سياسة عربية

كلفة باهظة للجوع في افريقيا

الجوع عالي الكلفة، وليس على الذين يضربهم فحسب. فان كلفة الجوع عالية من الناحيتين الطبية والاقتصادية.
يقوم برنامج الغذاء العالمي بدراسة حول هذا المعنى، تشمل 12 دولة افريقية، على الأسس ذاتها، في اميركا اللاتينية، اكدت الحلقة المفرغة، التي تضغط على رقاب الدول الاكثر فقراً. الدراسة شملت مصر وموريتانيا، وبوتسوانا، وبوركينا فاسو، والكاميرون، واثيوبيا، وغانا وكينيا ومالاوي ورواندا…
نتائج الدراسة، حول الحالة المصرية. قدمت في مؤتمر عقد منذ ايام في القاهرة. ويقدر التقرير تحت عنوان: «كلفة الجوع في افريقيا وتأثيرها الاجتماعي والاقتصادي على نقص التغذية على اطفال مصر»، قدر هذا النقص في تغذية الاطفال في مصر، بعشرين ملياراً وثلاثمئة مليون جنيه مصري. وليس هذا الثمن قليلاً، انه يوازي 3،7 مليار دولار اميركي، اي حوالي 1،9 في المئة من الدخل القومي المصري الخام.
على اساس الخسائر الاقتصادية التي يتسبب بها، النقص في تغذية الاطفال، وفي صورة خاصة، في ما يتعلق بتأخر نمو الاطفال ،وفي سوء التغذية الدائمة.
انها سلسلة مأساوية من الاسباب والذيول، فالفقر المزمن يولّد سوء تغذية عند الاطفال، تؤدي بدورها، الى ارتفاع تكاليف النظام الصحي، وزيادة كلفة النظام التربوي والمدرسي والى انخفاض الانتاجية ولا يكفي جيل كامل من الاطفال لامتصاص ذيول هذه الظاهرة، لان اطفال اليوم سيكونون كبار الغد».
وتستنتج الدراسة التي اعتمدت على الاحصاءات المتوفرة منذ 2009 الى اليوم، ان 4 في المئة، من كبار اليوم، في مصر ، تعذبوا في صغرهم. من نقص في التغذية. ففي مصر اليوم، اكثر من 20 مليون شخص في سن العمل، لا يستطيعون بذل طاقاتهم في صورة كاملة، بسبب النقص في التغذية الذي عانوا منه في صغرهم.
ونجد الاطار الاسوأ في المناطق الفردية، وهي الاكثر فقراً، والتي يحتاج العمل فيها الى المزيد من الطاقة البدنية والجسدية. وتقدر الدراسة ان خسائر عام 2009 وحده، في مجال الانتاجية، بلغت 10،7 مليار جنيه مصري، نتيجة ضعف طاقات الفلاحين البدنية، الذين عانوا، في طفولتهم، من نقص في التغذية وبالتالي، في النمو.
وسجلت الدراسة في المقابل، ارتفاعاً في كلفة الطبابة المرتبطة بسوء تغذية الاطفال، فقدرت هذه الكلفة بمليار ومئتي مليون جنيه.
وليست هذه الناحية من الماضي، مرشحة للتحسن، بل ان العكس هو الاصح… لان التوقعات لا تشجع على التفاؤل، على ضوء دراسات متخصصة تشير الى ان معدل سوء نمو الاطفال ازداد في اطراد بين سنتي 2003 و2008، حتى بلغ معدل 28،9 في المئة، بين الاطفال الذين تحت سن الخمس سنوات.
في مصر اليوم، عدد من الاطفال الذين يشكون من نقص في النمو يفوق ما كان عليه منذ عشر سنوات خلت.
ولا بد من ان يتميز  مستقبل هؤلاء عندما يصبحون شباباً، بضعف في البنية، وبطاقة ادنى على الانتاج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق