمت ادانته.
ويعد حزب دمرتاش احد اكبر الفائزين في الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من ايار (مايو) وحصل فيها على 13 بالمئة من الاصوات ليشغل ثمانين مقعدا.
وقتل ثلاثة جنود اتراك صباح الخميس في كمين نسبه الجيش لحزب العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد ذات الغالبية الكردية. ويعتبر هذا الهجوم الاكثر دموية منذ اندلاع موجة جديدة من العنف بين الطرفين في 20 تموز (يوليو).
واوضح الجيش ان القافلة العسكرية وقعت في كمين اثناء قيامها «بعملية امنية» في محافظة شرناق، التي تحد سوريا والعراق.
وصباح الخميس ايضاً، توفي شرطي ومدني متاثرين باصاباتهما اثر تعرضهما لاطلاق نار.
ولم يتاخر رد الجيش التركي. فبعد الظهر، شنت نحو ثلاثين مقاتلة من طراز اف-16 سلسلة غارات كثيفة على مواقع للمتمردين في شمال العراق.
وتتواصل دورة العنف هذه منذ التفجير الانتحاري في 20 تموز (يوليو) في مدينة سوروتش (جنوب) والذي اسفر عن مقتل 32 شخصاً من الموالين للقضية الكردية، ما اثار غضب حزب العمال الكردستاني الذي اتهم السلطة المركزية بعدم حماية الشعب.
ومنذ ذلك الحين، قتل 11 عنصراً من القوات الامنية على الاقل، وينقل التلفزيون الحكومي يومياً جنازات رسمية لـ «الشهداء» ضحايا هجمات حزب العمال الكردستاني.
كذلك سجلت حوادث اختطاف لشرطيين، احياناً مع عائلاتهم، يضاف اليها الهجمات المتكررة على مراكز الشرطة.
وكتبت صحيفة حرييت في افتتاحيتها يوم الخميس ان تركيا تجد نفسها غارقة «في كابوسها المتكرر المتمثل بالقضية الكردية».
واعتبر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان انه من «المستحيل» مواصلة عملية السلام مع المتمردين الاكراد او «التراجع في الحرب ضد الارهاب»، واضعاً حزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة الاسلامية في الخانة ذاتها.
واجبر هجوم سوروتش انقرة على تبديل موقفها والانضمام للحملة ضد الجهاديين بعدما اتهمت لوقت طويل بالتغاضي عنهم. وفي هذا السياق، تجاوبت تركيا الاربعاء مع طلب ملح لواشنطن وسمحت لها باستخدام قاعدة انجرليك الجوية في جنوب البلاد في اطار عمليات التحالف الدولي ضد «الدولة الاسلامية». كما بدأت انقرة بشن غارات ضد مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.
ولكن من الجهة التركية، تبدو الاولوية للحرب ضد حزب العمال الكردستاني. وخلال اسبوع، شن الجيش التركي عشرات الغارات الجوية ضد مواقع لحزب العمال الكردستاني، ولم يعلن سوى عن ثلاث غارات ضد تنظيم الدولة الاسلامية في 25 تموز (يوليو).
الى ذلك فان من بين 1300 شخص اعلنت السلطات الاربعاء عن توقيفهم منذ 20 تموز (يوليو) 847 شخصاً اوقفوا للاشتباه بعلاقتهم بالمتمردين الاكراد و137 آخرين للاشتباه بارتباطهم بـ «الدولة الاسلامية».
واكد دمرتاش الخميس لوكالة فرانس برس ان الغارات الجوية التركية ضد تنظيم الدولة الاسلامية ليست سوى «خدعة» لخدمة الطموحات الشخصية للرئيس رجب طيب اردوغان.
وقال دمرتاش في مقر حزبه حزب الشعوب الديموقراطي في انقرة «شنت تركيا غارات محدودة على اهداف لتنظيم الدولة الاسلامية لذر الرماد في العيون والان انتهى الامر».
واضاف «تم اعتقال مشتبه بهم من تنظيم الدولة الاسلامية للاستعراض وافرج عن معظمهم».

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق