افتتاحية

يا اهالي الطلاب واجهوا الاضرابات بهذا الحل

بعد جدال طويل كاد يضيّع السنة المدرسية على الطلاب خلال العام الماضي، استطاعت المدارس بالتهديد والوعيد ان تفرض زيادات كبيرة وكبيرة جداً على الاقساط المدرسية، بحجة انها تريد ان تدفع الى المعلمين الزيادات العشوائية التي فرضتها سلسلة الرتب والرواتب، التي ارهقت الخزينة والمواطنين معاً، دون ان تثمر ولو نقطة ايجابية واحدة، وانصاع الاهالي مكرهين، حرصاً على مستقبل اولادهم، وعلى امل ان يتم وضع حد للاضرابات السنوية المتكررة سنة بعد سنة التي تحولت الى هواية يمارسها المعلمون كعقاب على الطلاب وهم مصدر عيشهم.
غريب امر هذه الفئة من الناس. يحاربون من يؤمنون لهم بدل الحياة المقبولة في هذه الاجواء السوداء التي تحوط بالبلد وبالمنطقة. الا يكفي المعلمين انهم يعملون اقل من نصف سنة كل عام؟ فهناك العطلة الصيفية وعطلات الاعياد وما اكثرها في لبنان، حتى اذا احتسبنا الايام التي يدرسون فيها لتبين انها اقل بكثير من نصف عام، ومع ذلك يعمدون كل سنة الى اعلان الاضرابات مرة واثنتين واكثر غير عابئين بما تترك هذه التصرفات من سلبيات على الطلاب واهلهم.
اما المدارس فتقف متفرجة وتكتفي بارسال البيانات والمذكرات الى الاهالي بأن ايام كذا وكذا ستقفل الابواب وتتوقف الدروس بسبب الاضراب، وهكذا يكون الخاسر الاكبر الطلاب واهلهم. فلماذا كل هذا الفلتان؟ ولماذا لا يتم وضع ضوابط له، بحيث ان من يضرب من غير وجه حق يعاقب بالطرد من الوظيفة.
نعم هناك حل، ولكن يجب ايجاد الجهة التي تتولى تطبيقه. الاهالي دفعوا الزيادات المترتبة عليهم اضعافاً مضاعفة، دون ان يكون لهم الحق في مناقشة الامر، والا عوقبوا بطرد اولادهم من المدارس، فيضطروا الى الانتقال الى المدارس الرسمية وهناك لا يختلف الوضع كثيراً. فهي مشمولة بالاضرابات ايضاً وتعمها الفوضى. وما دام الوضع هكذا فلماذا يعاقب من انصاع للمطالب ودفع كل ما يلزمونه به؟
ثم يأتي دور المدارس. فبعد ان ارغمها الاساتذة على دفع الزيادات بات لها الحق عليهم. مراعاة لمصلحة الطلاب واهلهم الذين يسددون جميع الاعباء المترتبة عليهم، يجب عليها، ان تطرد كل معلم يعلن الاضراب وان يكون هناك من يحميها. فكفى ظلماً لاهالي الذين تعاقبهم الدولة والمدارس والمعلمون معاً، ولا من يسأل عنهم، ولا من قانون يحميهم ويحمي مستقبل اولادهم. واذا لم تعمد المدارس الى هذا التدبير، تكون متواطئة مع المعلمين ضد الطلاب، ولا من يحاسب، ولا من يهتم بمصلحة جيل كامل من اطفال اليوم وشباب الغد، الذين يفقدون سنوياً جزءاً من برنامجهم التعليمي بسبب الاضرابات. والاسوأ من ذلك ان هناك مدارس تحزم امرها مع المضربين، فتعلن فتح ابوابها وترغم الجميع على الحضور كما حصل منذ ايام، فيما مدارس اخرى تعلم الاهالي باقفال ابوابها. انها حقاً شريعة الغاب والفوضى التي ما بعدها فوضى.
هنا يأتي دور الاهالي وهم العنصر الاساس في هذه القضية. طالما ان المدارس تتجاوب مع الاضراب وتقفل ابوابها دون اتخاذ اي تدبير بحق المضربين، وطالما ان المعلمين يمارسون هواية الاضراب كل سنة بحيث تدنى مستوى التعليم عندنا بفعل هذه الاضرابات، فلا تكتمل البرامج على عكس ما تدعيه المدارس التي تطمئن الاهالي عند كل اضراب بأنها ستعوض على الطلاب، ولكن شيئاً لا يتحقق فيخسر هؤلاء جزءاً كبيراً من برنامجهم. على الاهالي وبدل ان تعاقبهم المدارس والمعلمون، ان يعاقبوهما معاً، فيمتنعوا عن ارسال اولادهم الى المدارس ويوقفوا الدفع ويتركوها تضرب مع معلميها الى ما شاء الله، وبذلك يردون الخسارة الى المتسببين بها. قد يقال ان سنة ستضيع على الطلاب، نعم ولكن الاضرابات تضيع عليهم سنوات وسنوات وتضرب مستقبلهم.
وضياع سنة افضل من ضياع سنوات وضرب مستوى التعليم لان المعنيين غير عابئين، فنقيب المعلمين في المدارس الخاصة اعلن في غمرة الاضرابات والاعتصامات انه يريد سلسلة رتب ورواتب جديدة، وان مصير العام الدراسي غير مضمون. فكيف يمكن الركون الى من يدلي بمثل هذا التصريح الذي ترك اسوأ الاثر في النفوس. فكروا في الامر واقدموا فكفى ظلماً.

«الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق