سياسة لبنانية

جعجع : لن نقبل بتعبئة مركز الرئاسة بأي كان ولا حل قبل انتخاب رئيس

أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ان «الواقع الحالي الذي نعيشه سببه الأول تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، فلا يتخيل أحد أي حلحلة لأي مشكلة في البلد قبل انتخاب رئيس جمهورية جديد»، لافتاً الى ان «تعطيل الانتخابات الرئاسية حاصل على المستوى الاقليمي الى حين إيجاد من يعطي ثمنا مقابل تسهيل الانتخابات، بينما على المستوى الداخلي الأمر بات واضحاً فحزب الله يمكنه إبطال التعطيل الآن اذا أعطيته قانون انتخابات يمكنه من الإمساك بكامل السلطة من خلال النسبية التي يطرحها، وليس كما يدعي لأنه يريد إرجاع حقوق الطوائف الأخرى إذ يوجد قوانين أخرى يمكنها تأمين هذه الحقوق».
وشدد على «اننا لن نقبل إلا برئيس محترم لديه حد أدنى من التمثيل الشعبي والاحترام والشخصية أي أننا نريد رئيسا يملك قامة رئيس الجمهورية وإلا لماذا نجري انتخابات رئاسية؟ لن نقبل تعبئة المركز بأي كان».
ودعا رئيس القوات المواطنين اللبنانيين إلى «إحداث التغيير في البلد من خلال تصويتهم في الانتخابات النيابية المقبلة»، فقال: «لا يمكنكم أن تمنحوا أصواتكم في الانتخابات إلا الى الجهة التي تحمل تصوراً واضحاً ومشروعاً كبيراً والتي لا تحملها إلا الأحزاب والتكتلات الكبيرة»، مشيراً الى أنه «لتغيير واقعنا السياسي يجب تغيير ممارساتنا السياسية».
ورداً على من يعتبر أن الروس تدخلوا في سوريا لحماية المسيحيين كما يدعون، اعتبر ان «الروس جاءوا الى سوريا للدفاع عن مصالحهم وليس عن أحد وهذا وفقاً لما صرح به رئيس الوزراء الروسي ديميتري مدفيديف».
كلام جعجع جاء في كلمة له ألقاها في العشاء السنوي لمنطقة كسروان – الفتوح في القوات اللبنانية.
وقال: «إن مجرد اجتماعنا اليوم في ظل الظروف التي يمر بها البلد هو دليل خير وبركة وعافية، وما دمتم مستمرين ستبقى قضيتنا مستمرة…».
ورد على من يسألون: «لماذا القوات تقف على الحياد ولا تتحرك في خضم كل ما يحصل»، فقال: «إن القوات اللبنانية لم تقف يوماً على الحياد، ففي أعوام 1975، 1980 1985 و1990، وحتى في عز أيام الوصاية السورية حين وقف الجميع على الحياد، بقينا نحن في صدارة المواجهة مع إننا دعينا أكثر من مرة للمشاركة في الحكومات التي كانت تشكل في ذاك الوقت ولم نشارك بها، وأخذنا موقفاً منها كلفنا أثماناً باهظة نحن فخورون بها، لقد حلوا الحزب لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، فطالما البشر موجودون من يستطيع أن يحل حزبنا، فعلوا ذلك على الورق ولكننا بقينا على الأرض، كما حصل على أرض كسروان وتحديدا في منطقة «يسوع الملك».
ولفت الى «أننا في خضم هذه الأزمة لم نكن يوماً على الحياد، فمنذ بداية تشكيل هذه الحكومة رفعنا الصوت عالياً لأننا كنا مدركين أن تشكيل حكومة بهذا الشكل إلى أين ستأخذ البلد، ووصلنا الى حد رفض الاشتراك فيها، ليس تعففاً ولكن حين يتم تركيب السلطة بطريقة لا يمكنك من خلالها تطبيق مبادئك حينها تحجم عن المشاركة فيها، وإحجامنا كان أكبر موقف نتخذه، ولا يعتقدن أحد أن الإحجام غير مكلف».
واستذكر جعجع كلام البطريرك مار نصرالله بطرس صفير حين كان يصف مثل هذه الحكومات، «فكلامه يعبر خير تعبير عن هذا الواقع إذ كان يقول إن هكذا حكومات هي كعربة يجرها حصانان واحد من اليمين والآخر من الشمال، فماذا سيحصل بها؟».
وأكد أن «القوات اللبنانية ستستمر في موقع المعارضة بشكل معتدل وسلس لنتمكن من إنقاذ لبنان من أزمات المنطقة من حوله»، شارحاً أنه «يمكن حل العديد من الأزمات ببعض العمل الجدي، فمثلاً أزمة الكهرباء التي يمكن معالجتها بوقت قصير وبكلفة أقل مما هو حاصل اليوم وعلى غرار ما تقوم به شركة كهرباء زحلة من إضاءة المنطقة 24/24، تلك المدينة التي أوجه لها تحية، وبالتالي نحن كقوات نعمل على حل المشاكل في المجتمع بدءاً من مشروع الحكومة الالكترونية الى مشاكل المياه والكهرباء والطرق وسواها، فلا تظنوا أن مشكلة زحمة السير من نهر الموت الى الكازينو هي مشكلة مستعصية لا يوجد لها حل بل على العكس، ولكن المشكلة أن لا أحد يفكر بإيجاد الحل ويتلهون بأشياء مغايرة تماماً، لذا بتنا بحاجة الى نقلة نوعية في السياسة اللبنانية وإلا سنبقى على هذا الحال».
وأضاف: «قد تستمر مقاطعة القوات اللبنانية بالمشاركة في الحكومات المقبلة لأننا حين نقرر الدخول في أي حكومة نريد أن نحدث تغييراً في البلد، وإلا لماذا المشاركة؟».
ودعا المواطنين اللبنانيين إلى «إحداث التغيير في البلد من خلال تصويتهم في الانتخابات النيابية المقبلة»، فقال: «لا يمكنكم أن تمنحوا أصواتكم في الانتخابات إلا الى الجهة التي تحمل تصوراً واضحاً ومشروعاً كبيراً والتي لا تحملها إلا الأحزاب والتكتلات الكبيرة»، مشيراً الى أنه «لتغيير واقعنا السياسي يجب تغيير ممارساتنا السياسية».
وأكد أن «الواقع الحالي الذي نعيشه سببه الأول تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، فلا يتخيل أحد أي حلحلة لأي مشكلة في البلد قبل انتخاب رئيس جمهورية جديد»، لافتاً الى «ان تعطيل الانتخابات الرئاسية حاصل على المستوى الاقليمي الى حين إيجاد من يعطي ثمناً مقابل تسهيل الانتخابات، بينما على المستوى الداخلي الأمر بات واضحاً ان حزب الله يمكنه إبطال التعطيل الآن اذا أعطيته قانون انتخابات يمكنه من الإمساك بكامل السلطة من خلال النسبية التي يطرحها، وليس كما يدعي أنه يريد إرجاع حقوق الطوائف الأخرى إذ يوجد قوانين أخرى يمكنها تأمين هذه الحقوق».
وشدد على أننا «لن نقبل إلا برئيس محترم لديه حد أدنى من التمثيل الشعبي والاحترام والشخصية أي نريد رئيسا يملك قامة رئيس الجمهورية وإلا لماذا نجري انتخابات رئاسية؟ لن نقبل تعبئة المركز بأي كان».
وردًا على من يعتبر أن الروس تدخلوا في سوريا لحماية المسيحيين كما يدعون، اعتبر جعجع «ان الروس جاءوا الى سوريا للدفاع عن مصالحهم وليس عن أحد وهذا وفقا لما صرح به رئيس الوزراء الروسي ديميتري مدفيديف».
وانتقد من يطرح ان «مصير المسيحيين مهدد في لبنان والشرق»، مؤكداً أن «الله أوجدهم هنا ليبقوا هنا وسيبقون في هذه الأرض».
وإذ أشار الى ان «الشرق الأوسط يمر بمرحلة صعبة»، ختم جعجع بالتأكيد «ان مصيرنا يتوقف علينا فإذا تصرفنا جيداً يكون مصيرنا جيداً، لذا يجب أن نبقى متأكدين من وجودنا ومصيرنا في لبنان وفي هذا الشرق كما فعل أجدادنا».

خليل
بدوره، ألقى منسق منطقة كسروان الفتوح في القوات اللبنانية الدكتور جوزف خليل كلمة أكد فيها «ان الصورة التي نراها اليوم في كسروان هي الصورة الحقيقية لان نظام الاسدين كما نكل وشوه صورة القوات اللبنانية لم يوفر كسروان الفتوح من سطوته فهو حاول وعلى مدى اكثر من 15 سنة ان يسلخ كسروان عن تاريخها ويجردها من قيمها الحقيقية ففرض على اهلها واقعاً سياسياً بعيداً كل البعد عن واقعها الحقيقي: من تشويه صورة المقاومة الحقيقية والافتراء عليها مرورا الى اعتماد سياسة الترهيب التي وصفت بالعميل والخائن كل من يقترب من البيت المقاوم آنذاك وكان في يسوع الملك في قلب كسروان الى اعتماد سياسة حرمان اهل كسروان الفتوح من ابسط حقوقهم المدنية والمعيشية ودفعهم للجوء الى زعامات محلية تعتمد معهم سياسة الابتزاز وتسمى خدمات مقابل اصواتهم الانتخابية كل هذه الظروف غيرت ولو مرحليا صورة كسروان. ومما لا شك فيه ان هذه التأثيرات السلبية بقيت بعد تحرر لبنان من الاحتلال السوري الا انها تضمحل يوما بعد يوم».
وأشار إلى أن «القوات مقتنعة أن كسروان لا يمكن أن تكون خارج اطار التاريخ الكسرواني الغني بالمواقف الوطنية وبالانحياز دوماً الى دولة المؤسسات لذلك تعتمد القوات اليوم سياسة الانفتاح على كل الاطراف وهي حريصة على بناء الصداقات مع الجميع تحت سقف المبادىء اللبنانية الواضحة لتبقى دائماً المدافع الاول عن كرامة اهل كسروان والمطالبة بحقوقهم المحقة من دولتهم التي غابت كثيراً عنهم وعن مشاكلهم ولكن هنا ايضا تقع على اهلنا في كسروان مسؤوليات كبيرة: مسؤولية التمييز بين الجيد والسيء، مسؤولية ان يكون لدينا الجرأة لنقول للفاسد أنت فاسد».
وقال: «إن المشكلة الحقيقية اليوم في كسروان وفي لبنان عامة هي بالتبعية السياسية العمياء. فالتبعية العمياء هي التي تسمح للسياسي ان يلعن الفساد كل يوم ويكون منغمساً بالفساد. والتبعية العمياء هي التي تسمح للسياسي ان يشتكي كل يوم من الفراغ في سدة الرئاسة ويكون هو المعطل الاول لانتخاب رئيس للجمهورية نؤكد انه المدخل الوحيد للحل في لبنان»، لافتاً الى «ان القوات اللبنانية ستسعى دوماً لتحقيق الانماء العادل في كسروان انطلاقاً من مشكلة النفايات الى مشكلة الاوتوستراد الساحلي الى معمل الزوق ومشكلة الصرف الصحي لنكون دوماً الشمعة التي تنير ظلمة الحرمان الكسرواني الذي لا ينتهي الا بتغيير للواقع الانتخابي في كسروان».
كما أعلن خليل على صعيد التنظيم الداخلي عن «بدء التحضير لانتخابات حزبية في كل المراكز القواتية وذلك في سبيل تعزيز الديموقراطية ومبدأ المشاركة والمداورة في السلطة، فمن يريد ان يبني دولة بعيدة عن التبعية العمياء والتوريث السياسي عليه ان يبدأ من بيته والقوات قررت ان تبدأ في كسروان».
وشكر في ختام كلمته كل فريق العمل في منسقية كسروان الفتوح من منتسبين الى لجان ورؤساء مراكز ورؤساء القطاعات واللجان الادارية على المجهود الكبير الذي يبذلونه في سبيل انجاح عمل القوات في كسروان، «فالقوات اللبنانية بنيت على اشخاص تعبوا وضحوا واستشهدوا، والقوات اللبنانية باقية لأنه ما زال لديها الكثير من الاشخاص مستعدين للتضحية من اجل بقاء الوطن».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق