هل يقفل ملف العسكريين المخطوفين باعتماد المقايضة؟

يستمر مسلسل قطع الطرقات من قبل اهالي العسكريين المخطوفين، متنقلاً بين المناطق من ضهر البيدر الى القلمون وتستمر التهديدات بالتصعيد في حال لم يتم الافراج عن ابنائهم. وتترافق هذه الموجة مع دعوات من اطراف متعددة داعية الى تعزيز العيش المشترك والابتعاد عن الفتنة.

شددت عشائر وعائلات جرود الهرمل والقرى الشمالية المتجاورة، بعد اجتماع موسع، شاركت فيه وفود من قرى وبلدات: صربين – عميري، الشحيري وعين البيضاء وسائر قرى وبلدات جرود عكار والضنية والهرمل، «على ضرورة تحصين المنطقة وتعزيز اواصر العيش الواحد ورفض اي محاولة لزرع بذور الفتنة من خلال بعض الشائعات».
وأكدت العشائر «تحييد المنطقة كما كانت دائماً عن كل مظاهر التقاتل تحت اي مسمى سياسي او ديني او عائلي وحصر المشاكل الفردية باصحابها».
وتم تشكيل لجنة من جميع العائلات لمعالجة اي اشكال قبل توسع ارتداداته والختام توقيع ميثاق شرف.

وفد من عكار العتيقة زار القبيات وتأكيد على العيش المشترك
وزار وفد من بلدة عكار العتيقة برئاسة الشيخ احمد الزعبي ضم اعضاء من المجلس البلدي ومخاتير البلدة، بلدة القبيات حيث استقبلهم في قاعة دير مار ضوميط للاباء الكرمليين رئيس بلدية القبيات عبده مخول عبده، رئيس اقليم كاريتاس عكار الاب الكرملي ميشال عبود وعدد من كهنة الرعايا ومخاتير القبيات وممثلون عن مختلف الفعاليات السياسية والحزبية. وكان بحث في الشؤون التي تهم البلدتين على جميع الاصعدة والسبل الكفيلة باستمرار هذه اللقاءات.
بداية القى الاب عبود كلمة رحب فيها بـ «اهلنا في عكار العتيقة الذين يعتبرون بأن القبيات بلدتهم»، وقال: «في الازمات يطمئن الاباء اكثر عن ابنائهم والاخ يبحث عن اخيه وهذا فعل ايماني والشمس لا تعطي ظلاما انما تعطي النور انها ارادة الله الذي هو اله الرحمة والمحبة ولا يعطي الا المحبة والرحمة وعلينا ان نكون على مثاله واننا في ذلك السبيل ساعون دائماً».

الشعار
ثم تحدث محمد الشعار فأعرب عن أن «خطوات التواصل بين ابناء العائلة الواحدة انما هي تأكيد على نموذجية العيش المشترك والواحد الذي يربط ابناء عكار ببعضهم البعض وخصوصاً القبيات وعكار العتيقة»، داعياً الى «الوحدة والتضامن لتثبيت دعائم الامن والاستقرار وصيانة السلم الاهلي كعائلة واحدة».

عبده
رئيس بلدية القبيات عبده اكد في كلمته ان «كل الحرائق التي حصلت منذ عشرات السنين لم تستطع الاقتراب من بنية ابناء كل العائلات الروحية في هذه المنطقة ولم تستطع المساس بصلابة عيشنا وتآخينا».
وقال: «انها ايام صعبة تعبر وعلينا ان نواجه التحديات معاً كما في السابق وهذه اللقاءات يجب ان تتكثف بين مختلف القرى والبلدات وعلى صعيد البلديات للبحث بكل الشؤون الوطنية العامة».

الزعبي
وقال الشيخ الزعبي: «ان ما يجمعنا كأبناء لبلدتي القبيات وعكار العتيقة وكعكار ككل ليس نحن ولا انتم انما هو عمل رباني فالله هو الذي يوحد بين القلوب ويمنحنا نعمة اللقاء والتعاضد لما فيه خبر بلداتنا ووطننا الذي له علينا الحق في ان نكون معاً، هكذا كنا وهكذا سنبقى وكما كان الجدود والاباء سنكون نحن الابناء وسنورث هذا الامر للاجيال القادمة».

حزب الله من دار الفتوى: لترسيخ الوحدة والحوار بين اللبنانيين
من جهته أعلن رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» السيد ابرهيم امين السيد، في تصريح ادلى به بعد لقائه على رأس وفد من الحزب، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى مهنئاً، انه تم التشاور «في الافكار والسياسات التي يجب اعتمادها في مقابل الاحداث والتطورات التي نشهدها على كل الاصعدة»، مشدداً على «ترسيخ الوحدة ومبدأ الحوار والتعاون والتفاهم بين كل الأطراف السياسية في لبنان وأبناء المنطقة».
وقال: «حصل تشديد على ضرورة العمل من أجل ترسيخ الوحدة بين اللبنانيين والعرب وترسيخ الحوار والتعاون بين القوى السياسية في لبنان ودول المنطقة»، مشيراً الى «ان المجتمع العربي والاسلامي يتوق الى اللحظة التي يرى فيها الدول في المنطقة تبادر الى اعتماد سياسة الحوار والتفاهم والتعاون لحل المشاكل التي انتجها اعداؤنا»، مشيراً الى ان الاعداء لم يحققوا أهدافهم فلجأوا الى تمزيق الأمة من داخلها لزرع الصراعات.
وأكد «الظرف صعب ومعقد على الصعيد الداخلي والاقليمي والدولي، والأحداث التي نعيشها في الداخل تفرض بنفسها على أي لقاء يحصل من هذا النوع».
وهكذا تتوالى اللقاءات والدعوات لنبذ الفتن والعمل على ابقاء الساحة اللبنانية هادئة ولو بالحد الادنى لتجنيب لبنان الكأس المرة.
وفي هذا الاطار تحركت الحكومة على صعد العسكريين المخطوفين لان الافراج عنهم يزيل التوتر ويبعد هذا الجو المتشنج. وظهرت بوادر امل في حل هذه القضية من خلال دعوات وجهها وزراء وشخصيات سياسية للقبول بمبدأ المقايضة التي تطالب بها جبهة النصرة. فالوزير نهاد المشنوق لا يرى امتهاناً لكرامة الدولة في المقايضة بل ان كرامة الدولة تسقط اذا تم اغتيال العسكريين.
وحذا حذو الوزير المشنوق النائب وليد جنبلاط الذي كان اول من لمح الى اعتماد المقايضة واقفال هذا الملف وفي ذلك اراحة للدولة وللجيش. وتتكثف الاتصالات على هذا الصعيد على امل الوصول الى نتائج ايجابية في القريب العاجل.