أبرز الأخبارصحة

«بتنقّ عليك نقّ عليها»… صورة شعاعية تُغيّر كل الموضوع!

بين مقولتي «دق المي ميّ» و«دقّ على الوتر الحساس» تبقى المقولة الثانية أجدى. وبين فعلي اللامبالاة أو الإهتمام يبقى الفعل الثاني أحلى. وبين أن تتكل عليها، على «تاء التأنيث»، بكل شيء وتنسى انها قد تحتاج، أكانت زوجة أو أماً أو إبنة أو شقيقة، هي أيضاً إليك أتت حملة مكافحة سرطان الثدي هذه السنة لتقول لك: بتذكرك بكل شي… دورك تذكرا بالصورة الشعاعية. ما رأيك؟

من السراي الحكومية إنطلقت حملة 2014 لمواجهة سرطان الثدي. هي الحملة الثانية عشرة  أو الثالثة عشرة ربما أو هي الحملة الرابعة عشرة التي تطلقها وزارة الصحة العامة بالتعاون مع «روش»”. لا يهم الرقم الرسالة هي طبعاً أهم. السيدات أكثر من الرجال ولكل واحدة منهن وردة بلون الأمل. لمى سلام، راعية الإحتفال في السراي الحكومية، تنغل بين الحاضرين. واللون الزهري الجميل يطغى في كل الأرجاء.

اكتشاف الخبيث باكراً يفيد

إرادة المرأة حديدية. نعرف هذا. ونعرف أن وراء كل رجل عظيم إمرأة… لكم هل وراء كل إمرأة «عظيمة»، بكل معايير العظمة، رجل؟ ما رأيكم أيها الرجال؟ هل تبالون بصحة رفيقات الدرب؟ وزير الصحة وائل أبو فاعور إستخدم شعار قد يعجب الرجال أكثر من شعار الحملة لكنه يصب في إتجاهها: «بتنق عليك بكل شي… فنقّ عليها»! ما رأيكم أيها الرجال؟ «نقوا عليها». النق في هذا الموضوع يفيد لأن اكتشاف الخبيث باكراً يفيد.
لماذا كل هذا الإهتمام بهذا النوع من الخبيث؟
لأن سرطان الثدي يمثل 42 في المئة من مجموع أمراض السرطان التي تصيب المرأة و21 في المئة من مجمل ما يصيب المرأة والرجل في لبنان! والنسبة طبعاً ليست أبداً بسيطة!
نعرف أن الرجال يحبون غالباً الأرقام… وهذه أرقام ونسب يفيد أن يعرفوها حول هذا الخبيث: إمرأة من أصل ثماني نساء معرضة للإصابة بسرطان الثدي في حياتها. وتُسجل سنوياً 1،1 مليون إصابة جديدة بسرطان الثدي عالمياً. ونسبة الشفاء قد تتجاوز التسعين في المئة في حال تم الكشف عن سرطان الثدي في مرحلة مبكرة.
من هنّ النساء اللواتي يواجهن عوامل الخطر أكثر من سواهن؟
78 في المئة من مريضات سرطان الثدي هن في عمر يزيد عن الخمسين لكن هناك نحو أربعين في المئة من الحالات بدأت تسجل في لبنان ما دون الخمسين. الوزن الزائد خصوصاً في القسم الأعلى من الجسم عامل خطر. وهناك عامل خطر آخر يتمثل بحدوث الطمث المبكر وبتأخر إنقطاعه. وجود إصابات بين أفراد العائلة الواحدة يستوجب هو أيضاً الإنتباه. خضوع المرأة الى علاج بالأشعة في منطقة الثدي أو الصدر يزيد من معدلات الخطر أيضاً. ومثله تعرضها الى معدلات مرتفعة من الهورمونات لفترة طويلة بسبب طول فترة الحيض مثلاً أو خضوعها الى علاجات الهورمونات البديلة. عدم الإنجاب أو التأخر في إنجاب أول طفل عامل خطر آخر. عدم الإرضاع يزيد بدوره خطر الإصابة. يُضاف الى كل ذلك التدخين والإسراف في شرب الكحول وتناول الأطعمة الغنية بالدهون وقلة التمارين الرياضية.
أيها الرجال «نقوا» على نسائكن. ذكروهن بالصورة الشعاعية وتذكروا أن الحياة بلا إمرأة بلا لون ولا معنى. ألا توافقون؟ نقوا إذاً…

الصورة بعد سن الأربعين سنوياً
ثمة توصيات يُنصح بها وفيها: ضرورة إجراء الفحص الذاتي للثدي كل شهر إبتداء من سن العشرين. والفحص السريري للثدي من خلال الطبيب كل ثلاث سنوات بين سن العشرين وسن الأربعين وسنوياً بعد سن الأربعين. ويجب البدء بإجراء الصورة الشعاعية عشر سنوات قبل عمر أصغر ضحية في العائلة في حال وجدت سوابق من هذا النوع في العائلة، ويفترض في حال لم تكن هناك سوابق أخذ تلك الصورة الشعاعية إبتداء من سن الأربعين على أن تعاد سنوياً حتى ولو كانت نتائجها ممتازة. تذكروا إذاً هذا جيداً: ضرورة إعادة أخذ الصورة بعد سن الأربعين سنوياً. لا تنسوا ابداً هذا.
ونبقى في هذا لنشير الى ما قاله الأستاذ في طب المجتمع والوبائيات الدكتور سليم أديب حول نتائج الدراسة الميدانية لحملة سرطان الثدي وفي ما قال: أن نتيجة سؤال النساء عما إذا كن قد حصلن على الصورة الشعاعية على صحة السلامة بينت ازدياداً ملحوظاً في المعدلات، ففي بيروت مثلاً ارتفعت النسبة أكثر من خمسين في المئة لكن أتت النسبة متدنية في الإجابة على السؤال الآخر الذي لا يقل أهمية وفيه: هل أعدتِ أيتها السيدة الكريمة الصورة الشعاعية؟ ربع النساء فقط لا غير في بيروت الكبرى فعلن هذا في حين أن ثلاثة أرباع من خضعن لها أول مرة اعتبرن أن لا لزوم الى تكرار إجراء الصورة ما دامت نتيجة أول صورة أتت جيدة!
حين تُواجه المرأة بالسؤال عن سبب عدم خضوعها الى الفحوصات المتكررة تردد: لو حكيمي قللي لكنت أجريت الصورة! اللوم هنا أيضاً على أطباء الأمراض النسائية وغالبيتهم رجال. الرجال إذاً، أينما كان موقعهم في الإعراب، معنيون في الموضوع. النساء يذكرنكم بكل شيء، بكل كل شيء، فذكروهن.
ما رأي رئيس الجمعية اللبنانية للأورام وأمراض الدم الدكتور فادي فرحات في اتهام المرأة لطبيبها بأنه، هو أيضاً، لم يذكرها؟
يجيب: «صحيح، في الحقيقة نستطيع نحن الأطباء فعل الكثير ويكفي أن نستثمر خصوصية العلاقة بين كل سيدة وطبيبها والثقة المتبادلة بينهما في التوعية على أهمية الكشف المبكر وإتاحة الفرصة لها لتطرح كل أسئلتها وهواجسها على طبيبها براحة تامة. وكل هذا سيساعد النساء على إكتشاف أي تغير في طبيعة الثدي وبالتالي إجراء الفحوصات اللازمة للتشخيص ما يزيد من ح
ظوظ الشفاء في حال وجود مرض خبيث.
هل من أعراض واضحة تدل الى تسلل الخبيث؟
هو خبيث والخبيث يتسلل يتمدد، يفعل فعلته بهدوء، قبل أن يشهر، بعين فاجرة، ما فعل! لكن، في كل الأحوال، تبقى هناك بعض الإشارات التي يفيد أن تعرفوها: قد تظهر سماكة أو تورم في نسيج الثدي، وربما كتلة صلبة في الثدي أو تحت الإبط تظهر من جهة واحدة ولا تكون مؤلمة. وقد تظهر تغيرات في الحلمة على غرار إفرازات غير مألوفة أو طفح جلدي حول منطقة الحلمة أو حتى إنقلاب في الحلمة أو ألم في منطقتها أو في أي منطقة من الثدي. انتبهن. انتبهوا. وتذكروا أيضاً وأيضاً أن الإكتشاف المبكر شفاء.

الحملة انطلقت و… تقديمات
تدوم حملة سرطان الثدي 2014، بحسب مدير «روش» عبد الرحمن صبره، ثلاثة أشهر ويشارك فيها 64 مستشفى خاصة بتعرفة أربعين ألف ليرة لبنانية عن الصورة الشعاعية وتشارك 24 مستشفى حكومية تقدم هذه الصورة مجاناً وهناك 52 مركزاً خاصاً تقدمها بأسعار رمزية.
في كل حال خضعت لمن يهمه الأمر 12000 إمرأة العام الماضي، في 2013، الى تصوير الثدي. والمستشفيات الحكومية غطت نصف هذا العدد. وتتكفل وزارة الصحة بمتابعة الحالات بعد اكتشافها وهي تؤمن لغير المنتسبات الى الضمان الإجتماعي جميع الأدوية مجاناً مهما كانت كلفتها كما تغطي تكاليف الإستشفاء الطبي والجراحي والعلاج بالأشعة.
ماذا عن العلاجات المتاحة؟
العمل الجراحي ضروري في بعض الحالات حيث يتم استئصال الورم. وهناك العلاج الكيميائي حيث تستخدم أدوية معينة لتقليص الورم السرطاني أو التخلص منه. وهناك العلاج الهورموني والعلاج البيولوجي والعلاج الشعاعي… تتعدد أنواع العلاجات. الشفاء قد يصل من سرطان الثدي الى تسعين في المئة. الشفاء إذا ممكن شرط إكتشاف الخبيث في بداياته.
أيها الرجال، إنهن يذكرنكم بكل شيء فلا تنسوا بتذكيرهن بأهمية الصورة الشعاعية. أيها الرجال أغمضوا أعينكم وتخيلوا الحياة بلا «نون النسوة»! تخيلوا حياتكم من دون زوجة وأم وإبنة وشقيقة. أفتحوا عيونكم الآن وذكروهنّ…

نوال نصر 
  

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق