حوار

ايلي الفرزلي: الخليج هو ساحة المعركة الجديدة

في لقاء اجراه معه «الاسبوع العربي» الالكتروني قال نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي ان الاميركيين يرغبون باستمرار الضغط على الرئيس السوري بشار الاسد، لكي لا يدير ظهره الى الحلول السياسية. بالمقابل يقولون انهم يرغبون ايضاً في التوصل الى سايكس – بيكو جديدة لتوزيع الادوار بينهم وبين روسيا، ووضع حد للدور الاوروبي وخصوصاً الفرنسيين في هذه البقعة من العالم. واكد الفرزلي «ان مرحلة الانتقام مما حصل في 11 ايلول (سبتمبر) 2001 بدأت».

كيف تحلل التدخل العسكري الروسي في سوريا؟ هل هو حقاً يهدف الى محاربة متطرفي داعش فيما وسائل الاعلام العالمية تقول ان لروسيا اهدافاً اخرى في رأسها بينها الدعم المباشر للاسد؟
ان الوقت مناسب لذلك. فروسيا لا تستطيع ان تقف مكتوفة الايدي امام هذه الموجة الارهابية المخيفة، خصوصاً بعد انهيار دور اوروبا مع دفق اللاجئين الذين يجتاحونها. تدفق وموقف مستقيل يطرحان الف سؤال حول ما ينتظر هذه البقعة من العالم. ولا ننس ايضاً ان المسافات بين الحدود الروسية وحلب هي اقرب من الحدود بين روسيا واكروانيا او جورجيا. فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يمكنه ان يسمح بان تمتد هيمنة المتطرفين الى حدود بلاده وتهدد امنه. وروسيا ترغب كذلك في الحفاظ على التوازن الاستراتيجي في منطقة البحر الابيض المتوسط. وتريد روسيا ايضاً الحفاظ على دور راجح وتتجنب ان يتكرر سيناريو ليبيا في سوريا.
هل اتفقت روسيا مع القوى العالمية العظمى وخصوصاً الولايات المتحدة قبل التدخل؟
اعتقد ان هناك تنسيقاً بين الروس والاميركيين. وهاتان القوتان الكبيرتان وضعتا الاوروبيين في اجواء التطورات التي ستدخل على السيناريو السوري. هذا التنسيق حصل في قمة المكسيك حيث التقى باراك اوباما وفلاديمير بوتين مطولاً حول هذا الموضوع. في ذلك اليوم تفاهم الرجلان حول ان ما جرى في ليبيا لا يمكن ان يتكرر في سوريا. بعد هذا اللقاء توجه بوتين الى اسرائيل ليتحادث مع بنيامين نتانياهو حول الملف السوري ويضعه في مجرى الاحداث. ومؤخراً نتانياهو هو الذي توجه الى بوتين. الاميركيون يريدون ان يستمر الضغط على الاسد لكي لا يدير ظهره الى الحلول السياسية. وبالمقابل فهم يرغبون باتفاقات سايكس – بيكو جديدة لتوزيع الادوار بينهم وبين روسيا وانهاء دور الاوروبيين وخصوصاً الفرنسيين في هذا الجزء من العالم. هذا التقسيم سيسانده بلدان اقليميان واسرائيل. علينا ان نسمي الاشياء باسمائها.
ما هي انعكاسات التدخل الروسي في سوريا على لبنان ومجمل دول المنطقة؟
بعد قمة نيويورك الاخيرة، اذاعت الدول الكبرى بياناً اكدت فيه انها ترغب في ان ترى سوريا دولة علمانية وانبثاق مجموعات سياسية لكل واحدة منها اهدافها. وانا اعتقد ان التدخل الروسي سيؤدي الى حل حقيقي في سوريا، يشمل كل الاطراف. لم يعد هناك مكان لأولئك الذين لا يريدون ان يحترموا التعددية لكل بلد وبينها لبنان. ان سيطرة ما نسميه الاكثرية البرلمانية ستضعف. التطرف سيصاب بعمق وهذا سيظهر بعد الانتخابات التركية التي ستجري مطلع تشرين الثاني (نوفمبر)، خصوصاً اذا خرج اردوغان خاسراً وهذا محتمل جداً. هناك ساحة معركة جديدة ترتسم في الافق وهي دول الخليج كلها. وسيتم تطويق الارهابيين فيهربون الى الخليج وهناك يتم ضربهم. واذا اردت ان اختصر الوضع الراهن اقول ان مرحلة الانتقام لما جرى في 11 ايلول (سبتمبر) 2001 بدأت وانا اتوقف هنا.

دانيال جرجس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق