دولياترئيسي

مقتل الجنرال المسؤول عن الهجوم في مقاطعة أمهرة الإثيوبية

قتلت الشرطة الإثيوبية قائد الأمن في مقاطعة أمهرة الذي يشتبه بأنه العقل المدبر لمحاولة انقلاب دامية لاطاحة حكومة المقاطعة وبعلاقة محتملة له في مقتل رئيس أركان الجيش، وفق وسائل إعلام رسمية الإثنين.
وكان مكتب رئيس الوزراء أبيي أحمد قد أعلن أن قائد الأمن في أمهرة اسامينيو تسيغي هو المشتبه به الرئيسي في «محاولة انقلاب» في المقاطعة أدت إلى مقتل الحاكم وكبير مستشاريه والمدعي العام السبت.
وبعد بضع ساعات قتل قائد أركان الجيش سيري ميكونين بأيدي حارسه الشخصي في منزله في أديس أبابا في «هجوم منسق» على ما يبدو.
غير أن تفاصيل الصلات بين الهجومين ودوافعهما لم تتضح بعد.
وقال تلفزيون إي.بي.سي الرسمي إن «اسامينيو تسيغي المتواري منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في نهاية الأسبوع أردي قتيلاً» في بحر دار عاصمة المقاطعة.
وفيما يقول المراقبون إنه لم تكن هناك مؤشرات على تخطيط منسق لانقلاب، تسدد هذه الحادثة ضربة مدوية لأبيي الذي يقوم بسلسلة إصلاحات تسببت في توترات إتنية وتنافسات سياسية حادة.
وتم الإفراج عن اسامينيو العام الماضي بعد قرابة عقد في السجن على خلفية مخطط انقلاب في 2009، بموجب عفو جماعي عن سجناء بدأ خلال فترة رئيس الوزراء السابق هايلي مريم ديسالين واستمر خلال فترة خلفه الإصلاحي أبيي.
ويصف محللون اسامينيو بأنه قومي متشدد كان يواجه على الأرجح إقالته من منصبه على خلفية مساع لتشكيل ميليشيا وخطابه المطالب باستعادة أراضي في تيغراي المجاورة.
وظهر مؤخراً في تسجيل على فايسبوك يدعو المدنيين لتسليح أنفسهم تحضيراً لهجوم.
وأمهرة واحدة من مقاطعات إثيوبيا التسع ذات الحكم الذاتي، وهي موطن ثاني أكبر مجموعة عرقية بعد الأورومو.
وقادت هاتان المجموعتان العرقيتان عامين من التظاهرات المنددة بالحكومة التي أدت إلى استقالة هايلي مريم.

ابقوا متحدين
دعا رئيس مجلس النواب الإثيوبي تاغيس شافو في بيان قرأه الأحد على شاشة التلفزيون الوطني الشعب إلى «البقاء متكاتفاً ومتحداً» معلناً عن يوم حداد وطني.
وقال «سنتذكر جميعاً هؤلاء الأشخاص الذين خسروا حياتهم من أجل وحدتنا».
وأضاف«إنه يوم حزين للبلد بأكمله، فقدنا أشخاصاً وطنيين. إنهم شهداء السلام».
ومن جانبه حض الاتحاد الأوروبي في بيان «جميع الأطراف من الاطياف السياسية الإثيوبية كافة على المستويين الوطني والإقليمي، على ضبط النفس».
وقال البيان إن «الاتحاد الاوروبي يكرر الحاجة لمواصلة الإصلاحات السلمية والديموقراطية في إثيوبيا، ويؤكد دعمه جهود رئيس الوزراء وحكومته في هذا المجال».
ووصف وزير الدفاع ليما ميغريسا رئيس أركان الجيش بأنه «متواضع وزميل وأخ» ليل الأحد على التلفزيون الوطني.
وقال إن «الهجوم ترك البلد في وضع صعب. من المهم أن يبقى الجيش متحداً في هذا الوقت العصيب».
ولا تزال خدمة الانترنت مقطوعة عن إثيوبيا لليوم الثالث على التوالي بعد انقطاعها غالبية الأسبوع السابق دون تفسير.

تعزيز الأمن
كان الاثنين في اديس أبابا يوماً يعج بالحركة فيما زاول المواطنون نشاطاتهم كالمعتاد، لكن تم تعزيز إجراءات الأمن في المطار بنشر قوات خاصة.
وفي بحر دار عاصمة أمهرة انتشرت تعزيزات كبيرة للشرطة الفدرالية في محيط مكاتب حكومية، وفق ما ذكر الأهالي لوكالة فرانس برس.
وكان مراقبون قد قالوا إن عمليات القتل تبرز التوترات التي سببتها إصلاحات أبيي منذ توليه السلطة في نيسان (أبريل) 2018 في البلد الذي لم يعرف في السابق إلا الحكم السلطوي للأباطرة والدكتاتوريين.
وفي إطار جهوده للانتقال من دولة الحزب الواحد إلى الديموقراطية بدأ إصلاحات اقتصادية، وسمح لمجموعات منشقة بالعودة إلى البلاد، وسعى لوقف الانتهاكات واعتقل العشرات من كبار الضباط العسكريين ومسؤولي الاستخبارات.
ولقيت جهوده إشادة من الخارج، لكن في الداخل أكسبته أعداء. وقبل عام تماماً نجا من هجوم بقنبلة استهدف تجمعاً وأدى إلى مقتل شخصين.
والتوترات الاتنية المستمرة منذ وقت طويل على حدود مناطق الحكم الذاتي، تفجرت لتصبح أعمال عنف أدت إلى مقتل العشرات ونزوح أكثر من مليون شخص.
من جهة أخرى يرى مراقبون أن خطط أبيي تنظيم انتخابات في عام 2020 أثارت اضطرابات في السياسة المحلية حيث تتنافس أحزاب محلية أخرى على السلطة مع «الجبهة الثورية». كما شهدت البلاد ارتفاعاً في النزعة القومية الاتنية.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق