سياسة لبنانية

باولي: سياسة فرنسا تجاه لبنان تترجم بدعم حقيقي للجيش وتأخير بعض المساعدات سببه الشلل السياسي فيه

زار السفير الفرنسي باتريس باولي مدينة بعلبك، وكانت محطته الأولى في المركز الثقافي الفرنسي، حيث اطلع على البرامج والأنشطة التي ينفذها المركز، مشيداً «بجهود فريق العمل المميزة في زحلة وبعلبك».
ثم انتقل السفير باولي والوفد المرافق إلى بلدية بعلبك، فالتقى رئيس البلدية حمد حسن، في حضور نائبه عمر صلح، رئيس البلدية السابق هاشم عثمان، وأعضاء المجلس: مصطفى الشل، سامي رمضان ومحمد طه، والقيمين على المركز الثقافي الفرنسي في البقاع.

حسن
بداية رحب حسن بالسفير الفرنسي باسم المجلس البلدي وأهالي بعلبك، وقال: «تعني لنا هذه الزيارة الكثير على المستوى المعنوي، وتؤكد على الحالة الأمنية الجيدة التي تنعم بها المدينة، بفضل الإنجازات التي قام بها الجيش اللبناني والمقاومة في القلمون وجرود السلسلة الشرقية لدحر الإرهابيين، التي اعطتنا فسحة أمل بالمستقبل».
اضاف: «بعد أيام ستقام مهرجانات بعلبك الدولية التي لها الصدى العالمي الإيجابي، وهي الدلالة على عيش المجتمع المدني بسلام، والتي نأمل من سعادة السفير تشجيع الرعايا الفرنسيين على حضورها».
وتابع: «وضمن فعاليات المهرجانات هذا العام حدث ثقافي راق بأن تقوم الدولة الفرنسية بتكريم لجنة مهرجانات بعلبك الدولية، هذا دليل أيضاً على التأثير الإيجابي لفرنسا، كما أن البلدية تتعاون بشكل مميز مع المركز الثقافي الفرنسي الذي يوصل رسالة صحيحة حول التفاعل الثقافي بين مختلف مكونات المجتمع، كما تبنى المجلس البلدي مشروعاً برعاية 55 تلميذاً متفوقاً في المدارس الرسمية بالمواد العلمية لتقويتهم باللغة الفرنسية في المركز الثقافي، بالإضافة إلى الخطة الاستراتيجية لاتحاد بلديات بعلبك التي تنجز بدعم من الخارجية الفرنسية، ونحن على تواصل دائم».
أضاف: «نشكر لفرنسا الدعم الدائم للبنان، ولطالما كانت فرنسا مناصرة للحرية والسيادة والاستقلال، وإننا نتوجه إلى الحكومة الفرنسية والشعب الفرنسي بالعزاء لضحايا التفجير الإرهابي الذي شهدته فرنسا من قبل داعش التي لا قيم لها ولا تمت إلى الإسلام بصلة، وإنما فكر هؤلاء الإرهابيين التكفيريين هو القتل، وهذا دليل بأن لا حدود جغرافية للارهاب».
ولفت إلى أن «عدد سكان بعلبك 120 ألف نسمة، وأصبح بفعل النزوح السوري 180 ألفاً، أي أن النازحين السوريين يشكلون نسبة تزيد عن الثلاثين بالمئة من سكان المدينة، وقد ساهم الركود الاقتصادي وتراجع الموسم السياحي في التأثير سلباً على دخل المواطن البعلبكي، وزادت الأعباء الملقاة على عاتق المجلس البلدي، والأزمة نراها طويلة الأمد، لذا نطالب المؤسسات الدولية وفرنسا تحديداً، بأن تخص بعلبك بتمويل مشاريع إنمائية وإنتاجية».

باولي
بدوره السفير الفرنسي قال: «لقد حضرت مهرجانات بعلبك مرتين، وإذا حصلنا على ضمانات من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بتأمين الطريق الذي يصل إلى بعلبك فإننا نشجع الرعايا الفرنسيين لحضور المهرجانات، وإقامة نشاطات ثقافية في بعلبك بمشاركة المركز الثقافي الفرنسي، فنحن نريد أن تكون مهرجانات بعلبك ناجحة».
ولفت باولي إلى أن «المركز الثقافي الفرنسي في كل مناطق لبنان يتعاون مع كل اللبنانيين، ولم يغلق المركز أبوابه أبداً في زحلة وبعلبك، بل وجوده مستمر، ونريده أن يستمر، ونشكر بلدية بعلبك على كل الدعم للمركز معنويا، والدعم بتسجيل أبناء المواطنين البعلبكيين في المركز، ومنهم الأبناء الأربعة لرئيس البلدية».
وأكد باولي: أن «سياسة فرنسا تجاه لبنان تترجم بدعم فعال وحقيقي للجيش اللبناني، في أول برنامج من هذا النوع وبهذا الحجم لتحسين مستوى جهوزية الجيش».
وتابع: «نحن ندعم المركز الثقافي عبر فريقه الفعال في زحلة وبعلبك، وكان واجبي أن أزور بعلبك قبل أسابيع من انتهاء مهمتي في لبنان».
وحول المساعدات الفرنسية قال باولي: «قدمت فرنسا الكثير من المساعدات للبنان مباشرة أو عبر البنك الدولي، لكن الصعوبات السياسية التي يمر بها لبنان، سواء في الحكومة أو مجلس النواب، يؤخر تقديم بعض المساعدات، فالتأخير لم يكن منا، بل هو نتيجة الشلل السياسي في لبنان، للأسف كل مشروع يكون رهينة للقوى السياسية، ويعيقه الشلل السياسي في لبنان».
وختم شاكراً «حسن والمجلس البلدي على الحفاوة التي استقبل بها»، قبل أن ينتقل الجميع سيراً على الأقدام إلى قلعة بعلبك الأثرية.
وقد قدم حسن للسفير باولي درعا عربون محبة وتقدير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق