رئيسيسياسة عربية

اسرائيل تنتقم من اوروبا في فلسطين

في خضم الاحداث التي تتخبط فيها منطقة الشرق الاوسط، استغلت اسرائيل الفرصة السانحة الاولى، لتنتقم من السياسة الاوروبية ضد الاستيطان. ففي يوم الجمعة 20 ايلول (سبتمبر) من الاسبوع الماضي، قامت مجموعة عسكرية اسرائيلية، في الضفة الغربية المحتلة، بمصادرة شاحنة، كانت تنقل خيماً ميدانية ومساعدات انسانية ملحة، الى مجموعة من الفلسطينيين، دمرت بيوتهم قبل ايام، وعمدت القوى الامنية، زيادة في الاذلال، الى «اعتقال» الديبلوماسيين الاوروبيين، الذين كانوا يرافقون القافلة «في صورة مؤقتة»،. وعمدوا الى انزال الديبلوماسية الفرنسية، خانون فينون سيستان، قسراً من الشاحنة التي كانت تجلس فيها، وعنفوها، ورموها ارضاً.

الديبلوماسية الفرنسية كانت على متن شاحنة تحمل لوحة ديبلوماسية اسبانية، ورفضت تقديم جواز سفرها الديبلوماسي، الى الجنود الاسرائيليين، الذين سمحوا للقافلة، بالتحرك، بعد 15 دقيقة. ولكن للعودة الى القدس، بعد مناوشات كلامية قاسية، واكتفت مصادر ديبلوماسية فرنسية، بالقول: «نستطيع ان نؤكد ان ديبلوماسياً في القنصلية الفرنسية، انزل من السيارة بالقوة العنيفة»، واردفت: «اننا ننتظر الآن، ان ترد باريس بالطريقة المناسبة، على ما جرى».
ودعت حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، القنصل الفرنسي العام في القدس، هيرفيه ماغرو، خطياً، الى «عمل المستحيل من اجل ان تدفع اسرائيل ثمن هذا الاعتداء الخطير، وان لم تفعل، فانها تكون ابلغت اسرائيل، ان في استطاعتها مواصلة سياستها العدائية».

 تدمير المنازل
وكانت القوى العسكرية الاسرائيلية، دمرت في بداية الاسبوع الماضي، مجموعة من المنازل المصنوعة من الخشب، والاعمدة المعدنية، في شمال وادي الاردن، وعمدت على مدى الايام الماضية، منظمات انسانية، الى تقديم المساعدات الغذائية والمادية الى المئة والعشرين شخصاً. الذين انتهوا من دون مأوى، واكثريتهم من الرعاة. وكانت المحكمة الدستورية الاسرائيلية، امرت مؤخراً بتدمير هذه المنازل، بعد اعتبارها غير قانونية، وهي تقع في المنطقة 2 من الضفة، الخاضعة للسيطرة المدنية والعسكرية الاسرائيلية، وتطالب بها السلطة الفلسطينية لتشكل جزءاً من الدولة المستقلة، في المفاوضات التي استأنفتها مع اسرائيل بوساطة اميركية،
انطلق الحادث، من محاولة منظمة انسانية، تقديم مساعدات الى هؤلاء الفلسطينيين، فرافقهم في تنفيذ مسعاهم، ديبلوماسيون من فرنسا، واسبانيا، وبريطانيا وايرلندا، والسويد واليونان، واوستراليا والبرازيل، والاتحاد الاوروبي، والامم المتحدة، ولاحظ ديبلوماسي، كان من ضمن المجموعة: «لكن الجنود الاسرائيليين حالوا دون وصولنا الى الفلسطينيين مع المساعدات، فصادروا الشاحنة التي كانت تنقلها ومارسوا تصرفات عدائية تجاه الديبلوماسيين».
وافاد شهود، ان العسكر الاسرائيليين، استعملوا ثلاث قنابل صوتية، على الاقل، لتخويف الديبلوماسيين.
ولاحظت نيل كيران الناشطة في منظمة «المساعدة على النمو» السويدية، ديا كونيا، التي كانت موجودة، خلال محاولة ايصال المساعدات الى الفلسطينيين: «ان اسرائيل هي التي اوجدت الحاجة الى المساعدات، التي منعت وصولها الى الذين يحتاجون اليها». واردفت: «ان اسرائيل ملزمة بتسهيل وصول المساعدات الملحة، في شكل سريع ومن دون اعاقة، ولكنها عمدت في هذه الحالة الى استعمال القوة، لمنع توزيع المواد التي يحتاج اليها، من تضرروا من قرارات اتخذتها هي».

تبرير
وبرر ناطق باسم الجيش الاسرائيلي هذا التصرف: «اننا قمنا بالرد على محاولة غير قانونية لنصب خيم ميدانية، في شمال وادي الاردن، وخرق قرار من المحكمة العليا، فاعترضت مجموعة من الفلسطينيين والناشطين الاجانب، باستعمال العنف ورمي الحجارة، اصابت بعضها، رجال أمن. فرد الجيش على الاعتداء، بالطرق المناسبة المعتادة، فصادر الخيم واعتقل ثلاثة فلسطينيين، كانوا وراء تنظيم ما حصل وستحيل على السلطات المختصة، حالة الممثلين الاجانب الذين استغلوا وضعهم الديبلوماسي».
ولاحظ المراقبون ان الحادثة وقعت بعد يوم واحد، من زيارة كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، المكان اياه، في رفقة ديبلوماسيين اوروبيين شرح لهم ان التصرفات الاسرائيلية، تعيق مسار المفاوضات، كتدمير مساكن الفلسطينيين، مثلاً.
وتساءل عريقات امام الديبلوماسيين: «هل يمكن ان نعتبر مثل هذه التصرفات طبيعية، من قبل من يدعي انه يريد للمفاوضات ان تتقدم؟ وهل نستطيع الكلام عن حل الدولتين، مع هذا المستوى من الثقة»؟!.


 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق