أخبار متفرقة

استقالة ريفي عزف سياسي منفرد أم مؤشر الى «مأزق جماعي»؟!

أربع أسباب مجتمعة أدت الى استقالة وزير العدل أشرف ريفي في هذا التوقيت الذي يصل فيه المأزق الداخلي الى نقطة الذروة، وبهذه الطريقة غير المنسقة مع الرئيس سعد الحريري والتي تضع المستقبل أمام أمر واقع ليكون معنيا بهذه الاستقالة ورسائلها الموجهة في أكثر من اتجاه:
❊ السبب الأول المباشر هو إخفاق ريفي في إحالة ملف ميشال سماحة الى المجلس العدلي رداً على حكم المحكمة العسكرية بإخلاء سبيله… وهذه القضية يعتبرها ريفي قضيته الشخصية وقضية مباشرة لأنه هو من قام مع اللواء وسام الحسن (الذي دفع حياته ثمناً) في كشف مخطط سماحة الموثّق بوقائع الجرم المشهود… وهو مصمم على المضي في هذا الملف حتى النهاية من دون أن يجد الدعم الذي انتظره من الحريري والمستقبل، لا بل شعر أنه يقاتل وحيدا على هذه الجبهة.
❊ السبب الرسمي المعلن هو المتعلق بتعاظم نفوذ حزب الله وتحكمه بالحكومة والبلد، وهذا ما يرى فيه ريفي خطراً استراتيجياً، وأي تهاون فيه يضع مشروع وقضية 14 آذار على طريق الانكسار النهائي أمام المشروع الإيراني.
❊ السبب السياسي غير المعلن وهو المتعلق بالعلاقة المتدهورة مع الرئيس سعد الحريري والتي بلغت نقطة افتراق المصالح والحسابات… هذه العلاقة كانت تفجرت مع مبادرة الحريري الى ترشيح فرنجية، وجاء الرفض الأول والأكثر حزماً من جهة ريفي الذي رأى في ذلك انكساراً وتنازلاً غير مبرر… ولم ينجح الحريري في إقناع ريفي واستيعابه رغم اجتماعات حصلت في الرياض، ثم جاءت واقعة سماحة لتزيد في الشرخ عندما غرد الحريري بعد انسحاب ريفي من جلسة مجلس الوزراء احتجاجاً بأن «الوزير ريفي لا يمثلني» رافعاً عنه الغطاء السياسي… ولم ينجح احتفال البيال في إعادة الحياة الى مجاريها لتنكشف المشكلة مجدداً مع زيارة الحريري الى طرابلس التي قاطعها ريفي لأنه لم يكن على علم بها ولم تكن منسقة معه… ووصل ريفي نتيجة كل ذلك الى شعور واعتقاد أنه صار عبئاً على الحريري وأن وجوده من ضمن الصف القيادي وصقور المستقبل لم يعد مرغوباً به…
❊ السبب السياسي الآخر غير المعلن يتعلق بالتصعيد السعودي وقرار وقف المساعدات العسكرية والمالية، بحيث بدت استقالة ريفي أنها تمت على إيقاع هذا القرار وتحت غطائه لتكتسب بعداً إقليمياً في توقيتها ومضمونها الموجه ضد المشروع الإيراني في لبنان والمنطقة.
المهم الآن، وبعيداً عن أسباب الاستقالة النتائج التي ستترتب عليها وتتصل بـ:
– وضع الحكومة ومصيرها: هل استقالة ريفي مجرد عزف سياسي منفرد يهز الحكومة من دون أن يسقطها… أم مؤشر الى وضع حكومي هش قابل للتفجر والى مأزق سياسي جماعي بات يحتاج الى صدمة؟! وبالتالي هل تكون استقالة ريفي أول شرارة باتجاه سقوط حكومة سلام مثلما كانت مسألة التمديد له في مديرية الأمن الداخلي شرارة سقوط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي؟!
– الوضع في طرابلس وخريطة القوى والتحالفات: هل يؤثر فك ريفي ارتباطه بالحريري على وضع المستقبل في طرابلس والشمال؟! أم أن ريفي سينتهي كموقع وكظاهرة مع نهاية علاقته الرسمية بالحريري؟!
– الوضع العام في لبنان الذي يتجه أكثر فأكثر نحو التوتر والتشنج، وفي حال لم يتم استيعاب هذا المنحى بدءاً من جلسة اليوم لمجلس الوزراء، فإن الوضع يكون دخل في نفق جديد وفي مرحلة أخطار وانهيارات سياسية وأمنية واقتصادية…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق