سياسة لبنانيةلبنانيات

هل تكفي الايام الباقية من العهد لانتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة ام ان الحكم هو للفراغ؟

لماذا يتعثر الترسيم البحري مع سوريا ولماذا تم تأجيل الموعد الى اجل غير مسمى؟

مرت جلسة مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية امس كغيرها من الجلسات السابقة. اوراق بيضاء في الدورة الاولى وتعطيل في الدورة الثانية بالانسحاب من القاعة. ويبدو ان الامور ستستمر على هذه الحال طويلاً. وسيصل البلد الى الفراغ، وهذا ما اعتادت عليه المنظومة منذ سنوات. اما الهدف من هذا التعطيل فهو ليس كما يقول المعطلون للتوافق على رئيس يجمع الكل. فما هي مواصفات هذا الرئيس في نظرهم؟ ان يكون خاضعاً لارادتهم، يكتفي بلقب الفخامة، ويترك القرارات المهمة لهم. والتوافق في نظرهم هو قبول شروطهم، والا لا رئيس للجمهورية حتى ولو استمر الفراغ سنوات. ولكن في ظل هذا الانهيار الحاصل هل يتحمل الشعب اللبناني المزيد؟ وهل سيبقى مخدراً صامتاً الى ما لا نهاية؟ ان التوافق يعني الاتفاق على ثوابت معينة، لا خضوع فريق لارادة الفريق الاخر. انهم يماطلون بانتظار كلمة سر، او حدث ما يقلب الاوضاع ويبقيهم متحكمين بالسلطة والبلد والشعب.
متى ستعقد الجلسة المقبلة لمجلس النواب، ولم يبق من المهلة الدستورية سوى ستة ايام؟ الرئيس نبيه بري كان قد حدد يوم الخميس موعداً للجلسة المقبلة، ثم استدرك ان هذا النهار سيكون لترسيم الحدود البحرية بوصول الوسيط الاميركي الى لبنان، فاستمهل حتى يتم تعيين موعد اخر. على كل حال لا تهم المواعيد، طالما ان القرار هو التعطيل. فالى متى؟ وهل تشكل حكومة تكون كاملة المواصفات تتولى استلام مسؤوليات رئيس الجمهورية بالحد الادنى، الى ان يتم انتخاب رئيس جديد؟ حتى الساعة الطريق مسدود بشروط مستحيلة لا يمكن التسليم بها، لان الهدف منها هو ابقاء هيمنة فريق على السلطة، وابقاء القرارات في يده. ويدرك الفريق الاخر هذه النوايا فيرفضها جملة وتفصيلاً، ولكن جهود المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم مستمرة، ولم ييأس بعد، وهو يتلقى الدعم من حزب الله الذي يسعى بقوة الى التشكيل، منعاً للفوضى السياسية بعدما ظهرت بوادر ذلك جلية، من خلال التصريحات خصوصاً وانه على يقين من ان فخامة الفراغ سيحكم المرحلة المقبلة. فهل تكفي الايام الستة الباقية من عمر العهد للاتيان بحكومة جديدة، حتى ولو كان تعويم حكومة تصريف الاعمال؟ خصوصاً وان المعنيين منشغلون الان بتوقيع الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل. الذي ربما يتم يوم الخميس المقبل؟
والترسيم حدث مهم، سعت اليه الولايات المتحدة وبالتحديد، الرئيس الاميركي بايدن بقوة، وضغطت على العدو الاسرائيلي واستطاعت الوصول بهذا الملف الذي مضت عشر سنوات عليه دون ان يتحرك قيد انملة الى خواتم ايجابية، فلما احتاجت الدول الغربية النفط لتسد الفراغ الناجم عن النقص الذي كان يغطيه النفط الروسي، افرجت عن الملف وهذا ما ينطبق عليه القول «مصائب قوم عند قوم فوائد». فالفضل يعود مع الاسف الى الحرب الروسية على اوكرانيا التي ساهمت في تحقيق هذا الانجاز.
المفاجأة الكبرى تجسدت في الغاء سوريا موعداً كان قد حدده اتصال بين الرئيس اللبناني والرئيس السوري وتقرر بنتيجته ان يسافر وفد لبناني الى دمشق للبدء في محادثات لحل الخلاف على الحدود البحرية، تمهيداً لترسيمها. الا ان رسالة من الخارجية السورية وصلت الى بيروت ارجأت الموعد الى وقت آخر لم تحدده. بحجة الارتباط بمواعيد سابقة. وهكذا انهارت آمال الذين كانوا يعتقدون ان الامور مع سوريا ستكون اسهل بكثير مما كانت عليه مع اسرائيل. فجاء هذا التأجيل ليدحض التفاؤل. وتقول مصادر مطلعة ان الامنيين في لبنان وفي سوريا، لا يريدون البدء بالترسيم البحري بل يصرون على الترسيم البري اولاً وخصوصاً في مزارع شبعا، وهي قضايا معلقة منذ سنوات طويلة رغم اهميتها القصوى. فالمطلوب من الجانب السوري الاقرار بان مزارع شبعا هي لبنانية، وسبق له ان اقر بذلك، ولكنه لا يسلم الوثائق الثبوتية الى الامم المتحدة. ولذلك يتمسك العدو الاسرائيلي باحتلالها زاعماً انها اراض سورية. ان العلاقات اللبنانية – السورية وما تتضمنه من ملفات على جانب كبير من الاهمية تتطلب حواراً جاداً وبناء يوصل كل طرف الى حقوقه. فهل من يقوم بهذه المهمة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق