سياسة عربية

لاريجاني يؤكد دعم بلاده لنظام الاسد ومشروع سوري لفك الارتباط بين ايران وحماس

اكثر من ملف يمكن ان يشكل محوراً للقاء بين مسؤولين ايرانيين وسوريين. واكثر من قضية يمكن ان تكون محل تنسيق مشترك بين طرفين حافظا على قدر من التحالف على مدى عقود من الزمن، تخللتها ازمات كبرى هزت العالم وغيرت وجهه، وما زالت تعصف بالمنطقة.

الرئيس الاسد، الذي قلما يستقبل احداً من المسؤولين الدوليين بحكم الهواجس الامنية والانشغال في ملفات شائكة، استقبل الاحد الفائت رئيس مجلس الشورى الايراني، علي لاريجاني.
اللقاء جاء في ظرف حرج، وبينما تشهد الارض السورية صراعاً من نوع خاص، وبين اطراف متقاطعة. وبحسب معلومات متسربة من اروقة اللقاء، جرى البحث في ملف حركة حماس، وسط تقارير تتحدث عن رغبة سورية بفك ارتباط ايران بالحركة. ووقف الدعم الذي تقدمه الجمهورية الاسلامية لحركة حماس، حيث القناعة السورية بان حماس تآمرت على النظام السوري. وهي القناعة التي عبر عنها الرئيس بشار علانية، فوجه الاتهام للحركة بالتآمر. وجاء رد الحركة بالنفي.
ولم يتبين ما اذا كان الرئيس بشار قد حصل على وعد رسمي بوقف الدعم عن الحركة. الا ان تحليلات اشارت الى ان طهران تعتبر ان الملف السوري هو معركتها الاولى. وبالتالي فمن الممكن ان تكون دمشق قد نجحت في التخفيف من الدعم الذي تقدمه طهران لحركة حماس.

مصالحات
وبحسب بيان رسمي، اكد الرئيس السوري بشار الاسد خلال لقاء لاريجاني، تصميم الشعب السوري على استئصال «الارهاب» و«الفكر المتطرف» بالتوازي مع استمرار المصالحات الوطنية وتعزيزها في البلاد.
 وذكرت وكالة الانباء السورية ان الاسد اكد خلال لقائه في دمشق رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني «تصميم السوريين على استئصال الارهاب والافكار المتطرفة التي تهدد شعوب المنطقة والعالم وحرصهم في الوقت عينه على الاستمرار بالمصالحات الوطنية وتعزيزها على جميع الاراضي السورية.
كما اكد الاسد ان السوريين يقدرون عالياً مواقف ايران تجاه سوريا.
وشدد لاريجاني خلال اللقاء، من جهته، على دعم بلاده للجهود والمساعي الهادفة لدفع الحوار الوطني بين السوريين والذي يحفظ سيادة سوريا ووحدة أبنائها بعيداً عن التدخلات الخارجية، بحسب الوكالة.
ونقلت الوكالة عن لاريجاني ان الشعب الايراني لن يتوانى عن تقديم كل اشكال ال
دعم لسوريا لتعزيز مقومات الصمود ومحاربة الارهاب وداعميه.
وقال لاريجاني في مؤتمر صحفي عقده مع رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام ان جميع الدول العربية والغربية تعمل على تقديم حل سياسي، معرباً عن ثقته بان الكثيرين مقتنعون بان الحل السياسي هو الخيار ولكنني على ثقة بان البعض يعارضون ذلك.
وحذر لاريجاني الدول التي تدعم الارهاب من انها تقوم بمغامرة قد توءدي الى اشعال نار لا يمكن اطفاؤها.

حل سياسي
وكان لاريجاني اعرب لدى وصوله الى مطار دمشق الدولي عن تمنياته بأن تؤدي التحركات التي تجري في المنطقة الى نهاية الازمة في سوريا.
واضاف لاريجاني أن حل الازمة في سوريا سياسي وقائم على أسس ديمقراطية ووفق ارادة الشعب السورى مشيراً الى ضرورة ان يتوحد السوريون ويتخذوا قراراً من أجل مستقبل بلدهم.
كما اشار المسؤول الايراني الى أن زيارته الى سوريا تهدف الى تقديم الدعم للحكومة السورية والشعب السوري وبحث الاوضاع الراهنة عن قرب والتشاور مع المسؤولين في ما يتعلق بحل القضايا السياسية العالقة.
وايران هي ابرز البلدان التي تدعم سوريا في المنطقة وتقدم لها مساعدة سياسية واقتصادية وعسكرية. وتتهم ايران الدول الغربية والسعودية وقطر وتركيا بأنها تدعم المسلحين المعارضين وتشجع بذلك المجموعات الجهادية لتنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة.
الى ذلك، وفي سياق آخر، قالت مصادر في المعارضة السورية، إن العشرات من القوات الحكومية سقطوا بين قتيل وجريح بانفجار في محافظة حماة، وسط البلاد.
وأوضحت تقارير اخبارية أن 30 عنصراً من الجيش السوري سقطوا بين قتيل وجريح بانفجار لغم أرضي بحافلة كانوا يستقلونها بالقرب من قرية قصر أبو سمرة في محافظة حماة.
وفي ريف دمشق، قال «اتحاد تنسيقيات الثورة» إن كتائب من المعارضة المسلحة قامت بتفخيخ وتفجير مبنى يتحصن فيه عدد من عناصر الجيش السوري على «أوتوستراد السلام» بخان الشيح بريف دمشق، مما أدى إلى سقوط العشرات منهم بين قتيل وجريح.

سيطرة داعش
من جانب آخر ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم «داعش» تمكن من استعادة السيطرة على نقاط كانت القوات الحكومية سيطرت عليها بمحيط مطار دير الزور العسكري، من جهة قرية الجفرة، خلال اشتباكات بين الطرفين.
وقال المرصد، في بيان له، إن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 4 على الأقل من التنظيم، بينهم 3 غير سوريين.
كما قتل عدد من عناصر القوات الحكومية في الاشتباكات ذاتها، ونفذ الطيران الحربي خلال الاشتباكات نحو 15 غارة على مناطق في قرية الجفرة ومحيط مطار دير الزور، فيما تستمر الاشتباكات بين الطرفين في المنطقة.
وفي ريف حلب، ذكرت تقارير أن سيارة مفخخة كانت مرصوفة بإحدى الطرقات القريبة من مشفى الكنانة الميداني بمدينة دارة عزة قد انفجرت، ما ادى الى اضرار مادية.
وفي سياق آخر، تواصلت المعارك في سوريا لتشمل مناطق عدة، فبينما تجدد القتال في مدينة عين العرب (كوباني) شمالي البلاد بين تنظيم الدولة الإسلامية ووحدات حماية الشعب الكردي، واصلت قوات النظام السوري استهداف مناطق عدة كان أبرزها ريف إدلب وحمص.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن تنظيم الدولة نفذ هجوماً في محاولة لاستعادة السيطرة على مبنى المركز الثقافي وسط عين العرب. وأوضح المرصد أن اشتباكات دارت بين تنظيم الدولة ووحدات حماية الشعب الكردي التي سيطرت على المبنى، أسفرت عن مصرع مقاتلين اثنين على الأقل من التنظيم. كما نفذت طائرات التحالف الدولي ضربة استهدفت مواقع للتنظيم بالقرب من المركز الثقافي بعين العرب.
ووفق المرصد، سقطت سبع قذائف على الأقل أطلقها تنظيم الدولة على مناطق بالمدينة، التي تشهد جبهات ومحاور عدة فيها اشتباكات متقطعة وتبادل إطلاق نار بين وحدات الحماية وكتائب معارضة من جهة، وتنظيم الدولة من جهة أخرى.
وفي مناطق سورية أخرى، ذكر ناشطون أن طيران التحالف شن غارات جوية على مقار تنظيم الدولة في قرية احتميلات وحور النهر وفي بلدة دابق بريف حلب.
وشنت قوات النظام السوري غارات جوية على قرية تل الطوقان والدهيبية في محيط مطار أبو الظهور العسكري بريف إدلب الشرقي. وذكر ناشطون أن مروحيات النظام ألقت أربعة براميل متفجرة على مدينة الرستن بريف حمص.

في الرقة
وفي الرقة سقط 11 قتيلاً وعشرات الجرحى جراء قصف جوي شنته طائرات النظام على المدينة الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة. وتتعرض الرقة لقصف مكثف من قوات النظام منذ نحو شهر، ذهب ضحيته العشرات من سكان المدينة، وتسبب في دمار كبير للمباني والمتاجر، كما يستهدف طيران التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة مواقع للأخير داخل المدينة.
وفي حي جوبر بدمشق، أعلنت المعارضة المسلحة أنها قتلت سبعة – على الأقل – من جنود النظام وجرحت آخرين في اشتباكات عنيفة اندلعت بين الطرفين على أطراف الحي.
وجاءت الاشتباكات إثر محاولة قوات النظام التقدم في الحي بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي شنته على الحي والمناطق المحيطة به، وأوردت شبكة شام أن المعارضة استولت على أسلحة وأعطبت دبابة لقوات الجيش النظامي، في ظل تعرض الحي لقصف بصواريخ أرض أرض وقذائف الهاون والمدفعية.

ا. ح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق