رئيسيسياسة عربية

العراق: السيستاني يدعو «للالتزام بآداب الجهاد» في الهجوم لاستعادة الفلوجة

حث آية الله العظمى علي السيستاني أعلى مرجعية شيعية بالعراق القوات الحكومية التي تحارب لاستعادة الفلوجة من تنظيم الدولة الإسلامية على حماية المدنيين المحاصرين في المدينة الواقعة على المشارف الغربية لبغداد.
 
وتعكس دعوة السيستاني مخاوف من حدوث خسائر كبيرة في الأرواح في المعركة الدائرة لاستعادة المدينة التي تقطنها أغلبية سنية مما يمكن أن يؤجج التوترات الطائفية في العراق. ويقود الشيعة الحكومة في بغداد منذ سقوط صدام حسين عام 2003.
وضم السيستاني صوته لكثيرين يدعون إلى ضبط النفس في المعركة التي بدأت يوم الاثنين لاستعادة الفلوجة التي كانت أول مدينة عراقية تسقط في قبضة التنظيم المتشدد وكان ذلك في كانون الثاني (يناير) عام 2014.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل السيستاني في بيان «السيد السيستاني أكد في مستهل وصاياه على ضرورة الالتزام بآداب الجهاد قائلاً إن للجهاد آداباً عامة لابد من مراعاتها حتى مع غير المسلمين».
وقال مستشهداً بحديث نبوي «لا تغلوا ولا تمثلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا شيخاً فانياً ولا صبياً ولا امرأة ولا تقطعوا شجراً إلا أن تضطروا إليها».
وكانت وكالات الإغاثة أبدت قلقها المتزايد إزاء الوضع الإنساني في المدينة المحاصرة منذ ستة أشهر. وحثت الأمم المتحدة الأطراف المتقاتلة على حماية المدنيين الذين يحاولون الفرار من القتال.
 
مناشدة بفتح ممر آمن لخروج المدنيين
وقالت هيئة إنقاذ الطفولة في بيان «نفدت الأطعمة من الأسواق وبدأت الأدوية في النفاد مما يعرض المرضى من الأطفال والمسنين للخطر».
وأضافت أن النقص الحاد رفع سعر عبوة ألبان الأطفال الواحدة إلى 50 دولاراً مما يجعلها صعبة المنال على آباء آلاف الأطفال.
وركزت القوات العراقية الأربعاء نيران مدفعيتها على الأحياء الشمالية والشمالية الشرقية بالفلوجة وفقاً لما ذكره أحد السكان تم الاتصال به عن طريق الإنترنت.
وقال مصدر من مستشفى بالمدينة إن عدد القتلى الإجمالي منذ شنت الحكومة هجومها يوم الاثنين ارتفع إلى 43 ويشمل 26 مدنياً و17 متشدداً.
وقالت هيئة إنقاذ الطفولة في بيان امس الأربعاء إن «قتالاً عنيفاً يجري الآن حول المدينة» وقالت إن 700 شخص فقط بينهم 400 طفل تمكنوا من الفرار حتى يوم الثلاثاء.
وظل بالمدينة ما يصل إلى مئة ألف وفقاً لتقديرات أميركية وتقديرات الحكومة العراقية. وأضافت هيئة إنقاذ الطفولة أن ما يصل إلى 50 ألفاً منعوا من مغادرة الفلوجة.
والهجوم جزء من حملة حكومية لاستعادة أراض سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في شمال وغرب العراق. واستعادت القوات العراقية الرمادي عاصمة محافظة الأنبار القريبة من الفلوجة في كانون الأول (ديسمبر) لكنها لم تتعامل بعد مع تحد أكبر يتمثل في الموصل التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد وهي أكبر مدينة في شمال العراق.
وقال متحدث عسكري عراقي إن القوات تحاول إحكام حصارها للفلوجة بالتقدم على الجبهة الغربية قرب قرية الخالدية.
وذكر بيان لتنظيم الدولة الإسلامية نشرته وكالة أعماق للأنباء أن القوات العراقية عجزت عن التقدم على الجبهة الجنوبية قرب عامرية الفلوجة.
وانتقدت هيئة علماء المسلمين في العراق – وهي منظمة سياسية تأسست في عام 2003 لتمثل المسلمين السنة – الحملة على الفلوجة يوم الاثنين ووصفتها بأنها انعكاس «للروح الانتقامية التي تحملها قوى الشر ضدها جراء صمودها وإفشالها مشاريع ومخططاً للاحتلالين الأميركي والإيراني».
وللسيستاني نفوذ هائل على شيعة العراق. وتوحد مقاتلون شيعة قبل عامين بناء على دعوته في ائتلاف يطلق عليه الحشد الشعبي لوقف تقدم الدولة الإسلامية السريع.
وقال هادي العامري الأمين العام لمنظمة بدر كبرى وحدات الحشد الشعبي إن قوات الحشد الشعبي ستشارك في تطويق الفلوجة لكنها لن تدخلها إلا إذا فشلت القوات العراقية في القيام بذلك.

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق