أخبار متفرقة

نصرالله قال كلمته في الاستحقاق الرئاسي… ومشى

استحوذت الإطلالة السياسية الإعلامية الاستثنائية للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على اهتمام السياسيين والدبلوماسييين، لا سيما منهم المهتمين بتطورات الملف الرئاسي والذين باتوا على قناعة راسخة بأن حزب الله هو «القوة المقررة» في هذا الملف الخاضع لميزان قوى داخلي وإقليمي، وليس لحسابات العد والأصوات…
ثمة اهتمام استثنائي بهذه الإطلالة ولسببين مباشرين على الأقل:
1- لم يسبق أن حصل من قبل عندما كان نصرالله يتطرق الى الاستحقاق الرئاسي في سياق عام وليس كموضوع قائم في ذاته، ولم تكن لديه مرة رغبة التوسع والإفاضة في الحديث عن هذا الاستحقاق بانتظار أن تتوافر مقوّمات ولحظة الحسم.
وأن يقرر السيد نصرالله الآن التفرغ لموضوع الرئاسة، فهذا يعني أن هذه اللحظة بدأت تقترب ومعها لحظة وضع النقاط على الحروف، وأيضاً وضع حد لكل هذا اللغط الدائر حول الرئاسة ويصيب حزب الله وموقفه أكثر من أي فريق آخر… وبالتالي فإن مقاربة نصرالله الاخيرة لموضوع رئاسة الجمهورية كانت مختلفة عن كل المرات السابقة من حيث التوغل في التفاصيل وكشف معلومات ومعطيات جديدة…
2- هذه أول مرة يتحدث فيها السيد حسن نصرالله عن الملف الرئاسي الذي لم يرد في أي خطبه وإطلالاته منذ ثلاثة أشهر، رغم التطورات الهامة والنوعية التي دخلت على الخط وخلطت الأوراق، من ترشيح الحريري السياسي لـ «فرنجية» الى ترشيح جعجع الرسمي لـ «عون». وفي خلال هذه الفترة حكي الكثير عن موقف حزب الله وبكلام غلب عليه التشكيك والتساؤل: بعد مبادرة الحريري، كان التساؤل عما إذا كان موقف الحزب من ترشيح عون جدياً ونهائياً، وما إذا كان عون هو المرشح الأول ولكن ليس الأخير، وإذا كان فرنجية هو المرشح الفعلي وفق خطة «ب» بعد ثبوت تعذر انتخاب عون رئيساً للجمهورية… وبعد مبادرة جعجع كان التساؤل: لماذا لا يقدم حزب الله على ترجمة تأييده للعماد عون عملياً والتحول من مرحلة الترشيح الى مرحلة الانتخاب، في ضوء الاختراق الذي حصل نتيجة موقف القوات اللبنانية.
ويمكن تقدير أن سببين مباشرين دفعا نصرالله الى الخروج عن صمته الرئاسي، والخوض في هذا الملف الذي لا يستسيغه، مقارنة بملفات كبيرة يصول فيها ويجول دون إحراج وانزعاج:
1- المنحى الذي أخذه الاستحقاق الرئاسي بعد «إعلان معراب» وساهم الدكتور سمير جعجع بشكل أساسي في بلورته، وخلاصته أن الكرة الرئاسية أصبحت الآن (بعد ترشيح القوات لـ «عون») في ملعب حزب الله الذي يتحمل مسؤولية استمرار الفراغ الرئاسي بعدم مبادرته الى تثمير الموقف القواتي في إيصال عون الى قصر بعبدا… والذي بتلكوئه عن عملية الانتخاب وعدم تدخله لدى حلفائه والضغط عليهم، يثبت أنه ليس جديا في دعمه للعماد عون وأنه لا يريد انتخابات رئاسية، وهو يستخدم عون في لعبة تعطيل الانتخابات…
بالتأكيد الوضع ليس كذلك عند حزب الله وفي حساباته ومقاربته للأمور. فالكرة قبل أن تصل الى ملعبه تمر في الملعب المسيحي أولاً، حيث قوى أساسية أولها بكركي ما يزال موقفها ملتبساً، وفي ملعب المستقبل ثانياً الذي عليه التفاهم مع عون الحريص على التأييد السني ويطرح نفسه رئيساً وفاقياً… ولكن حزب الله بات محرجا ويريد أن يرد التهمة عنه، كما يريد أن يوضح أنه لا يتعاطى مع حلفائه بطريقة الفرض والإجبار وإنما عن طريق الإقناع والحوار…
2- الطريقة التي يتصرف بها فرنجية أو ما يعرف بـ «الأداء السياسي والإعلامي للمرشح الرئاسي سليمان فرنجية… ويبدو أن حزب الله ضاق ذرعاً بهذه الطريقة ولديه ملاحظات على فرنجية، ملاحظات كثيرة تراكمت في فترة قصيرة. ولا يتعلق الأمر هنا بالاتفاق السياسي الذي أبرمه فرنجية مع الحريري ومن دون تفويض مسبق، والذي تناول أموراً أساسية، وإنما يتعلق بمسائل أخرى أقل أهمية وتتعلق بالطريقة المتبعة من قبل فرنجية وفيها استفزاز وتحدٍ لعون وحشر وإحراج لحزب الله. فعلى المستوى السياسي يتصرف فرنجية كما لو أنه مرشح 14 آذار، وعلى المستوى الشخصي استعجل كثيراً وبدأ يتحدث ويتصرف «كرئيس» ويلحق الضرر بالعلاقة بين عون ونصرالله… ولعل الكلام الأخير لفرنجية عن أكثر الـ 70 صوتاً المؤيدة له وأقلية الـ 40 صوتاً ومن ضمنها حزب الله المؤيدة لعون كان الشرارة التي أشعلت موقف حزب الله وعجّلت في تظهيره…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق