دوليةرياضة

تعليق مباريات دوري أبطال أوروبا «حتى إشعار آخر» وإلغاء بطولة ويمبلدون لكرة المضرب

يستمر تفشي فيروس كورونا «كوفيد-19» بتعطيل الأنشطة والمسابقات الرياضية حول العالم وفي رياضات مختلفة، إذ أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الأربعاء تعليق المباريات الدولية المقررة في شهر حزيران (يونيو)، وكذلك الأمر بالنسبة الى البطولتين القاريتين للأندية، دوري الأبطال والدوري الأوروبي، وأن هذا التأجيل سيكون «حتى إشعار آخر». وعلى صعيد مواز أعلن منظمو بطولة ويمبلدون الإنكليزية لكرة المضرب، ثالث البطولات الأربع الكبرى، عن إلغائها، ولن تتم إقامتها عام 2020.
يبدو أن جائحة كورونا «كوفيد-19» ستستمر بإلقاء ظلالها على عالم الرياضة لفترة أطول مما كان متوقعاً في ما سبق، بعد إعلان منظمي دورة ويمبلدون لكرة المضرب إلغاءها للعام الحالي، وقرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «ويفا» تعليق كل المباريات للأندية والمنتخبات بما فيها دوري أبطال أوروبا «حتى إشعار آخر».
إذ رضخ الويفا للأمر الواقع وقرر الأربعاء تعليق كل مباريات دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي بسبب تفشي فيروس كورونا «كوفيد-19».
كذلك أرجأ الاتحاد «حتى إشعار آخر» كل مباريات المنتخبات الوطنية، من بينها الملحق المؤهل إلى كأس أوروبا 2020، والتي كانت مقررة في حزيران (يونيو) بسبب الوباء الذي يجتاح القارة العجوز.
وأفاد الويفا في بيان الأربعاء أن «كل مباريات المسابقات الأوروبية، من بينها المباريات الودية الدولية المجمّعة، تأجلت حتى إشعار آخر».
كما تم تأجيل مباريات التصفيات المؤهلة لكأس أوروبا 2021 للسيدات.
وكان هذا القرار متوقعاً نظراً للشلل الذي يضرب الرياضة عالمياً وخصوصاً كرة القدم الأوروبية في ظل تفشي «كوفيد-19»، واتخذه الاتحاد القاري بعد اجتماع موسع عبر الفيديو ضم لجنته التنفيذية مع الأمناء العامين لخمسة وخمسين اتحاداً وطنياً منضوية تحت عباءته.
كما قرر الاتحاد الأوروبي إلغاء الدور النهائي من بطولة أوروبا تحت 17 عاماً والمقرر في أيار (مايو) المقبل، بالإضافة إلى بطولة أوروبا تحت 19 عاماً للسيدات المقررة في تموز (يوليو).
وكانت مباريات الملحق مخصصة لتحديد المقاعد الأربعة الأخيرة في البطولة الأكبر لمنتخبات القارة العجوز والتي ستقام للمرة الأولى في التاريخ في 12 مدينة ودولة أوروبية. ومباريات الملحق كانت مقررة أصلا في شهر آذار (مارس)، قبل تأجيلها إلى حزيران (يونيو) بسبب كورونا.
وكان الاتحاد الأوروبي قد اتخذ في اجتماع طارئ في 17 آذار (مارس) الماضي قراراً تاريخياً بإرجاء أكبر بطولاته للمنتخبات، كأس أوروبا 2020، إلى صيف العام 2021، وتعليق جميع مسابقاته للأندية «حتى إشعار آخر» بسبب تفشي فيروس «كوفيد-19».
وأوضح «ويفا» في حينه أن هذا الإجراء سيتيح للبطولات الوطنية استكمال موسم 2019-2020، آملاً بإتمامها بنهاية حزيران (يونيو).
وتوقفت مسابقتا دوري الأبطال والدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) في الدور ثمن النهائي، ودوري الأبطال للسيدات في ربع النهائي.
وكان رئيس الاتحاد الأوروبي السلوفيني ألكسندر تشيفيرين قد أعلن الأسبوع الماضي أنه يجهل متى يمكن معاودة الموسم القاري، مبدياً خشيته من فقدانه بحال منعت الظروف الصحية الراهنة استئنافه بحلول نهاية حزيران (يونيو).
وقال تشيفيرين في مقابلة أجرتها معه صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية ونشرتها السبت «لا أحد يعرف متى ينتهي الوباء. وضعنا خطة ألف، باء أو جيم: نحن على تواصل مع رابطات الدوريات، الأندية، لدينا مجموعة عمل. يتعين علينا انتظار باقي القطاعات».
ولدى سؤاله عن الخيارات المحتملة لمعاودة النشاط الكروي، أجاب تشيفيرين «منتصف أيار (مايو)، في حزيران (يونيو) أو حتى في آخر حزيران (يونيو). ثم إذا لم نتمكن من ذلك، سنفقد الموسم على الأرجح».
وكشف «ثمة اقتراح يهدف إلى إنهاء الموسم الحالي في مطلع الموسم التالي الذي سيتأخر في الانطلاق»، لكنه أضاف «كوننا لا نعرف متى سينتهي الوباء، لا نستطيع وضع خطة نهائية».

إلغاء ويمبلدون

كذلك دفع تفشي الوباء إلى الإعلان الأربعاء عن إلغاء بطولة ويمبلدون الإنكليزية، ثالث البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب، في خطوة غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، وتمديد تعليق منافسات اللعبة حتى منتصف تموز (يوليو).
وانضمت البطولة العريقة التي يعود تاريخها إلى أواخر القرن التاسع عشر، والتي تتوج تقليدياً موسم الدورات على الملاعب العشبية، إلى ضحايا «كوفيد-19» الذي جمّد النشاط الرياضي في العالم، ودفع إلى تأجيل أحداث كبرى مقررة في صيف 2020 إلى العام المقبل، أبرزها أولمبياد طوكيو ونهائيات كأس أوروبا وكوبا أميركا لكرة القدم.
وكان من المقرر أن تقام الدورة التي تستضيفها ملاعب نادي عموم إنكلترا، بين 29 حزيران (يونيو) و12 تموز (يوليو). لكن النادي أعلن، وفي خطوة متوقعة إلى حد كبير، إلغاءها بالكامل في ظل المخاوف الصحية جراء وباء حصد أكثر من 43 ألف وفاة معلنة حول العالم.
وأعلن النادي ولجنة إدارة البطولة في أعقاب اجتماع طارئ عقد اليوم «إلغاء نسخة 2020 بسبب المخاوف الصحية العامة المرتبطة بوباء فيروس كورونا، النسخة الـ134 من البطولة ستقام بين 28 حزيران (يونيو) و11 تموز (يوليو) 2021».
وكان المنظمون قد ألمحوا إلى الإلغاء الأسبوع الماضي، إذ أعلنوا أنه من ضمن خيارات يدرسونها، مستبعدين إقامة البطولة خلف أبواب موصدة في وجه المشجعين، ومؤكدين أيضاً أن تأجيل موعدها سيكون صعباً لا سيما بسبب طبيعة الملاعب العشبية التي تتطلب إقامة الدورات في فترة معينة.
وأطاح إعلان إلغاء ويمبلدون عملياً بموسم الدورات العشبية الذي كان من المقرر أن ينطلق في الثامن من حزيران (يونيو) ويمتد حتى أواسط تموز (يوليو)، مع دورة صغيرة وحيدة مقررة على العشب بعد البطولة الإنكليزية هي نيوبورت الأميركية (250 نقطة) بين 13 و19 تموز (يوليو).
وتلا إعلان إلغاء ويمبلدون سريعاً بيان مشترك من رابطتي المحترفين والمحترفات، أكدتا فيه تمديد تعليق منافسات الكرة الصفراء حتى 13 تموز (يوليو)، بدلاً من الموعد السابق في السابع من حزيران (يونيو).
وجاء في البيان «بالتزامن مع إلغاء بطولة ويمبلدون، تعلن رابطتا «إيه تي بي» (للمحترفين) و«دبليو تي إيه» (للمحترفات) مواصلة تعليق دوراتهما حتى 13 تموز (يوليو) 2020 بسبب جائحة كوفيد-19».
واعتبر رئيس رابطة المحترفين أندريا غاوندزي أن تفشي الفيروس «لم يترك أمامنا أي خيار»، بينما رأى رئيس رابطة المحترفات ستيف سايمون أن «الصحة والسلامة تظلان الأولوية (…) في هذه الأوقات غير المسبوقة».
وبذلك، ينضم موسم الدورات العشبية إلى موسم الدورات الترابية الذي كان ضحية التعليق الأول، باستثناء بطولة رولان غاروس الفرنسية، ثانية بطولات الغراند سلام، والتي أرجئت من موعدها الأساسي في أيار (مايو)، إلى أيلول (سبتمبر)، في خطوة لقيت انتقادات واسعة لكونها تمت من دون تنسيق مع أطراف معنيين مثل اللاعبين والرابطتين والبطولات الأخرى.
وسيكون الموعد الجديد للبطولة الفرنسية بعد أسبوع من ختام بطولة فلاشينغ ميدوز الأميركية، آخر بطولات الغراند سلام للموسم عادة.
وبعد قرار إلغاء ويمبلدون، أكد الاتحاد الأميركي لكرة المضرب المنظم لفلاشينغ ميدوز، أن موعد انطلاقها لا يزال على حاله في 31 آب (اغسطس)، وأنه «يواصل مراقبة الأجواء الدائمة التبدل المحيطة بجائحة كوفيد-19، ويستعد لكل الاحتمالات الطارئة».
وأكد منظمو ويمبلدون أن أساس الإلغاء كان «صحة وسلامة كل الذين يجتمعون» لضمان إقامتها، وأن القيود الواسعة المفروضة على حركة التنقل والسفر والتجمعات في مختلف دول العالم، ومنها إنكلترا، جعلت من الصعوبة بمكان بدء التحضيرات للبطولة بالشكل المناسب.
وأضافوا «مع ترجيح أن الإجراءات الحكومية ستمتد لأشهر عدة، رأينا وجوب التحرك بشكل مسؤول لحماية الأعداد الكبيرة من الناس المطلوبين من أجل التحضير للبطولة»، معتبرين أن القرار هو «الأفضل لصالح الصحة العامة، والقدرة على توفير بعض اليقين من خلال اتخاذه الآن، بدلاً من الانتظار لأسابيع، هو مهم بالنسبة الى كل المعنيين بكرة المضرب والبطولة».

فرانس24/ رويترز/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق