تقرير

مؤتمر بحوث الاتحاد الدولي للغاز يناقش الحلول التقنية واللوجستية لمستقبل مستدام

أكد الدكتور محمد بن حمد الرمحي، وزير النفط والغاز في سلطنة عمان عزم السلطنة على الاستمرار في تطوير قطاع الغاز والمضي في التزاماتها بالرغم من التحديات المتعلقة بانخفاض الأسعار العالمية نتيجة لزيادة المعروض، مشيراً إلى تمديد عقود الغاز المسال وعمليات الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال لما بعد المرحلة الأولى التي تنتهي خلال 5 أعوام.
وقال وزير النفط والغاز أن قطاع الطاقة في السلطنة مستعد لمساندة الدول المتضررة من فيروس كورونا، حيث قال: نحن نقف وراء أصدقائنا في الصين وكوريا وإيران وغيرها من الدول المتضررة بكورونا، ونحن كمزودين للطاقة مستعدون لتقديم المساعدة اللازمة.
جاء ذلك على هامش افتتاح مؤتمر بحوث الاتحاد الدولي للغاز 2020 والذي يعقد للمرة الأولى في الشرق الأوسط وتستضيفه السلطنة بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض، وتنظمه الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال. يشارك في المؤتمر 300 مشارك من 32 دولة، ويتضمن 36 جلسة حوارية.
يسلط المؤتمر – الذي يختتم أعماله غداً – الضوء على آخر الابتكارات التي وصلت إليها صناعة الغاز لضمان مستقبل مستدام، وصناعة وتوزيع أنابيب الغاز وتوريد الغاز بالإضافة إلى استخدامات الغاز المختلفة والبيئة والاستدامة، وسيتضمن المؤتمر جلسات حوارية وحلقات عمل تركز على الابتكار والتقنية وسبل تطوير صناعة الغاز إلى جانب التحول الرقمي والتقنية الرقمية والتخطيط والإدارة.

محطة لوقود السفن

وأشار المهندس سالم العوفي، وكيل النفط والغاز إلى أن السلطنة تخطط لإنشاء أول محطة لتزويد وقود السفن والناقلات المنتج من الغاز الطبيعي في ولاية صحار باستثمار من شركة توتال الفرنسية. وقال في تصريحات على هامش المؤتمر: من المتوقع أن يؤخذ قرار الاستثمار بنهاية العام، وأن تبدأ أعمال المحطة في 2024.
وقال العوفي خلال الكلمة التي ألقاها في المؤتمر إن هناك توقعات بزيادة الطلب على الغاز خلال السنوات الخمس المقبلة نظرًا للزيادة التي يشهدها العالم في الصناعات القائمة على الغاز، واستخدامه كوقود للناقلات والمعدات العملاقة.
وأشار إلى المعدلات العالية التي حققها القطاع على الصعيد العالمي خلال العام الماضي، حيث تم تبادل أكثر من 350 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال، وإضافة أكثر من 50 مليون طن إلى السوق، وهو السبب الذي دفع الأسعار إلى الانخفاض. وأضاف أن الضغط على أسعار الغاز لم يأت من الاكتشافات الجديدة بل من المشاريع التي تم بدء العمل عليها منذ سنوات ودخلت حيز التشغيل والإنتاج خلال 2019، وعليه “أصبح العرض أكثر من الطلب في الوقت الحالي.

الشحنات لم تتأثر بكورونا

ومن جانبه أكد المهندس حارب الكيتاني، الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال في تصريحات لوسائل الإعلام أن شحنات الشركة لم تتأثر بكورونا ويتم إرسالها إلى الزبائن حول العالم حسب ما هو مخطط له. وقال: لم يتم إرسال أي شحنة إلى الصين كون الشركة لا تمتلك أي عقود طويلة الأجل معها.
وقال الكيتاني بأن الشركة على استعداد لتوسيع إنتاجها وإضافة قاطرة أخرى في حال سمحت الحكومة بذلك، وأن أزمة انخفاض الأسعار التي تواجه الغاز بسبب زيادة المعروض لن تتأثر على أعمال وأنشطة الشركة. وأضاف: انخفاض الأسعار «مؤقت» وهذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك، وسنتجاوز هذه المرحلة في ظل تنامي استخدام الغاز حول العالم.
وحول أهداف المؤتمر، قال الكيتاني: «يتيح هذا المؤتمر الفرصة للمسؤولين وصناع القرار وخبراء الغاز والغاز الطبيعي المسال لتبادل المعلومات وزيادة الوعي العام والتطرق لآخر الأبحاث والنتائج في هذا القطاع الواعد بالإضافة إلى الابتكارات الحديثة والتقنية، ونحن في الشركة العمانية للغاز الطبيعي سعداء بتنظيم هذا المؤتمر بإشراف من الحكومة وبالتعاون مع الاتحاد الدولي للغاز».
وأشار وليد الهادي رئيس عُمان شل خلال الجلسة الحوارية إلى أن الطلب على الغاز سيتزايد بنسبة 30% في نهاية العقد الحالي، وأكد على دوره الهام كمصدر للطاقة حتى مع تزايد الطلب على الطاقة المتجددة، وقال: ستمثل الطاقات المتجددة 50% من مزيج الطاقة بحلول 2050 في حين سيستمر النفط والغاز في توفير النصف الآخر من احتياجات العالم للطاقة.
وقال الشيخ خالد بن عبدالله المسن- الرئيس التنفيذي للمؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال ورئيس اللجنة التنظيمية الوطنية -: «إنه لمن دواعي سرورنا أن ننظم ونستضيف مؤتمر بحوث الاتحاد الدولي للغاز 2020، لقد بذلنا الجهود كافة وتعاونا مع مختلف الشركاء لنحرص على أن يكون هذا المؤتمر ناجحاً. لا يسعنا أن نعبر عن مدى امتناناً للحكومة وللاتحاد الدولي للغاز فلولا دعمهم لما تمكنا من الاحتفال بهذا الإنجاز اليوم. ونتقدم بالشكر الجزيل أيضاً لمركز عمان للمؤتمرات والمعارض- شركاؤنا في هذا النجاح، كما نود أن نشكر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تعاونت معنا لعقد هذا المؤتمر وكل من ساهم في تنمية هذا القطاع. وشكراً لكل من ساهم في نجاح افتتاح مؤتمر بحوث الاتحاد الدولي للغاز 2020».

جلسات وأوراق

ويناقش المؤتمر اليوم وغدًا الحلول والآليات المثلى لنقل الغاز، ومستقبل القطاع، وتحسين التخزين، والتقنيات التي تسهم في جعل العالم أنظف، وقياس انبعاثات لميثان وخفضها، واستعراض أهم مشاريع الغاز الطبيعي المسال، واقتراح حلول جديدة للتحديات الفنية. في حين ستختتم أعمال المؤتمر بمجموعة من الجلسات حول الحلول المستقبلية للطاقة ودور التخطيط والإدارة والابتكار في تعزيز القطاع.
وينعقد مؤتمر بحوث الاتحاد الدولي للغاز مرة كل ثلاثة أعوام من قبل الاتحاد الدولي للغاز ويسلط الضوء على البحوث والتطورات والابتكارات لقطاعي الغاز والطاقة كما يساعد هذا المؤتمر على تعزيز مكانة السلطنة كوجهة استراتيجية لعقد المؤتمرات والاستثمارات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق