
«الاتفاق النووي يظهر ان الجمهورية الاسلامية خرجت منتصرة من هذه المناقشات المضنية لسببين: لا وجود لاي بند يمس سيادة ايران ودخولها في الدائرة الضيقة للدول النووية» هذا ما ورد في مقابلة اجراها «الاسبوع العربي» الالكتروني مع الوزير السابق لكتلة التيار العوني سليم جريصاتي.
كيف تقوم الاتفاق النووي الايراني؟
يجب التحديد ان هذا الاتفاق الذي نوقش بصعوبة بالغة خلال الاثني والعشرين شهراً الاخيرة هو نتيجة عملية طويلة بين الجمهورية الاسلامية في ايران ومجموعة الدول 5+1، هذا الاتفاق وفق قراءة اولية يظهر ان ايران خرجت منتصرة من هذه المناقشات الصعبة جداً لسببين: لا يتضمن الاتفاق اي بند يمس بسيادة ايران ودخولها في الدائرة الضيقة للدول التي تملك التقنية. بالطبع البرنامج النووي سلمي ولكن المهم امتلاك التقنية. على صعيد آخر فان الحصار السياسي وكذلك النتائج الاقتصادية والاجتماعية في ايران ستتفاعل دون تأخير. وسيظهر المستقبل ذلك.
التعليقات الاولية الصادرة عن دول الشرق الاوسط اظهرت بعض القلق من ان الاتفاق النووي يعطي ايران حرية التصرف في العالم العربي. فهل تشاطرها الرأي؟
خطاب الرئيس الايراني حسن روحاني الذي اعقب مباشرة التوقيع على الاتفاق كان اكثر من مطمئن للدول العربية التي راهنت على فشل المفاوضات، او انها مارست ضغوطاً لكي لا يبصر الاتفاق النور. ان براغماتية هذه الدول انتصرت على مرارتها.
هل من تأثيرات على الساحة اللبنانية؟
اريد ان اعتقد دون الوقوع في الطوباويات ان لبنان يمكنه يوماً ان يتخلص من الاملاءات المفروضة عليه من الخارج. لبنان تحمل دائماً نتائج الاتفاقات الكبيرة او الخلافات السياسية في المنطقة. واذا عدنا الى الاستحقاق الرئاسي آمل ان يستطيع ان يكون «ملبنناً». هذا الامل نابع من ارادة المعسكر السياسي الذي انتمي اليه. ولكن ليس بالضرورة ان يكون كذلك. اما النتائج السياسية الاخرى فلا اعتقد ان فريق 8 اذار، وخصوصاً المقاومة ترى ان الاتفاق سيشكل مبالغة في الانتصار. ولكن بالطبع فان خيارات واستراتيجية هذه الحركة ستجد نفسها اكثر قوة على اكثر من صعيد. فايران ليس فقط خرجت من عزلتها بل ايضاً من الشيطانية التي حاولت الدول الكبرى عبثاً الصاقها بها. وفي مواجهة ارهاب التكفيريين المنتشر في المنطقة فان ايران اصبحت قوة لها ثقلها في الائتلاف الدولي ضد «داعش».
البعض يعتبر العماد ميشال عون ليس له اي حظوظ في الوصول الى الرئاسة فهل انت مستعد لاعطاء تعهدات وتنازلات على هذا الصعيد اذا طلب منك ذلك؟
العماد عون لعب دائماً دور الناخب الكبير، اي انه اعطى تنازلات وتعهدات تحققت، مع الوقت لم يحصد ابداً ثمارها على صعيد مشروع اعادة بناء دولة العدل. وتجربة اتفاق الدوحة كانت بنوع خاص مؤلمة. هذا القائد الكبير له الحق في ان يسأل لماذا لا يمكنه الوصول الى المركز الاول في هذه الدولة، في وقت هو رئيس اكبر تكتل نيابي مسيحي والقائد الاكثر تمثيلاً في المعنى الديمقراطي للكلمة، في طائفة الرئيس. والجواب بسيط: هذا الرجل يمثل تهديداً للكارتيل الذي يحكم البلد، مع بعض الاستثناءات، منذ الاستقلال وخصوصاً منذ اتفاق الطائف وتثبيته في دستورنا. لقد آن الوقت لندرك ونعتاد على فكرة ان رئيساً مسيحياً قوياً في طائفته وانطلاقاً من ذلك هو رمز الوحدة الوطنية كما يشير الدستور، هو وحده القادر على انتشال البلاد من الخطر الاكبر الذي يجثم على العيش المشترك. مع الاشارة الى عدم التوازن القائم بين مختلف الطوائف على مستوى المشاركة في القرار الوطني.
د. ج