سياسة لبنانية

بيروت اليوم: مواجهات بين قوى الامن ومتظاهرين تزامناً مع جلسة حوار سياسي

دارت مواجهات صباح الاربعاء بين القوى الامنية اللبنانية وعشرات المتظاهرين الذين تجمعوا في وسط بيروت احتجاجا على فساد الطبقة السياسية في حين عقد اقطابها جلسة حوار ثانية في البرلمان للبحث في شلل مؤسسات الدولة.

ودعت مجموعة «طلعت ريحتكم»، الابرز في الحراك المدني، الى التجمع صباح الاربعاء في وسط بيروت «لغلق كل المداخل المؤدية إلى طاولة الحوار غير الشرعي واللادستوري لمنع المتحاورين من الوصول» الى البرلمان.
وتخلل التجمع تدافع بين القوى الامنية والمتظاهرين الذين حاولوا رفع عوائق حديدية اغلقت الطريق المؤدي الى مقر البرلمان. وردت القوى الامنية بعنف واعتقلت في البداية مجموعة من الشبان اصيب احدهم في رأسه، وفق مراسلة لوكالة فرانس برس.
وافادت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ان عناصرها المتواجدة في وسط بيروت تعمل على توقيف الأشخاص الذين يعتدون عليها بالضرب ويقومون على حض المتظاهرين على عدم استعمال العنف وخرق الحواجز الأمنية.
وبحسب حملة «طلعت ريحتكم»، اعتقلت القوى الامنية 25 متظاهراً في المواجهات التي استمرت حوالي ثلاث ساعات.
وقال وديع الاسمر من المجموعة لفرانس برس ان «الحوار الذي يعقد اليوم هو حوار ضد الشعب وليس معه، ليس الا لتمرير صفقاتهم (السياسيين)». واكد ان الطبقة السياسية تحاول «استغباء الشعب (…) والثقة معدومة فيها».
وهتف المتظاهرون «يسقط يسقط حكم الازعر» و«حكومة حراميي»، ورفع احدهم لافتة كتب عليها «حوار النفايات السياسية».

وبدأت الحركة الاحتجاجية في لبنان قبل اسابيع على خلفية ازمة نفايات تكدست في الشوارع ولم تتمكن الحكومة بعد شهرين من حلها.
وطالب الاسمر بايجاد «حل مستدام لازمة النفايات لا يتضمن اقامة مطامر»، منتقداً الخطة التي اقرتها الحكومة وتعتمد في مرحلتها الانتقالية على المطامر بشكل اساسي.
 
جلسة الحوار الثانية
والتأمت الاربعاء طاولة الحوار الثانية، التي دعا اليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وضمت ابرز القادة السياسيين في البلاد.
واستهلت الجلسة بكلمة لرئيس مجلس النواب نبيه بري أكد فيها «أهمية الحوار الوطني خصوصاً في هذه الظروف الصعبة التي يشهدها لبنان»، وقال: «لا سبيل للخلاص الا بالحوار».
وكان بري أول الواصلين من القيادات السياسية الى المجلس، ثم وزير المال علي حسن خليل، رئيس الكتلة القومية الاجتماعية النائب اسعد حردان يرافقه  الوزير السابق علي قانصو، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد ومعه النائب علي فياض. ولاحقاً وصل النائب سليمان فرنجية، النائب وليد جنبلاط يرافقه النائب غازي العريضي، والنائب هاغوب بقرادونيان ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري. ومن ثم الرئيس نجيب ميقاتي يرافقه النائب احمد كرامي. كذلك، وصل الرئيس تمام سلام والنائب طلال ارسلان، الوزير ارتور نظاريان، النائب سامي الجميل، النائب ميشال المر، الوزير بطرس حرب.
كما وصل الرئيس فؤاد السنيورة الذي رد على سؤال حول امكانية ان تكون جلسة اليوم الاخيرة قائلاً: «لاعطاء كل الفرص لطاولة الحوار للنجاح قبل نعيها».
وغاب عن الجلسة رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ليمثله وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والنائب ابراهيم كنعان.
وغادر النائب جنبلاط طاولة الحوار لسبب شخصي دون ان يوضح ما هو واكد لدى خروجه ان «النقاش مستمر والاجواء ممتازة الا انني مضطر للمغادرة لاسباب شخصية».
وكانت الجلسة الاولى عقدت في التاسع من ايلول (سبتمبر)، وتزامنت ايضاً مع تظاهرات احتجاجية. وبحث المجتمعون خلالها في انتخاب رئيس للجمهورية، المنصب الشاغر منذ سنة واربعة اشهر، من دون التوصل الى نتيجة.
وترافقت الحركة الاحتجاجية وجلسة الحوار مع تدابير امنية مشددة. واغلقت كل الطرق المؤدية الى البرلمان بحواجز معدنية واسلاك حديدية.
وتحولت الحركة الاحتجاجية على خلفية ازمة النفايات الى انتفاضة شاملة ضد السياسيين المتهمين باهمال مشاكل المواطنين المتراكمة من انقطاع الكهرباء والماء وازمة البطالة ومشاكل الاستشفاء والفساد المستشري في المؤسسات.

أ ف ب/ الوكالة الوطنية للاعلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق