دولياترئيسي

الصين: قلق وخوف من انتشار غازات كيميائية سامة بعد انفجارت «تيانغين»

بدأ فريق يضم 217 عسكرياً متخصصين بالأسلحة النووية والجرثومية والكيميائية الخميس، عمليات تطهير بعد الانفجارات الهائلة التي وقعت ليل الأربعاء الخميس في مستودع خزنت فيه مئات الأطنان من المواد الكيميائية الخطيرة في مدينة تيانغين الساحلية في شمال الصين.

يشعر سكان تيانغين بالقلق على سلامتهم بعد أن وقعت سلسلة من الانفجارات في منطقة صناعية في مستودع  للمواد القابلة للاشتعال خزنت فيه مئات الأطنان من المواد الكيميائية الخطيرة، ويحوي شحنة متفجرات في مدينة تيانيغين الساحلية في شمال الصين والتي تبعد 140 كلم عن بكين، وأدت هذه الانفجارات إلى سقوط خمسين قتيلاً على الأقل وأكثر من 700 جريح حسب حصيلة رسمية.
وبعد 36 ساعة على وقوع الكارثة، ما زالت أسبابها مجهولة.
وكانت وسائل الإعلام الصينية ذكرت الخميس ان الانفجارات بدأت في مستودعات كدست فيه مواد كيميائية خطيرة.
لكن المسؤولين في بلدية المدينة أكدوا في مؤتمر صحافي الجمعة أنهم لا يعرفون بالتحديد ما هي المواد التي كانت في المستودع وتسببت في الانفجار.
أما صحيفة أخبار بكين فقد ذكرت نقلا عن منتجين صناعيين أن 700 طن على الأقل من مادة سيانيد الصوديوم كانت مخزنة في الموقع ورصدت كميات كبيرة منها بنسب عالية في مياه الصرف الصحي في المناطق المحيطة.
ولم يعد هذا المقال الذي ينذر بالشؤم موجوداً على الانترنت اليوم الجمعة، مما عزز التكهنات.
وبدأ فريق يضم 217 عسكرياً متخصصين بالأسلحة النووية والجرثومية والكيميائية الخميس عمليات تطهير في المكان، كما أعلنت وكالة أنباء الصين الجديدة الحكومية.
وبدت الحركة قليلة صباح اليوم الجمعة حول الموقع الذي تحول إلى منطقة صناعية مدمرة تتصاعد منها حتى الآن سحب الدخان في بعض المواقع.
وقد أزيلت من الطرق المؤدية إلى هذه المنطقة قطع الحطام الكبيرة.

قلق وخوف وغموض
وأمام الموقع، يمنع شرطيون لا يرتدي بعضهم أي سترات وقائية بينما يضع آخرون أقنعة غاز تغطي وجوههم، الدخول إليه.
وفي مبنى مكاتب مجاور، يكتفي الحارس ليو جونغوانغ (50 عاماً) بوضع قناع بسيط بسعر زهيد. وقال «رأيت شرطيين يرتدون القناع نفسه وآخرين لا يضعون شيئاً إطلاقاً لذلك لم أعرف ماذا علي أن افعل».
وأضاف «أشعر بالخوف لكن لا أعرف من أي شيء بالتحديد. الحكومة لا تقول لنا شيئاً، لا شيء إطلاقاً حول ما علينا فعله لحماية عائلاتنا من المواد الكيميائية».
وأثار غياب المعلومات هذا شكوك وغضب مستخدمين صينيين للانترنت الذين كانت تعليقاتهم تلغى فورا من قبل أجهزة الرقابة.

مستودع للمواد الخطيرة قرب مبان سكنية!
وانتقد أحدهم المؤتمر الصحافي الذي عقده مسؤولون في بلدية المدينة قالوا إنهم لا يعرفون ما هي المواد المخزنة في المستودع الذي انفجر.
وقال «لماذا عقد المؤتمر الصحافي إذا كنتم لا تعرفون أن مخزونات المواد الخطيرة يجب أن توضع في أماكن بعيدة عن المساكن؟». وكتب آخر على موقع ويبو للرسائل القصيرة «فقدتم كل مصداقية» بينما رأى آخر انه “في كل مرة تحدث كارثة تنتشر المقالات في وسائل إعلام الدولة حول بطولة المنقذين (…) والانفعال ينسينا القضايا المتعلقة بأسباب الكارثة».
من جهتها ذكرت صحيفة الشعب الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم أن بناء مستودع كهذا في هذه المنطقة الصناعية المكتظة «مخالف بشكل واضح» للقوانين.
وتفرض معايير السلامة الصينية إبعاد مستودعات المواد الخطيرة كيلومتراً واحداً على الأقل عن المناطق السكنية ومحاور الطرق المهمة.
وأضافت أنه في هذا الحادث بالتحديد يقع مجمعان من المباني السكنية وعدد كبير من الجادات على بعد أقل من ألف متر إلى جانب مستشفيين وملعب لكرة القدم.
وتابعت «في ظروف عادية ما كان المستودع لينجح في اجتياز كل إجراءات المراقبة المتعلقة بالبيئة».
وكانت السلطات ذكرت أن أقوى هذه الانفجارات يعادل في قوته انفجار 21 طناً من مادة التي إن تي.

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق