سياسة عربية

جامعة السلطان قابوس تنظم يوم التعاون مع المؤسسات الحكومية والخاصة

نظم مكتب التعاون الدولي بجامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان أمس فعالية (يوم التعاون) الذي يهدف إلى فتح قنوات مباشرة بين مسؤولي التدريب في الجامعة مع مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة التي تحتضن برامج التدريب الطلابية.
ورعت الفعالية السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي. التي ألقت كلمة أشارت فيها إلى احتضان الجامعة خلال اليوم لممثلي الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية، والقطاع الخاص، في إطار تحقيق أهداف الجامعة بتدريب مخرجاتها وإعدادهم لسوق العمل، مجسّدةً بذلك التطلعات المستقبلية التي وضعها السلطان قابوس بن سعيد لهذه الجامعة، باعتبارها المؤسسة التعليمية الأبرز في السلطنة.
وأكدت أن الجامعة استطاعت خلال ما يزيد عن ربع قرن من الزمن أن تبني لها صرحاً من الثقة العلمية والمكانة الاجتماعية المرموقة في المجتمعين المحلي والدولي. وأعربت عن أملها في أن تتم خلال الفعالية مناقشة التحديات والصعوبات التي تصاحب برامج التدريب في كليات الجامعة المختلفة من جهة والتحديات والملاحظات التي يود المشاركون في الفعالية طرحها من خلال تعاملهم مع طلبة الجامعة، بالإضافة إلى بحث إمكانية توفير فرص واعتماد استراتيجية فاعلة للتدريب في الجامعة وفقا لخبرات المشاركين السابقة.

تسع كليات
وقالت: لقد حرصت جامعة السلطان قابوس خلال مسيرتها الماضية، على أن تستلهم فكرها من فكر القيادة الحكيمة للبلاد، وتستنير بما حققته الجامعات والمؤسسات العالمية في مختلف المجالات الأكاديمية والطبية والفنية والإدارية؛ فمن جملة ما تفخر به الجامعة أنها بدأت مسيرتها بخمس كليات، أما اليوم فهي تضمُّ تسع كليات، وتحتضن حالياً ما يزيد على (18) ثمانية عشرَ ألف طالبٍ وطالبةٍ منهم أكثر من (16) ستة عشر ألفاً في مرحلة الدراسات الجامعية، موزعين على (80) ثمانين برنامج بكالوريوس، و(4) أربعة برامج دبلوم، وما يزيد على (1200) ألفٍ ومائتي طالبٍ وطالبةٍ في مرحلة الدراسات العليا موزعين على (70) سبعين برنامج ماجستير و(29) تسعة وعشرين برنامج دكتوراه.
وأكدت: أن تركيز الجامعة على البحث العلمي والتعاون الدولي كان له أهمية كبيرة؛ إذ أكسب الجامعة مكانةً محليةً وإقليميةً ودولية، فقد بلغ عدد المشاريع البحثية المعتمدة في الجامعة ما يزيد على (1800) ألفٍ وثمانمائة بحثٍ بتمويل يقارب (50،000،000) الخمسين مليونَ ريالٍ عماني، وذلك من مصادر التمويل المتمثلة في التمويل السامي للمشاريع الاستراتيجية، ومنح مجلس البحث العلمي، والمنح الداخلية، والمنح الخارجية، ومنح البحوث المشتركة، وإيرادات الاستشارات البحثية. وقد أنتج هذا النشاط البحثي مئات الأوراق العلمية المحكمة والمنشورة في مجلات ومؤتمرات عالمية مرموقة، عززت – وما تزال – من مكانة الجامعة في الأوساط العلمية العالمية.
وأضافت: لا يفوتنا هنا أن نذكر بالعلاقات المتميزة التي تحظى بها جامعة السلطان قابوس مع العديد من الجامعات العالمية والمؤسسات الخدمية والأكاديمية والبحثية والصحية، حيث تُولي الجامعة اهتمامًا كبيرًا بهذا الصعيد المهم، الذي تمخضت عنه الكثير من المشاريع المشتركة، من ذلك أن الجامعة أبرمت سبعة وعشرين (27) عقداً بحثياً في عام 2014 بقيمة (1،552،915) تزيد على مليون وخمسمائة وخمسين ألف ريال عماني، أسهم القطاع الخاص فيها بما نسبته ثمانية وعشرون بالمائة (28%)، شملت المشاريع فيها مجالات عدة أبرزها: البيئة والصحة وعلم المواد والتربية؛ وقد جاءت اهتمامات هذه المشاريع وفقاً لاحتياجات القطاعات الحكومية والخاصة بالسلطنة. كما أن للجامعة (4) أربعة أبحاث مشتركة يتم تنفيذها حالياً مع جامعة الإمارات العربية المتحدة، و(10) عشر منح بحثية خارجية حصلت عليها الجامعة هذا العام من منظمات دولية عدة.
وعلى صعيد تنظيم المؤتمرات والندوات العلمية فقد نظمت الجامعة في العام المنصرم ما يزيد على أربعة عشر (14) مؤتمراً وندوةً علمية وحلقة عمل في مجالات معرفية مختلفة.

تدريب الطلاب
بعد ذلك ألقى محمد بن أحمد الريامي مدير أول التخطيط الوظيفي بالشركة العمانية للاتصالات (عمانتل) كلمة المؤسسات المشاركة قال فيها: إن تدريب طلاب الجامعات والكليات من التحديات التي لا تقتصر على مؤسسات التعليم ولكنها تشمل أيضاً القطاعات التي تدرب هؤلاء الطلاب. ولو أخذنا القطاع الخاص مثالاً لحديثي هنا، فمن أكبر التحديات التي نواجهها، الطلب المتزايد على تدريب الطلاب خلال فترة قصيرة وهي فترة الإجازة الصيفية. هذا التحدي قد يؤثر على مدى تقديم الجودة في التدريب وذلك لوجود عدد كبير من المتدربين في فترة زمنية واحدة وفي مكان واحد.
وأضاف الريامي: ومن خلال الخبرة العملية التي اكتسبتها في مجال إدارة وتنمية الموارد البشرية، أوجه إخواني الطلبة للاهتمام بالتدريب العملي وأخذه محمل الجد واختيار المؤسسات التي يكون مجالها أقرب لمجال الدراسة وذلك لأنه أولاً سيتعلم ويصقل مهاراته المهنية ومدى ترجمته للمواد التي يتعلمها، وثانياً لأن المؤسسات قد تستهدف الطالب الذي تدرب لديهم وأثبت مدى جدارته واستعداده لسوق العمل.
إن مؤسسات التعليم عليها التركيز أكثر في التدريب العملي للطلاب وعدم قصرها للفترة الصيفية، كما عليها التأكد من أن المؤسسات قادرة على تدريب الطلاب وجعلهم يكتسبون السلوك والمهارات المطلوبة لينهوا الفترة التدريبية بنجاح.
وأشار الريامي إلى أن القطاع الخاص أصبح يعول في تعيينه لمخرجات التعليم العالي على تقويم سلوكيات الفرد ومهاراته التعليمية وسرعة البديهة وقدرته على حل المشاكل ومدى إمكانيته على العمل بروح الفريق. وذلك لأن كثيرا من المؤسسات تعتمد كثيراً على مدى مواءمة الخريج لبيئة وثقافة المؤسسة.
وأصبح ما يعرف بالارتباط الوظيفي هو هدف إدارات الموارد البشرية لزرع الولاء لدى الموظفين.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، أولت عمانتل كل اهتمامها في الاستثمار بمواردها البشرية وقامت بمشاريع عدة ومبادرات تهتم بالتدريب والتأهيل والابتعاث والتطوير الوظيفي وإدارة المواهب، وإرساء ثقافة الأداء، ونتيجة لذلك فقد حققت الشركة نسبة تزيد عن 90% في مدى اعتزاز الموظفين بالانتماء اليها.
وأضاف الريامي أن إدارات الموارد البشرية في المؤسسات الرائدة أصبحت تكثف دورها لكي تصبح المؤسسات خيار الموظفين والخريجين للعمل بها فصارت تولي اهتماماً كبيراً بموظفيها، وتدعم إيجاد المشاريع التي تضمن إيجاد فرص تطور مميز لهم. ولكونها تؤمن بأن النجاح والتقدم يقوده الموظفون، تسعى المؤسسات لإيجاد ثقافة جديدة تضمن تحسين المستويات الوظيفية والاجتماعية والتعليمية والمادية لترسيخ أهم قيم الولاء والرضى والارتباط الوظيفي.
وأشار إلى أنه من هذه المبادرات برنامج القيمة المضافة للموظف (EVP) على رأس تلك البرامج التي يتم من خلالها التركيز على المزايا والتعويضات والعروض المادية والمعنوية التي تقدمها أي مؤسسة غير الراتب الشهري مثل: بيئة العمل بالشركة، والمكافآت والمزايا، وأسلوب الإدارة، والتدريب والتطوير الوظيفي، وفرص التقدم الوظيفي، وسياسات الشركة الحديثة والمتجددة ، والمرونة الإدارية. وبالتالي فهو يصنع التوازن بين ما يقدمه الموظف من وقته وخبراته وجهده وما يتم منحه إياه من أجر مادي ومزايا مادية ومعنوية، وذلك سعياً في تعزيز الولاء والارتباط الوظيفي بالنسبة الى الموظف، ويساعد المؤسسات من جهة أخرى في التركيز على جذب الموظفين المميزين والموهوبين وإيجاد بيئة مناسبة لإطلاق العنان لتلك المواهب والقدرات والخبرات وهذا بدوره يساهم بشكل إيجابي في قيمة الموظفين لها.

نوعية البرامج
بعد ذلك قدم الدكتور ناصر بن سعيد الصلتي مساعد عميد كلية العلوم للتدريب وخدمة المجتمع عرضاً تعريفياً عن برامج التدريب الطلابية في مختلف الكليات. فأشار إلى فرص التدريب المتاحة ونوعية برامج التدريب، والفئة المستهدفة من الطلاب، واحتياجات كل كلية من التدريب وكذلك عملية التقويم الخاصة بالتدريب.
وأشار الدكتور الصلتي خلال العرض إلى أن التدريب يمر بثلاث خطوات أساسية وهي المرحلة الأولى الإعداد للبرنامج التدريبي، وإيجاد الفرص وتوزيع الطلاب على المؤسسات الحكومية والخاصة، والمرحلة الثانية هي متابعة سير التدريب والزيارات الميدانية، والمرحلة الثالثة هي مرحلة التقويم والمراجعة.
وأضاف أن أهمية التدريب تكمن في كون المؤسسة الأكاديمية وهي الجامعة لا تستطيع تحقيق التدريب لطلابها دون المؤسسات الحكومية والخاصة، ولذلك نحن نسعى لإيجاد شراكة حقيقة بيننا وذلك لكي نصقل مهارات الطلاب والذين هم يرفدون سوق العمل بالطاقات والكوادر المؤهلة.
ولدينا تجارب في التدريب ومجالس استشارية نستفيد من خلالها من آراء الخبراء في القطاع الخاص في مجال التدريب، وأبرمت الجامعة عدداً من الاتفاقيات والمذكرات والتي تتضمن برامج تدريب مشتركة، وتوفير فرص تدريب خارجة للطلاب في مختلف المجالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق