دولياتعالم

ثلاث هجمات لحزب العمال الكردستاني في تركيا وسقوط 14 قتيلاً

استأنف المتمردون الاكراد حملة هجمات دامية طالت للمرة الاولى مناطق لا توجد فيها غالبية كردية واوقعت 14 قتيلاً الخميس، بعد بضعة اسابيع من الهدوء النسبي اثر الانقلاب الفاشل في تركيا.

وخلال ساعات، وقعت ثلاث هجمات نسبتها انقرة الى حزب العمال الكردستاني واسفرت عن سقوط 14 قتيلاً على الاقل واكثر من 200 جريح في شرق البلاد وجنوب شرقها.
ومطلع الشهر، هدد المسؤول في حزب العمال جميل بايك بتكثيف الهجمات ضد الشرطة «في كل المدن التركية» وليس فقط في جنوب شرق البلاد حيث الغالبية كردية.
وقال مصدر مقرب من الحكومة لوكالة فرانس برس «حزب العمال الكردستاني يريد الاستفادة من الاوضاع الراهنة في تركيا. كل منظمة ارهابية تهدف الى استغلال الازمات» في اشارة الى الانقلاب الفاشل الذي هز سلطة الرئيس رجب طيب اردوغان لساعات في 15 تموز (يوليو).
وقال اردوغان ان حصيلة اعتداء بالسيارة المفخخة وقع في ايلازغ (شرق) ارتفع الى خمسة قتلى، مشدداً على ان تركيا لن تتراجع ابدا في مواجهة حزب العمال الكردستاني.
وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الذي توجه في وقت سابق الى ايلازغ، معقل المحافظين والقوميين الاتراك الذي كان بمنأى حتى الان عن النزاع الكردي، قد اشار الى مقتل ثلاثة شرطيين على الاقل واصابة 145 شخصا بجروح (85 شرطياً و60 مدنياً).
واوضح ان البلاد رفعت مستوى الانذار موجهاً اصابع الاتهام الى العمال الكردستاني.
وقال للصحافيين «لا شك ان الاعتداء من فعل المنظمة الارهابية (…) لا يمكن لاي حركة ارهابية ان تركع الشعب التركي».
ونسب وزير الدفاع التركي فكري ايشيق مباشرة الهجوم الذي استهدف مقر الشرطة في هذه المحافظة غير الكردية في شرق تركيا الى العمال الكردستاني. وقد تسبب باضرار كبرى في المبنى المبني من اربع طبقات.
وقال النائب عن محافظة ايلازغ عمر سردار وهو من حزب العدالة والتنمية الحاكم لشبكة «سي ان ان ترك»> «حتى الان لم نشهد مثل هذا الهجوم في المدينة، ولا تلقينا معلومات عن هجوم محتمل».

زعزعة تركيا
وبعد ساعات استهدف المتمردون الاكراد قافلة عسكرية في بيتليس (جنوب شرق) بحسب وسائل اعلام وفجروا عبوة ناسفة لدى مرورها ما اسفر عن مقتل خمسة جنود و«حارس محلي» واصابة سبعة عسكريين بجروح.
وليل الاربعاء الخميس قتل ثلاثة اشخاص، مدنيان وشرطي واصيب 73 في فان شرق البلاد في اعتداء بسيارة مفخخة نسبته السلطات المحلية ايضاً الى حزب العمال الكردستاني.
واظهر شريط فيديو التقط خلال الاعتداء كرة نار ادت الى تحطم زجاج قاعة استقبال يرقص فيها المدعوون الى حفل زفاف، قبل ان يبدأوا بالصراخ مذعورين.
وفان مدينة كبرى مختلطة بين الاكراد والاتراك وتعتبر وجهة سياحية معروفة قريبة من ايران تتضمن مواقع اثرية.
وكانت بمنأى نسبياً عن اعمال العنف المستمرة منذ 1984 وادت الى مقتل اكثر من اربعين الف شخص.
ودانت منظمة العفو الدولية الاعتداءات في بيان وقالت «اظهر المسؤولون عن هذه الجرائم ازدراء بحياة الافراد ويجب احالتهم على القضاء».
والاثنين الماضي، قتل ثمانية اشخاص هم خمسة شرطيين وثلاثة مدنيين في اعتداء بسيارة مفخخة نفذه المتمردون الاتراك ضد مركز للشرطة على طريق عام في المنطقة.
وتتعرض قوات الامن التركية لهجمات شبه يومية يشنها حزب العمال الكردستاني منذ انتهاء وقف اطلاق النار بين المتمردين الاكراد والقوات الحكومية في صيف 2015، وادت الهجمات الى مقتل مئات الشرطيين والعسكريين.
ومع حملة التطهير الواسعة النطاق التي اطلقتها السلطات التركية بحق مناصري الداعية الاسلامي فتح الله غولن المتهم بانه مدبر الانقلاب الفاشل، تمت اقالة الاف عناصر الشرطة والجيش او وضعوا قيد الحجز الاحتياطي ما اثار مخاوف من ضعف امكانات الدولة لمكافحة حزب العمال الكردستاني بفاعلية.
والخميس، باشرت الشرطة المالية التركية عملية واسعة النطاق في اسطنبول، العصب الاقتصادي للبلاد، وفي محافظات اخرى ضد شركات يشتبه بتمويلها الداعية غولن، كما افادت وسائل الاعلام المحلية.
لكن وزير الدفاع التركي اكد لوكالة الاناضول الحكومية انه «منذ 15 تموز (يوليو) اصبحت الجمهورية التركية اقوى» وانها ستتمكن «عاجلاً ام آجلاً من استئصال» حزب العمال الكردستاني.
وكانت الحكومة توعدت بمواصلة عملياتها ضد المتمردين لاخراجهم من المدن بالرغم من حملة التطهير الواسعة التي باشرتها بعد محاولة الانقلاب والتي اضعفت الجيش وطاولت ايضا مؤسسات اخرى للدولة.
ويصنف الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وتركيا حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية.
وكان الحزب يطالب باستقلال الاكراد في جنوب شرق تركيا. لكن طلب الاكراد يتركز الآن على الاعتراف بحقوقهم وبحكم ذاتي اوسع.
وكرر اردوغان الخميس ان حزب العمال الكردستاني وشبكة الداعية فتح الله غولن اتحدا من اجل زعزعة تركيا. وقال «بعد شبكة غولن، تولى حزب العمال الكردستاني (ارتكاب) اعمال العنف».

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق